11-14-2015, 08:02 AM
|
|
|
|
|
تغذية اﻷطفال~
تغذيةُ الأطفال الصغاريُوفِّر الغذاءُ الطاقةَ والعناصر المُغذِّية التي يحتاج إليها الأطفالُ الصغار حتَّى يبقَوا في صحَّةٍ جيِّدة. ويتعلَّم الطفلُ كيف يُطعم نفسَه، وكيف يأكل أطعمةً جديدة عليه. ويجب على الطفل تناول أطعمة متنوِّعة من مختلف مجموعات الأغذية. يجب الحرصُ على حصول الطفل على حاجته من الحديد. كما يحتاج الطفلُ في المرحلة من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات كمِّية يومية من الكالسيوم لا تقلُّ عن خمسمائة ميليغرام. ويجب الامتناعُ عن إعطاء الطفل أطعمة بحرية أو فولاً سودانياً أو مُكَسَّرات قبلَ أن يبلغَ السنة الثانية أو الثالثة من عمره.
مقدِّمة
يعدُّ اختيارُ الأطعمة الملائمة للطفل أمراً مهماً، لأنَّ الأطعمَة الصحيَّة تُزوِّده بالطاقة والمواد المُغذِّية التي يحتاج إليها نُمُوُّه. ومن المهمِّ أن يبدأَ الطفلُ تعلُّم عادات الأكل الصحِّية منذ بداية تناوله الأطعمة الصُّلبة. وتزداد أهمِّيةُ ذلك بالنظر إلى تنامي مشكلة سِمنة الأطفال. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل لمسألة تغذية الأطفال الصغار. وهو يشرح كيفيةَ جعل الطفل يتعرَّف إلى أطعمة جديدة، ويستعرض أنواع ومقادير الأطعمة التي يحتاج إليها الطفل الصغير حتَّى يكونَ نموُّه صحياً سليماً.
جعل الطفل يتعرَّف إلى أطعمة جديدة
قبلَ إتمام الطفل سنتَه الأولى، يكون الحليبُ هو المصدر الأهم لغذائه. لكنَّ الطفلَ الصغير (أي بين السنة الأولى والسنة الثالثة من العمر) يصبح أقلَّ حاجةً إلى الحليب؛ وهذا لأنَّ قدراً أكبر من غذائه في هذه السن يأتي من الأطعمة الصُّلبة. من الممكن أن يكونَ الإكثار من الحليب ضاراً للطفل؛ وذلك لأنَّ كثرةَ الحليب تجعل الطفل الصغير يحصل على أكثر مما يلزمه من الطاقة. وهذا ما يمكن أن يُؤدِّي إلى زيادة وزنه. كما أنَّ الكمِّياتِ الكبيرةَ من الحليب تجعل جسمَ الطفل غيرَ قادرٍ على امتصاص الحديد الكافي. حتَّى نجعلَ الطفلَ يأكل أطعمةً جديدة، يجب أن نحاولَ تعريفَه بنوع جديد واحد من الطعام في المرَّة الواحدة. وإذا رفض الطفلُ طعاماً جديداً، فلا يجوز إجباره على تناوله. كما لا تجوز معاقبتُه عندما يرفض طعاماً جديداً عليه. من الممكن أن يحاولَ المرءُ تقديمَ الطعام الجديد نفسه بعد فترة من الزمن إذا لم يحبَّه الطفلُ في المرَّة الأولى. وهذا لأنَّ من الممكن أن يرفض الطفل طعاماً ما في لحظة معيَّنة، ثمَّ يقبله ويستسيغَه فيما بعد. يجب إعطاءُ الطعام الجديد بكمِّية صغيرة في البداية، فمن المرجح أن يقبل الطفلُ الصغير تجربةَ كمِّيةٍ صغيرة من الطعام. وهذا ما يسمح للأهل أيضاً بالانتباه إلى أيَّة علامات تدلُّ على تحَسُّس الطفل من أطعمة معيَّنة.
