كثير منا نجد الأحزان مرتعا واسعا في قلبه
منّا من تكون أحزانه كالغيوم تمطر في قلبه ورغم ذلك تنبت أملا صغيرا
ومنّا من تكون أحزانه كالسمّ الذي يسري في الجسد ليتركه بلا روح
ومنّا من تكون أحزانه جرحا ينزف كلما مرت أمامه أحزان وأفراح الآخرين أحزاننا تجبرنا على البوح وليس هناك من يستطيع الكتمان
منا من يبوح لأخ ومنا من يبوح لصديق
ومنا من يبوح لديوان شعره
ومنّا من لا يجد سوى قلمه وبعض الوريقات يريق عليها من كأس الأحزان
وأنا أجد في ذلك خير متنفس..
وأعود لأمزق تلك الأوراق لكيلا تبوح تلك الاوراق بما نزفت منه جروح النفس
ولا أريد أن أجحد بنعمة من الله بها عليّ بأن وجدت قلبا كبيرا
أحدثها كما احدث نفسي
أبوح لها بما أشقى القلب من هموم وأحزان
تسمع لحديثي فلا أجدها إلا مخففا عني ما ألمّّّ بي
بل أجد في الحديث إليها بلسما لجروحي
ولا أجد في الحديث إلى غيره أي طعم
عالج علل الروح حتى صار أغلى منها
وبالبوح إليه عالج جروح القلب
ولكن هل ستكون لنا حياة بدونه؟؟؟؟
ترانا هل نستطيع العيش بعد أن اعتدنا على وجودهم بقربنا؟؟؟
يسمعون بوحنا وإن لم ننطق به….
هل نستطيع إذا ما اختاروا الابتعاد عنّا؟؟؟؟
ولكن كما قلت أخي بشر البوح ضعف….فلا تبح إلا لنفسك ..
هناك عندما تؤنسك الوحدة…وتكون الظلمة عند غياب القمر
ليس اشد من ظلمة تعيشها في داخلك
أرق من كأس أحزانك ما قد يعيد إليك من الحياة ولو رمقا واحدا…