بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة عن قوة التفكير الايجابي
إليكم قصة واقعية رائعة عن قوة التفكير الإيجابي. بدأت أحداث هذه القصة في نهاية الأربعينات، بداخل إحدى شركات النفط في المملكة العربية السعودية.
كان هناك صبي صغير، مجرد عامل بسيط من أحد مُواطِنِي الدولة، وعندما شعر بالعطش، سارع في البحث عن الماء.
كان في غاية السعادة عندما رأى الماء البارد أمامه، وبادر فورًا في ملء كوب من الماء ليشرب. إلا أن يده ظلّت معلّقة في الهواء وهي تمسك الكوب، عندما سمع أحدهم مُوبِّخًا له:
“توقَّف، الماء ليس لك. أنت مجرد عامل. إنما الماء هنا للمهندسين فقط”.
جاءته هذه العبارة من فَمِ مُهندس أمريكي يعمل في الشركة.
صَمَتَ الطفل وهو يتحمَّل العطش. إنه يعلم أنه لم يَكُنْ سوى تلميذ في مدرسة ابتدائية للفقراء. حتى وإن كان لديه ما يفخر به من العلم، حيث حفظ القرآن في صغره، لكن لا تقدير ولا قيمة لذلك في شركة النفط التي كانت لا تزال تهيمن عليها الإدارة الأمريكية في هذا الوقت.
بداية التفكير الإيجابي
كان هذا التوبيخ والنقد الذي تعرّض له يرن دائمًا في رأسه. ثم تساءل:
لماذا أتعرّض لذلك؟
لماذا أنا فقط من تعرّض للمنع من شرب الماء؟
هل لأنني مجرد عامل بسيط، بينما هم مهندسون؟
ماذا لو أصبحت مهندسًا، هل سأتمكن من الشرب حينها؟
هل بإمكاني أن أصبح مُهندسًا مثلهم؟
ظلَّ هذا السؤال يدور دائمًا في خلد ذاك الصغير. وأصبحت هذه الواقعة في نهاية المطاف الدافع القويّ له حتى يوقظ هذا “التفكير الإيجابي” بداخله.
ذاكر الطفل الفقير ليلًا ونهارا ولم يترك المدرسة يومًا. كان ينام القليل من الساعات. ومن النادر أن تراه يقف مع أصدقاءه لفترة أو يمازحهم هذا المزاح الصبياني.
وأتت ثمرة العمل الجاد أكلها. تخرَّج في النهاية من المدرسةِ الثانوية. وأتاح له توفيق الله عزَّ وجل ثم جهده الدؤوب الفرصة لاستكشاف العلوم. فتم ابتعاثه إلى أمريكا ليحصل على بكالوريوس الهندسة في الجيولوجيا، ثم الماجستير. تخرَّج الشاب بنتائج رائعة.
التفكير الإيجابي .. التفاؤل
بعدها عاد إلى السعودية، وعمل مهندسًا. الآن عاد واثقًا بنفسه، أصبح مهندسًا وتمكَّن من شرب الماء الذي مُنِعَ عنه من قبل. هل توقَّف الأمر عند هذا الحدّ؟ كلا، بل واصل مسيرته. تدرَّب على العمل بجد ولَحقَ بالركب، وظيفة تلو الأخرى. قفزت مسيرته الطيبة من مدير مساعد، إلى مدير إدارة، إلى نائب رئيس، حتى شغل منصب نائبًا تنفيذيًا للرئيس لأعمال الزيت والغاز، وهو من أعلى المناصب التي يُمكن بلوغها من مواطني الدولة في ذلك الوقت.
كانت هناك واقعة قوية عندما شغل هذا المنصب. ذلك المهندس الأمريكي الذي وبّخه في السابق، أصبح الآن من المرؤوسين. وفي أحد الأيام، أراد هذا المهندس أن يستأذنه للحصول على إجازة، فقال:
“أود أن أحصل من حضرتكم على إذن إجازة. أرجو ألا تربط موقف الماء الماضي بالعمل الرسمي. وآمل ألا تنتقم مني على خشونة تعاملي وسلوكي الوقح في الماضي”.
وما كان رد النائب التنفيذي سوى:
“بل أود أن أشكرك من أعمق أعماق قلبي لأنك لم تسمح لي بالشرب في ذلك الوقت. نعم كنت أكرهك. لكن، بعد فضل الله عليّ، أنت أحد أسباب نجاحي”.
هل انتهت القصة؟ ليس بعد. أخيرًا، احتلّ العامل البسيط سابقًا أعلى منصبًا في الشركة. وأصبح أول رئيسًا عربيًا للشركة. هل تعرف ما هي شركته؟ إنها شركة أرامكو – أكبر شركة نفط في العالم-، التي استحوذت الحكومة السعودية على حصتها بنسبة 100%؛ للتحول من اسم أرامكو الأمريكية، إلى أرامكو السعودية.
|
|
rwm uk r,m hgjt;dv hghd[hfd hgjt;dv rwm