الطفل خلال سنواته الأولى من العمر يكون كالأسفنجة، إذا صح التعبير،
لأنه يستوعب كل ما يتلقاه، ويختزن فى ذاكرته كل الأمور الجيدة منها والسيئة.
قالت طبيبة استشارية في طب الأطفال, إن علماء النفس يؤكدون على أن هذه
الظاهرة طبيعية خاصة، عندما يدركون بما يحيطهم فيكون الرفض عنده أحد
أشكال التعبير عن ذاته المستقلة، لذا تتطلب تربية الطفل اليوم من الأم الكثير
من المعرفة بمعلومات كافية تستطيع من خلالها تقويم سلوك الطفل
فى حضورها وغيابها، على حد سواء.
وأشارت إلى ضرورة التعليم منذ الصغر، وذلك خلال سنواته الأولى فى الحضانة،
ناصحة بتعليمه معنى الروتين وقواعد السلوك الضرورية فى الحياة،
وغالبا ما يكون روتين الحضانة مرنا وغير صارم مما يجعله متجاوبا.
وأضافت دكتورة نهى أنه يجب على الأم أن تقترب من طفلها وتخاطبه بشكل إيجابى،
مشيرة إلى أنها أنجح الوسائل التى تجعل منه مطيعا، وهذا يتطلب من الأم
اقتناعا تاما بفائدة هذه الوسيلة، وأن تحاول باستمرار تطبيقهما فى مختلف الظروف.
وأوضحت أن عزل الطفل ومنعه لا يؤدى أحيانا إلى جعله مطيعا، ويمكن إحراز
تقدم ترويض سلوك الطفل الفوضوى عن طريق متابعة كل ما يقوم به.
فعلى سبيل المثال، "إذا كان الطفل يقفز على الكنبة يمكنها أن ترشده إلى المكان
الذى يمكنه القفز فيه".
هذا إلى جانب، أن هناك العديد من الأمهات التى ترتبك من تصرفات طفلها
الفوضوى التى تزعجها وتزعج الآخرين، وعندما تطلب من ابنها الهدوء
لا تجد له أذانا صاغية، لذا من الأفضل للأم أن تحضر طفلها مسبقا قبل الذهاب
إلى بيت الجدة، أو إلى الحديقة العامة بأن تقول له ما يتوجب عليه فعله مثل
"عندما نذهب إلى بيت الجدة غدا أتوقع منك ألا تركض طوال الوقت
وتزعج الآخرين، وعليك الجلوس ومراقبة الجدة وهى تفتح الهدايا".