أكدت السيدة «أم خالد» والتي تابعت برفقة ابنتها فعاليات برنامج «الأمن الإلكتروني»، الذي نفذته إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد والمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ـ القسم النسائي بالأحساء، أنها تعرفت على «المصائب» -حسب وصفها- التي يمكن أن تسببها أجهزة التقنية الحديثة والمواقع الإلكترونية، وتعرفت كذلك على الشروط والضوابط الشرعية التي تتيح مراقبة الأبناء وفتح مجال التواصل معهم دون قمع لحريتهم.
ووافقت السيدة «أم ماجد» ما طرحته «أم خالد» قائلة: لم أكن أتصور حجم الخطورة التي تسببها تلك المواقع الاجتماعية المتنوعة حتى حضرت هذا البرنامج الذي أنار عقلي وقلبي وجعلني أعيد حساباتي ووضع حدا حازما لا رجعة فيه في كيفية استخدام تلك المواقع بشكل آمن.
ووصل عدد الزائرات لبرنامج (الأمن الالكتروني)، الذي أقيم تحت إشراف المشرفة بالقسم النسائي ندى العبد القادر وبمشاركة جهات حكومية و «تاجرات من الاستغرام» واقيم بقصر البندرية للمناسبات تحت شعار (فكر آمن.. حياة مطمئنة)، أكثر من ( 1300) زائرة خلال اليومين الأول والثاني منهن ( 70 ) مدرسة زرن الفعالية التي اختتمت برامجها أمس، حيث استفدن من البرامج المقدمة.
وقد اشتمل البرنامج الذي استمر على مدى ثلاثة أيام على معارض توعية ومسابقات إعلامية، وأركان متنوعة، ومحاضرات دينية، وورش عمل، ومنافسات ثقافية، وفكر آمن، واستشارات، وقصص ترشد الزائرات لبر الأمان في استخدامهن للتقنية.
وقالت مسؤولة الإعلام في القسم النسائي بمكتب الجاليات منيرة التركي: نشأت فكرة البرنامج منذ سنتين عندما شاهدنا انغماس كثير من الفتيات في وسائل التواصل الاجتماعي حتى وصل بهن إلى حد الإدمان وذلك من خلال زياراتنا العديدة وطرح برامجنا التي نقيمها في مؤسسة رعاية الفتيات ودار التربية الاجتماعية، حيث وجدنا قصصا وحكايات مؤلمة لفتيات أوجدهن في هذه الدور سوء استخدام التقنية وعدم المبالاة بمخاطرها، ولأهمية الفكرة الكبرى احتاج التنظيم والاستعداد لإقامته سنتين.
وأضافت: الفئة المستهدفة هي الفتيات من عمر 13 سنة وحتى 30 سنة، حيث فترة الفتوة والانطلاق والبحث عن الحرية ومجاراة كل جديد في عالم التقنيات، واستطردت في حديثها: نتمنى تكرار فكرة البرنامج في المدارس خاصة وذلك لإيصالها لأكبر عدد ممكن من الفتيات وسنسعى لذلك وسنقوم بطرح أفكار متجددة وبحلة مختلفة.
وقدم البرنامج توعية للأمهات المشاركات في البرنامج بأهمية الانتباه لبناتهن وعدم ترك الحرية المطلقة لهن، وغرس مخافة الله في نفوسهن ليحسن التعامل مع التقنية حتى وإن انشغل الأهل عنهن في لحظة ما، وتوعية الأمهات بأن بناتهن قادرات على العطاء والإبداع من خلال التقنية إن أحسن استخدامها بشكل إيجابي، وتم توضيح الجوانب والضوابط والشروط التي تسمح الأمهات بها لفتياتهن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع التنويه إلى خطورة نشر صورهن فيها أو تبادل الصور وإن طمست بعض الملامح فإنها لن تخفي تلك الملامح لوجود برامج تكشفها.
