10-15-2015, 11:30 PM
|
|
|
|
|
عزفُ وداعٍ أخير .!
وأودّعك
كما أودّع كل الأشياء الجميلة في حياتي غير أنك كنت الأجمل .
وأودّعك
كما ودّعت أبي ذاك الصباح بعد أن وعدني أن يعود ويحضر لي حلوى لذيذة
غير أنه لم يعُد ولم تعُد الحلوى بعدهُ لذيذة .
وأودّعك كما ودّعت أرجوحة الحبال المعلّقة على شجرة قريتي البعيدة
بعد أن زعموا أن المدنيّة تتطلّب لعبةً أرقى .
كثيرة هي الأيدي الملوّحة لي بالرحيل
غير أن يدُكَ التي أقرأ في خطوطها اسمي
وقصائدي كان تلويحها الأكثر رعباً بعد أن علمت أني
سأظلّ بلا يد تملأ فراغ أصابعي وبلا اسم .
سأودعك ثم امضِ بسلام ،
دون أن تلتفت لابتسامتي الصفراء التي سأشد بها شفتيّ
بكبرياء امراءة عقيم تُبارك لزوجها مولودهُ الأول من غيرها .
سأبتسم رغماً عن أنف قلبي الذي سأمسح على رأسه
وأخبره أن طفل الحب الذي أنجبه كان عاقاً واختار نار الفراق عن البقاء في جنته .
سأودّعك بعقل عجوزٍ حكيمة
تُتمتِم أن الخيرة فيما اختاره الله وأنت كنت اختيارها هي فقط .
سأودّعك كحلمٍ جميل تعانقت عليه أجفاني ذات ليلة
غير أن أحدهما خذل الآخر فـ ارتفع وانتهى العناق وانتهى الحلم .
سأودّعك ولن يؤلمني رحيلك ؛
بل يؤلمني أن اليد التي رفعتها يوماً ادعو الله أن يبقيك لي
هي ذاتها من سترتفع لتدعوه أن ينزعك من قلبي .
وداعاً يا أنت بقلبٍ مقضوم ويدٍ واهنة وابتسامةٍ باردة !
وداعاً ياأنت ياكُل الأشياء الجميلة التي أودّعها .!
راقت لي
u.tE ,]huS Hodv >! l]dv u.tE ,]hua
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:03 AM
|