حجمُ الوَجبات
يكون الطفلُ الصغير شديدَ النشاط، وهذا ما يمكن أن يجعلَنا نظن أنَّه في حاجة إلى مزيد من الطعام. لكنَّ الحقيقةَ هي أنَّ سرعةَ نموِّ الطفل في هذه المرحلة أقل من سرعة نموِّه عندما كان رَضيعاً. وهذا يعني أنه أصبح الآن في حاجةٍ إلى كمِّية أقل من الطعام في واقع الأمر. يجب أن يستهدف الأهلُ إعطاءَ طفلهم الصغير قرابة ألف سعرة حرارية في اليوم الواحد. وهذه هي الكميةُ الكافية من أجل نشاط الطفل ونموِّه. يتناول الأطفالُ الصغار وجباتٍ أصغرَ حجماً وأكثر تواتراً ممَّا يفعل الكبار. يجب تقسيمُ الطعام الذي يعادل ألفَ سُعرة حراريَّة إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبة أو وجبتين إضافيتين صغيرتين. تذكَّر أنَّ الطفلَ قد لا يحصل على ألف سعرة حرارية كلَّ يوم، وأنَّه يمكن أن يأكلَ كثيراً على وجبة الافطار، ثمَّ لا يأكل كثيراً بقيةَ النهار. وهذا أمرٌ طبيعي، لأنَّ حاجات الطفل الصغير تتعلَّق بمستوى نشاطه ومُعَدَّل نموِّه.
إتاحةُ الخيارات للطفل
قد يحبُّ الطفلُ أن يتناولَ الطعام نفسه عدَّةَ أيَّام متتالية، ثمَّ يرفضه بعد ذلك. هذا شيء طبيعي! ومن الصعب أن يتوقَّع المرءُ ما قد يرغب الطفل في تناوله في اليوم التالي. إنَّ توفيرَ خيارات متعدِّدة للطفل الصغير فكرةٌ جيِّدة. لذلك، يجب عرضُ عدد من الخيارات الصحِّية المناسبة، وترك الطفل يختار الطعامَ الذي يرغب فيه. إذا رفض الطفلُ الخيارات المعروضة عليه كلَّها، فمن الممكن حِفظ هذه الأطعمة لعرضها عليه من جديد في وقتٍ آخر. ولا يجوز إجبارُ الطفل على تناول ما لا يريده، لأنَّ هذا يمكن أن يؤدِّي إلى جعله يرفض هذا النوع من الطعام دائماً.
ضرورةُ التنوُّع
من الواجب أن يتعمَّدَ الأهلُ تنويعَ وجبات الطفل الصغير، رغم أنَّه يمكن أن يفضِّل أطعمةً بعينها على بقية أنواع الطعام. لكن لا يجوز أن يجري إجبارُه على تناول أيِّ طعام لا يعجبه لمجرَّد التنويع. عندَ عرض خيارات طعام متعدِّدة على الطفل، يجب أن يحوي كلُّ خيار مجموعات الأغذية الأربع التالية:
اللحم أو الطيور أو البيض أو الأسماك.
الحليب وغيره من منتجات الألبان.
الفاكهة والخضار.
الحبوب أو الخبز أو الأرز أو البطاطس أو المعكرونة بأنواعها.
سوف يكون النظامُ الغذائي للطفل الصغير متوازناً على نحو تلقائي إذا قدَّم الأهلُ له خياراتٍ متوازنةً متعدِّدة. ولا حاجةَ إلى إرغامه على تناول تشكيلة واسعة من الأطعمة في كلِّ يوم. من الممكن أن يكونَ مقدارُ التنوُّع مختلفاً من يوم لآخر. إذا رفض الطفلُ الصغير ما يقدِّمه الأهلُ من أطعمة، فلا يجوز السماح له بتناول أطعمة غير صحيَّة كالمُعَجِّنات والحلويات. هذه الأطعمةُ غنيَّةٌ جداً بالسعرات الحرارية، لكنَّها فقيرةٌ بالمواد المغذِّية الهامَّة. إن ترك الطفل الصغير يأكل الحلويات بدلاً من الأطعمة الصحِّية يجعله يزداد إقبالاً عليها باستمرار. يجب أيضاً تجنُّبُ الأطعمة كثيرة التوابل أو الأطعمة المالحة أو التي أُضيفت إليها الزُّبدة؛ فهذه الإضافاتُ يمكن أن تُلحِقَ ضرراً بصحَّة الطفل مع الوقت.