وقد لاقت أركان البرنامج ازدحاما من قبل الزائرات؛ لما تقدمه من أفكار متنوعة ومتجددة تحيي في نفوسهن الهمة للانطلاق بايجابية في وسائل التواصل الاجتماعي والتي شملت ركن داعية التابع لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وركن مؤسسة رعاية الفتيات، وركن التنمية الأسرية، وركن قلبي أين يرتع؟، وركن نقاء لمكافحة التدخين، بالإضافة إلى أركان تاجرات عبر المواقع الالكترونية يعرضن مشاريعهن التي تطورت بسبب المواقع الاجتماعية.
وقدمت الداعية نورة الجنوبي محاضرة بعنوان (التقنية والجوانب الشرعية) تناولت فيها ما تسببه التقنية من مشاكل أسرية بين الأزواج والعائلات، موصية الفتيات بتقوى الله أثناء استخدامهن التقنيات الالكترونية، وبينت خلال المحاضرة الضوابط الشرعية لتلك الأجهزة.
كما عُرضت تجربة ناجحة عبر التقنية على مسرح البرنامج قدمتها سماح الجريان من مدونة بعنوان «أناقة العقل» تجربة ناجحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في برنامج الأمن الالكتروني.
كما قدم في فعاليات اليوم الثاني لقاء حواري قدمته شيخة الوصيفر مع الطالبات أثناء زيارتهن للبرنامج حمل عنوان (إعلامنا إلى أين؟؟)، وتحدثت لهن بأن الأمة مستهدفة وبالأخص فتياتها محذرة من «السم الذي يدسه الأعداء في العسل» لهن، وبينت الوصيفر لأكثر من 500 طالبة أن مخترع الآيباد خاطب ابنته بقوله «عقلي وعقلك لا يحتمل أكثر من ساعتين استخداما للتقنية» فانتبهن يا فتياتي لفكركن.
كما قدمت وفاء السيف محاضرة بعنوان (ابدأ ـ صمم ـ شارك) تحدثت خلالها عن البرامج الإيجابية التي تدفع الفتيات للابداع والاستخدام الإيجابي للتقنية، وعرضت خلالها عدة برامج تطور من ذات الفتيات نحو الإيجابية في استخدامهن للتقنية، وشرحت كيفية إنزالها واستخدامها بالإضافة لعرض أفكار لانتفاعهن منها بأكبر قدر.
وأُلقي صباح ثالث يوم للفعاليات حوار شيق عن التقنية قدمته هدى العوض مع الطالبات أثناء زيارتها للبرنامج. وفي المساء قدمت سميرة المطلق محاضرة بعنوان (المناعة النفسية ووسائل التواصل) تحدثت فيها عن استخدام التقنية من الجانب النفسي وكيفية الوقاية من إلحاق الضرر بأنفس الفتيات جراء الاستخدام الخاطئ للتقنية.
آراء الطالبات
وقالت الطالبة الزائرة روان الحمد: الفعاليات المقدمة هادفة وجميلة، جعلتنا أكثر وعيا في استخدام التقنية، كما أن المسابقات كانت مثيرة وجذابة، هذا عدا أن مثل هذه الفعاليات نحتاجها وبكثرة لما للتقنيات الحديثة من التواصل الاجتماعي وغيرها من طرق جذابة قد تجرف الفتيات لقاع لا قرار له.
وتشاركها في الرأي الطالبة الزائرة جمانة محمد بقولها: لقد استمتعت واستفدت كثيرا من البرامج المقدمة والتي قدمت لي معلومات قيمة على طبق من ذهب تفيدني في كيفية وضع حصانة وحماية لي لاستخدامات التقنية الالكترونية.
وأشارت الطالبة جميلة المؤمن إلى ان كل البرامج والفعاليات التي طرحت في الملتقى رائعة وجميلة، وقد استطاعت أن تحاكي هموم الفتيات وتوعيهن بكيفية حفظ خصوصياتهن.
