. لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ( 12 ) لِيَوْمِ الْفَصْلِ ( 13 )سورة المرسلات لن يتم حسم كل القضايا في الدنيا سيبقى الكثير منها عالقاً ليوم القيامة فاحذروا الظلم وأعراض الناس وحقوقهم إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ... ولج عتواً في قبيح اكتسابه فكله إلى صرف الزمان وعدله ... سيبدو له ما لم يكن في حسابه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا
قال أبو العيناء: "كان لي خصوم ظلمة، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدة، فقال:{يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح من الآية:10]، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ} [فاطر من الآية:43]، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة من الآية:249]".
{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون } (هود:113). لفظ (الركون) دال على النهي عن الميل إلى الذين جعلوا الظلم شعارهم، وتخطوا حدودهم، وجاوزا خط الاعتدال، وداسوا كرامة الحقوق، وجعلوا الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، وتجردت قلوبهم من خشية الله. { الذين ظلموا } للمفسرين قولان مشهوران في تحديد المراد بـ { الذين ظلموا }، الأول: أن المراد أهل الشرك تحديداً، فتكون الآية خطاب للمؤمنين باجتناب أهل الشرك والبعد عنهم. الثاني: أن المراد أهل الظلم من المشركين والمسلمين، فيكون اللفظ عاماً، يشمل كل ظالم سواء أكان مؤمناً أم كافراً. وقد رجح القرطبي أن المراد من الآية أهل الظلم عموماً، فقال: وهذا هو الصحيح في معنى الآية؛ وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم؛ فإن صحبتهم كفر أو معصية؛ إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة. قول الحسن البصري المتعلق بهذه الآية الكريمة، حيث قال: جعل الله الدين بين لاَئين: { ولا تطغوا }،{ ولا تركنوا }. فقد لخص الحسن الدين كله بأمرين: النهي عن الطغيان، والنهي عن الركون إلى الظالمين. وفي هذا دلالة على أهمية تجنب الركون إلى أهل الظلم؛ لما في ذلك من توهين لأمر الدين، وإضعاف لشأنه.
ما أظن ظالما يتمعن في قول الله (هل يُهلك إلا القوم الظالمون) ثم تطيب نفسه أن يظلم أو يسكت عن ظلم.
من عقوبة الظلم ن يسلط الله على الظالم من هو أظلم منه ( وكذلك نولّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)
يشرع الحمد عند هلاك الطاغية وزوال دولة الظلم (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
آية نحتاجها إليها كثيرا في عصرنا. { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } حتى وإن طال الزمن فالنصر آت لا محالة. قال سفيانُ بن عُيَيْنةَ : هي تَسليةٌ وتصبير للمَظلومِ وتَهديدٌ للظّالمِ
{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ. فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ}. إنّ ما حدث لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم ومتجبر في كل زمان ومكان، وهو أيضاً عبرة لكل شيطان أخرس، ولكل ساكت عن الظلم...
نعم بشراك ,, بشرى لك إن صبرت ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ )
بشرى لك إن عفيت ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ .. وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
بشرى لك فالله منتصر لك يقول الله سبحانه عز وجل فى الحديث القدسى : (( وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين))
والله لتأخذن حقك يا مظلوم وان لم تأخذه في الدنيا فستأخذه يوم القيامه ووالله لن تفلت بظلمك يا ظالم وسترد الحقوق الى اهلها مهما طال الزمان أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقضى بينها يوم القيامة: فقال: لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء -التي بدون قرون- من الشاة القرناء. رواه مسلم. وقال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً [النبأ: من الآية40].وقيل: إنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور، حتى إنه ليقتص للشاة الجماء من القرناء، فإذا فرغ من الحكم بينها قال لها: كوني تراباً فتصير تراباً، فعند ذلك يقول الكافر: ياليتني كنت تراباً أي كنت حيواناً فأرجع إلى التراب، وقد ورد معنى هذا في حديث الصور المشهور، وورد فيه آثار عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وغيرهما .