السَّلامة
السلامةُ أمرٌ مهم لابدَّ من الانتباه إليه عندما يأكل الطفل؛ فلدى الطفل الصغير طاقةٌ كبيرة يمكن أن تجعلَه يرغب في الكلام أو الجري في أثناء الطعام. وهذا يعني أنَّ تعليمَه الطريقة السليمة في الأكل يُمكن أن يحميه من خطر الاختناق. لابدَّ من مراقبة الأطفال الصغار في أثناء تناولهم الطعام. ويجب التأكُّدُ من جلوس الطفل ساكناً عندما يأكل في أثناء الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة. كما يجب أيضاً تعليم الطفل أن يبتلعَ ما في فمه قبل أن يتكلَّم. وهذا ما يساعده على التركيز على الأكل، ويزيد من فرص حمايته من الاختناق. ينبغي التأكُّدُ من أنَّ الطعام ليسَ ساخناً كثيراً قبلَ تقديمه للطفل. لا يُتوقَّع أن يفكِّرَ الطفلُ الصغير في حرارة الطعام قبل أن يضعَه في فمه. ومن الممكن أن تنجمَ عن الطعام الساخن حروقٌ في فم الطفل. ومن القواعد الأخرى المهمَّة عندَ إطعام الطفل ضرورةُ أن تكونَ اللقمة صغيرةً، لأنَّ الطفلَ يظلُّ في مرحلة تعلُّم مَضغ الطعام حتَّى يبلغَ الرابعةَ من عمره. إنَّ هَرسَ الطعام أو تقسيمه إلى قطع صغيرة يحمي الطفلَ من الاختناق بلقماته. هناك أطعمةٌ يمكن أن يراها الكبارُ صغيرةَ الحجم، لكنَّها تكون كبيرةً جداً بالنسبة للطفل الصغير. يجب تجنُّبُ إعطاء الطفل قطع النقانق الكاملة أو الجزر غير المطبوخ أو قطع الجبن الكبيرة أو حبَّات العنب، إلاَّ إذا جرى تقطيعُها إلى أجزاء أصغر حجماً. لا يجوز إعطاءُ الطفل الصغير أيَّةَ مُكَسَّرات، كما لا يجوز إعطاؤه ملاعقَ كاملة من زبدة الفول السوداني، ولا قطع السكاكر الصلبة أو العلكة أو أوراق الخَس أو أنواع الحَلوى التي يُمكن أن تلتصقَ بفمه؛ فمن السهل أن تَعلَقَ هذه الأطعمةُ في حنجرة الطفل الصغير فتسبِّب الاختناق.
الفيتاميناتُ والمُتَمِّمات الغذائية
تكون المُتَمِّماتُ الغذائية على شكل حبوب أو مساحيق أو "سكاكر". وهي تحوي الفيتامينات والمعادن المهمة. ويندر أن يحتاجَ إليها أيُّ طفل صغير يتناول وجبات متوازنة. لكن من الممكن أن يحتاجَ بعضُ الأطفال إلى مُتَمِّمات غذائية تحوي الحديد والفيتامين د. يتلقَّى الأطفالُ الصغار كفايتَهم من الحديد عادةً عبر اللحوم التي يتناولونها، وكذلك عبر الخُضار ومنتجات الحبوب التي أُضيف إليها الحديد. أمَّا إذا كان الطفلُ لا يتناول ما يكفي من هذه الأطعمة، فمن الممكن أن يحتاجَ إلى مزيد من الحديد من خلال المُتمِّمات الغذائية. ولكن لابدَّ من استشارة الطبيب قبلَ إعطاء الطفل تلك المُتمِّمات. من الممكن أيضاً أن تُؤدِّي كمِّياتُ الحليب الكبيرة التي يتناولها الطفل الصغير إلى عدم قيام جسمه بامتصاص الحديد الكافي. ولذلك، يجب الحدُّ من كمِّية الحليب التي يتناولها الطفل بحيث تظل أقلَّ من نصف لتر في اليوم الواحد. يتلقَّى الطفلُ الصغير كفايتَه من الفيتامين د عادة من خلال ضوء الشمس والحليب المُعَزَّز بالفيتامين د، وكذلك من مجموعة الفيتامينات التي يتناولها كلَّ يوم. يجب أن يحصلَ الطفلُ الصغير على أربعمائة وحدة من الفيتامين د كلَّ يوم للحيلولة دون إصابته بالكُساح (الرَّخَد). قد تحدِّد اللصاقاتُ التي تحملها الموادُّ الغذائية عدد وَحدات الفيتامين د ضمن كمِّية محدَّدة من المادة الغذائية المعنيَّة. ويُستَخدَم رمز الوحدات الدولية (iu) عادةً. أمَّا الكميةُ المحدَّدة من كل غذاء فهي تتعلَّق بطبيعة ذلك الغذاء؛ فمثلاً، تكون الكميةُ عندما يتعلَّق الأمر بمنتجات الحبوب كوباً واحداً أو نصفَ كوب. يجب التحدُّثُ مع الطبيب إذا ظهرت مَخاوفُ فيما يخصُّ عدمَ حصول الطفل الصغير على ما يكفيه من الحديد والفيتامين د.