وأشادت المعلمة حنان عبدالله بالتنظيم والجهود المثمرة والفائدة الكبرى التي غرسها البرنامج في نفوس الطالبات، مؤكدة انه مفيد.
وتقول المعلمة هدى الخليفة : جميل أن نعمل على توعية فتياتنا من الانجراف خلف مواقع التواصل الاجتماعي دون قيود أو محاذير، خصوصاً أن هذه الفئة تحتاج إلى من يرشدها ويوعيها بالمخاطر المترتبة على تساهل فتياتنا في استخدام التقنية الذكية وما يتخللها من مواقع التواصل الاجتماعي.
ونبهت المعلمة آسيا العبدالله مما تحمله تلك المواقع من مخاطر يصعب على فتيات في عمر الزهور الوعي بمخاطرها، لذا فإن برنامج الأمن الالكتروني كان دافعا جميلا ورائعا في توعية فتياتنا الصغار ووضع شروط وضوابط لحمايتهن.
وقالت الزائرة فاطمة إبراهيم: البرنامج ترك أثرا جميلا وفائدة كبرى في نفوس الزائرات والطالبات والمعلمات ونتمنى المواصلة في طرح مثل هذه البرامج المفيدة والشيقة.
كما أكد عدد من المشايخ أهمية عرض فكرة برنامج الأمن الالكتروني خصوصا مع التطور في عالم الانترنت والذي أصبح خطرا حقيقيا على الفتيات والابناء اذا لم يعرفوا كيفية التعامل معه.
من جانبه، أكد مدير عام ادارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالأحساء ورئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني بالهفوف الشيخ أحمد بن إبراهيم السيد الهاشم، أن ملتقى برنامج الأمن الإلكتروني يهدف لتوعية وتحصين فتياتنا مما ينشر ويتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، وتوجيههن نحو الأصوب وتحذيرهن من المواقع المحظورة والمشبوهة التي تبث سمومها بنشر وتداول الأفكار المنحرفة والمتطرفة التي تستهدف الشباب والفتيات فتؤثر على معتقداتهم وأخلاقهم وأفكارهم.
واضاف بعد ختام البرنامج سيتم تقييم النتائج والتي سيبنى عليها اتخاذ القرار المناسب بشأن ادراجه في خطة العام القادم والتي قد تكون بمسمى آخر وثوب جديد لتعزيز وتحقيق الهدف.
ويقول مدير الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالأحساء المهندس عبدالرحمن الجغيمان: إن البرنامج جاء لتوعية فتياتنا بما يجب اتباعه قبل الدخول إلى هذه الوسائل لحماية أنفسهن وخصوصيتهن وافكارهن من التأثيرات السلبية وكيفية الاستخدام الامن لها، وذلك من خلال العديد من المحاضرات واللقاءات التي تعرض تجارب متميزة في استخدام التقنية والاستفادة منها دعويا واجتماعيا وتجاريا، وكذلك من خلال المسابقات التي ستستمر الى منتصف الشهر القادم لأفضل مشاركات في الأمن الفكري في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأشاد بجهود الجهات الحكومية والخيرية والخاصة وكذلك الجهات الداعمة لهذا البرنامج المتميز.
وقال مدير مركز الأمير جلوي لتنمية الطفل د.احمد البوعلي: إن الأمن الالكتروني وتعزيزه في بلادنا أمر هام يحتاجه شبابنا وفتياتنا بتوعيتهم بشكل صحيح، والاخوة الكرام في جاليات الاحساء أحسنوا حينما اجتهدوا بوضع برنامجهم الجميل والمفيد لبناتنا تعزيزا لهن ووقاية من أي انحراف مستقبلي لاسيما وان الفتاة عليها مسؤولية كبرى فهي ام واخت وزوجة وحينما تكون الأم واعية فإنها ستكون متابعة لأبنائها بشكل سليم ومعينة لهم ومحافظة عليهم.