السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير من الناس عندما يضعون رؤوسهم على الوسادة لا ينامون بل
يتألمون وإذا تقلبوا على الفراش كأنهم على الجمر يتقلبون وبناره يكتوون
فتصير الوسادة كأنها مقصلة لقطع الرؤوس أو سجن يفتح ليوضع الرأس
بين قضبانه و جدرانه فيصطدم الرأس ويشج.
ويصير صوف الوسادة أو ريشها وحريرها كأنه جمر تغلي عليه الرؤوس
فتنصهر وتذوب من شدة الغليان فيحرم صاحبها نعمة ولذة وطعم النوم
وهناك من إذا وضع رأسه على الوسادة يغرق في نوم هنيء ويسبح على
فراش كأنه أمواج حانية تداعب جسده المنهك أو يصير الفراش
كأنه سحابة يحلق بها صاحبها نحو عالم جميل من الأحلام الوردية
لتربطه ثمة علاقة ود وصداقة بين هذا والوسادة.
أو كأن الوسادة صارت مركبا للأماني أو فرسا يمتطيه ليحلق نحو
فضاءا واسعا ليشعر أنه من أسعد وأهنئ الناس وأريحهم بَالا
فيشتاق للوسادة ويحن للقاء جديد
بينما يفر ذاك من الوسادة ويتوجس منها خيفة فصارت بعبع يطل
عليه كلما أراد أن يأوي لفراشه لأنه يستحيل أن يستغني عنها لهذا
تختلف الرؤوس التي توضع على الوسادة.
منها : رأسا للرئيس أو السلطان
رأسا للذكر أو الأنثى
رأسا للمسلم والكافر
رأسا للبر والفاجر
رأسا للصغير والكبير
رأسا للرفيع والوضيع
رأسا للأبيض والأحمر والأسمر
رأسا للحاكم والمحكوم
رأسا للأمير والوزير
ومنها :رأسا للغني والفقير
لكـــــــــــــــن ...
لا يعرف طعم النوم ولذة النعاس ولا قدر الوسادة إلا مرتاح الضمير
لهذا : يا من حرمتم لذة وطعم ومعنى النوم
*أحسنوا بالله الظنون
*لا تضيعوا الحقوق
*لا تأكلوا أموال الناس بالباطل
*اجتنبوا الربا فإنها حربا من الله ومن دخل في حرب مع ربه فهو
الخسران لا محال فالنار مأواه وبأس المصير
آن لم يتب قبل الغرغرة
*أدوا حقوق الناس بلا تقتير ولا إجحاف ولا غلو
*حللوا أنفسكم من أكل لحوم البشر وهي نيئة
*ردوا المظالم لأصحابها
*كفوا جوارحكم عن الحرام
*اجعلوا ألسنتكم رطبة بذكر الله
*غضوا أبصاركم عن نظرة الحرام فإنها سهام مسمومة تفتك
بالقلوب والأبدان فكم لها من صرعى وقتلى
*وبالجملة أطعموا الطعام وافشوا السلام وصلوا بالليل والناس
نيام تدخلوا الجنة بسلام .
حتى إذا ما وضعتم رؤوسا مثقلة بالهموم والمتاعب على
وسائد خفيفة استشعرتم طعم النوم وراحته ولتصير
الوسادة متكأ وراحة
لكل الرؤوس ...لكل الرؤوس... لكل الرؤوس ...
وحتى تضع الحرب أوزارها ويعم الأمن والسلام على أرجاء المعمورة
لأننا نعيب زماننا والعيب فينا .