سِمنةُ الأطفال الصغار
يحتاج الأطفالُ الرُّضَّع والأطفال الصغار إلى الكولستيرول وغيره من الدهون من أجل نموِّهم. ويجب أن يكونَ قرابةُ نصف ما يحصلون عليه من السُّعرات الحراريَّة آتياً من الدهون. لكنَّ هذه الحاجةَ إلى الدهون تتناقص تدريجياً مع بلوغ الطفل عامه الثاني. أمَّا عندما يصل الطفلُ إلى عامه الرابع أو الخامس، فإنَّ ثلثَ ما يحصل عليه من السعرات الحرارية فقط يجب أن يكون مُستَمدَّاً من الدهون. يُمكن أن يُصابَ الطفلُ الصغير بزيادة الوزن إذا كان يتناول كمِّيةً زائدة من الأطعمة الغنية بالدُّهون؛ حيث تتزايد مشكلةُ سِمنة الأطفال باستمرار. يجب الحرصُ على أن يحصلَ الطفل على تشكيلة غذائية متنوِّعة متوازنة جيداً. ويجب أن تبدأَ عاداتُ الأكل الصحِّية مع بداية تناول الطفل الأطعمة الصلبة. يجب الانتباهُ إلى ما يمكن أن يأكلَه الطفلُ عندما يكون بعيداً عن أبويه. ويجب التأكُّدُ من أنَّ الأشخاصَ الذين يتولَّون رعايةَ الطفل في غياب والديه يقومون بإعطائه أطعمةً صحيَّة. من الممكن أن يُساهمَ الوقتُ الذي يُمضيه الطفل أمام التلفزيون أو الكمبيوتر أو الحاسوب في مشكلة السمنة. إن الأطفال الذين يجلسون ثلاث ساعات كلَّ يوم أمامَ التلفزيون أو الكمبيوتر يتعرَّضون لمخاطر متزايدة من حيث الإصابةُ بالسمنة. وإذا أُعطي الطفلُ السكاكر أو الحلويات أو رقائق البطاطس في أثناء مشاهدته التلفزيون، فقد يصبح الأمرُ عادةً بالنسبة له، ممَّا يساهم في زيادة وزنه وإصابته بالسمنة. يجب الحدُّ من الوقت الذي يمضيه الطفل أمامَ الشاشة. ولابدَّ من الحرص على أن تكونَ له أنشطةٌ أخرى تُبقي جسمَه وعقلَه معاً في حالة نشاط. لابدَّ من مقاومة إغراء إعطاء الطفل ما يُعرَف باسم الأطعمة السريعة. من السهل أن يشتري المرء هذه الأطعمة، وهي مًُتيَسِّرة دائماً. لكنَّها أطعمةٌ غنية جداً بالدهون والسعرات الحرارية. ويمكن أن تؤدِّي إلى السمنة. كما أنَّها تحظى بدعاية قوية موجَّهة إلى الأطفال. يجب تجنُّبُ الوقوع في عادة إعطائها للأطفال الصغار!
الخلاصة
من المهمِّ أن نختارَ الأطعمةَ المناسبة للطفل الصغير. إنَّ الأطعمة الصحيَّة توفِّر الطاقةَ والمواد الغذائية اللازمة لنمو الطفل. يجب تقديمُ الأطعمة الجديدة إلى الطفل على نحوٍ تدريجي وبكمِّية صغيرة، بحيث يتعرَّف الطفل إلى نوع جديد واحد في المرة الواحدة. ويجب الحرصُ على إتاحة مجال الاختيار للطفل من خلال عرض أطعمة مختلفة عليه، من غير إجباره على تناول أيِّ طعام لا يريد تناوله. تعدُّ سِمنةُ الأطفال مشكلةً مُتنامية. ولذلك، من المهمِّ أن يبدأ الطفلَ الصغير تَعلُّمَ عادات الأكل الصحِّية مع بدء تناوله الأطعمة الصلبة. وهذا ما يساعد الطفلَ على النموِّ الصحي السَّليم وكسب الثقة بالنفس. ولابدَّ من مقاومة إغراءات الأطعمة الجاهزة السريعة!
jy`dm hﻷ'thgZ h'thg jy`dm
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:13 PM
|