إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في سبيل الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلى الله عليه على آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته فإن في تقواه والخوف منه تعالى سعادة المرء في الدنيا والآخرة .
واعلموا أن من تكريم هذا الدين للمسلم هو فرض صلاة الجماعة في هذه المساجد التي جعلها الله تعالى المقياس الذي يقاس به صحة إيمان العبد فقد روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) قال الله عز وجل ( إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم ) .
وقال صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط.
وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال( ورجل قلبه معلق بالمساجد ) أي أن الذي قلبه معلق بالمسجد ، لا يؤدي الصلاة إلا فيه مع جماعة المسلمين ، ويجلس ينتظر الصلاة بعد الصلاة يسبح ويحمد ويهلل ويكبر ويقرأ القرآن
عباد الله : إن من الأمور التي تحز في نفس المؤمن هو أن كثيرا من المصلين الذين هداهم الله لأداءالصلاة ، يجلسون في بيوتهم أو بجانب المسجد حتى يسمعوا الإقامة ثم بعد ذلك ينطلقون مسرعين ولم يعلم هؤلاء أنهم خسروا في وقوفهم هذا خسارة عظيمة ، إذ أن الرجل في المسجد يعتبر في صلاة مادام ينتظر الصلاة ، وهذا الفضل لا يحصل لمن هو منتظر خارج المسجد، إضافة إلى ما يحوزه المنتظر في المسجد من التسبيح والتحميد والتهليل وقراءة القرآن والاستغفار وغير ذلك.
فلماذا يا أيها المسلمون وقد هداكم الله لطاعته ، لماذا لا تبادروا إليها حتى تفوزوا بالأجر العظيم الذي وضعه الله للمتسابقين في الخيرات حيث يقول تعالى { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير}
وإني لآهيب بإخواني وأبنائي الشباب أهل الرياضة أن يبادروا إلى إجابة داعي الله فلا يجوز بحال من الأحوال ممارسة أي عمل والصلاة قائمة حتى ولوكان من الأعمال المهمة فكيف إذا كانت رياضة ولهو
فاتقوا الله ياعباد الله واطلبوا مواطن الخير والأجر والفضيلة تفوزوا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، من أتى الله بعمل صالح مخلص ، من أتى الله وقد سابق في الخيرات وعمل الصالحات فكان رصيده عاليا من الحسنات فيرضى الله عنه ويدخله في واسع رحمته.
ثم اعلموا رحمكم الله تعالى أن ربكم المولى جل وعلا قد أمركم بالصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى فقال جل من قائل { إن الله وملائكته يصلون على النبي أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } وقد قال صلى الله عليه وسلم (من صل علي صلاة واحدة صل الله عليه بها عشرا) اللهم صل وسلم وبارك على خير خلقك وخاتم رسلك سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وتابعيهم وتابع تابيعهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الرحمين.