يدخل الطنطور في استعمالات النساء اللبنانيات ضمن المناطق الجبلية. وذلك باختلاف الانتماءات الدينية والمذهبية والعقائدية. فهو خاصّ بالمرأة المتزوجة من مختلف الأوضاع الاجتماعية. وهو انقرض بشكل تامّ وما عاد يلبس إلاّ لدى فرق الدبكة والتراث، خصوصا في فرق “الزفّة” الخاصّة بحفلات الأعراس.
لكنّ الفتيات الشابات اللواتي كن ينتمين إلى عائلات راقية يمكنهنّ حمله في مناسبات نادرة. إذ يتلاءم علوّ الطنطور ومعدنه بحسب الوضع الاجتماعي وثراء الشخص الذي يحمله.
فالطنطور المصاغ من الذهب، غالبا ما يكون مرصعا بالأحجار الكريمة واللآلئ، وهو كان حكرا على بنات العائلات الثرية. بينما كانت النساء الأقلّ ثراء يلبسن طنطورا من الفضة أو من الخشب.
من التراث اللبناني:الطنطور وهو مخروط من الفضه يوضع على العروس كدلالة على كرم زوجها وكلما زاد طوله كلما دل على كرم أكثر
لقد وضحت أوصاف الرحالة الغربيين، الذين زاروا لبنان انطلاقا من أواخر القرن 18م، بعض استعمالات الطنطور. يقدم إلى المرأة من طرف زوجها يوم زواجهما، ويمكن أن يحمل على اليمين أو على الشمال، على مقدمة أو خلف الرأس. كانت النساء المارونيات الوحيدات اللواتي يحملن الطنطور على الجبهة، بينما يمكن أن تكون اللواتي تحملنه على الأذن درزية أو مارونية. يشير لمارتين ودوغي De Guys و Lamartine إلى أن النساء لا يفارقنه أبدا حتى في النوم. لقد استمر استعمال الطنطور في لبنان إلى حدود 1860 وهو التاريخ الذي تتفق عليه جميع روايات الرحالة. يتعلق الأمر بروسي مجهول، التقى بامرأة درزية بمجدل عنجر، سماها " المرأة الوحيدة القرن" بسبب طنطورها.
يظن موريس شهاب في دراسته حول اللباس اللبناني، أن الطنطور تشويه لكلمة طرطور والذي يشير إلى رأسية مخروطية عالية كانت تعرف مسبقا في القرن 15م. وحسب دوزي Dozy فإن هذا المصطلح كان مستعملا من قبل حيث نجده في ألف ليلة وليلة ( الفترة المملوكية القرن 13م-15م). ولوصف غطاء الشعر النسائي، تمت الإشارة من طرف الكثير من الرحالة إلى الرأسيا ت المحمولة من طرف المصريات، كبلون دي مان Belon du Mans الذي زار المنطقة في منتصف القر6م؛ وربما تولد عن هذه الطريقة الهنين. هذا الأخير على شكل مخروط متصلب يمكن أن تقص قمته، وبه يتم ربط حجاب طويل. ظهر أول مرة بفرنسا حوالي 1420 وانتشر بعد ذلك في إيطاليا وألمانيا، بالغا أحجاما غريبة الشيء الذي جعله يشكل موضوع نظام تقليصي ليختفي أواخر القرن 15م. لقد تم تقديم العديد من الفرضيات حول أصول الطنطور إذ يؤكد البعض بأن الصليبين قد أدخلوه إلى لبنان، بينما يفترض الآخرون العكس، مؤكدين على أنه تم حمله إلى أوروبا من طرف الصليبيين، وبالنسبة للبعض الآخر فإن الطنطور قد أتى من الصين أو منغوليا. وقد وجد البعض كذلك تشابها مع القبعات المحمولة من طرف النساء المسيحيات بأورفا Urfa بتركيا وكذلك مع رأسيات النساء اليهوديات بالجزائر
hgjvhe hggfkhkd hg'k',v ggs]hj hg[fgdm gHwphf hggfkhkd hgjvhf hgpfNdf hg'k',v