09-16-2015, 03:56 AM
|
|
|
|
|
بقلمِـي : ( حَـيَّ على الهَــوى )
حَـيَّ على الهَــوى ..
في ليلَةٍ عِـشتاريَّـة الهَـوى ،، مَـلائكـيَّـة الخُـلود ..
شهدَ الزّمنُ قصّـةَ حُـبٍّ كانت أشبَـه بأسطُـورةٍ إغريقيّـة كلّما مضَى عليها الدَّهر ازدادتْ جمالاً ..
( ياسَـمينة ) : هِـيَ طِـفلةٌ شقيّـة .. مُـتوَرِّدة الخدَّين ،، ذات أصابع ناعِـمة رقيقة ، وَ قَـامـَـةٍ مَـمْشُـوقَـة ،
وشفاةٍ كَـ حبَّـةِ الكَـرز حينَ يحينُ قِـطافِـها ..
كانت ابنة التسعَـةِ أعوام .. كُـلّ ما تعرفهُ عنِ الهوَى ؛ ( رسالة ، معزوفـة ، و قُـبلة طَريَّـة )..
كانت الفتاة الوَحيدة الـمُدلَّلة في كنفِ عائلتها ذاتَ الحسبِ والنَّـسبِ و الجَـاه ..
بالمُـقابل كانت ( سارة ) ؛ رفيقة دربِـها تُـتمتِـمُ بابن خالِـها الوَسيم منذُ صِـغرِه ..
طفلةٌ حالِـمة مُـتمَـرّدة على الأعراف، والتقاليد وسائر القيُـود في بيئـتِـها ..
أمَّـا الهوَى فَـ يُـقلِّبها ذاتَ اليمينِ والشِّـمال .. والفؤادُ باسطُ ذراعَـيه بِفَـناء الجنُونِ " يَطلِـبُ الثَّـبَـات "
مـرَّت سنواتٍ عدّة حتى نالتْ ياسَـمينة شهادةَ تخرُّجها من المرَحَــلة الثانوية ، وكَـ احتِـفالٍ بتلكَ الفَرحة ..
التقَـى الأقارب والأصدقاء والجيران في حفلةٍ كبيرة تبادلَـتْ فيها هيَ وأُسرتِـها الكَـريمَـة كُـلّ التبريكات والتَّـهاني ..
في ذات اليوم وذات اللَّـحظة ظهرَ من خلفِـها شابَّـاً يافِـعاً وسيماً .. طَـويل القامة بعضَ الشيء ، مفتُول العَـضلات ،
ذو شعرٍ كظلام اللَّـيل تنسدلُ بعضاً مِن خُـصلاتِـه لتُـغطِّـي عَـينيه العسَليّـتين ..
بِـ يَـدهِ ربَّـتَ على كتفِـها ثمّ قالَ بصوتٍ مَبحُـوح ؛ مَـبروووك يا صَـبيَّـة ..
هِـيَ ؛ بذهولٍ وَ خفقَـة تلوَ خفقَـه صافحتهُ قائلَـة ؛
باركَ فيكَ الإلٰـه ، وكتبَ لكَ السَّـعد .
باغتَـها الخجَـل .. بنظراتٍ مُتفرِّقـة عن يمينِـها وشمالِـها ، وبعدَ صمتٍ رَهيب ..
التفـتَـت إليه مرّةً أُخرى لِـ طَـرحِ سؤالٍ زاحمَ فِـكرها , فَـقالت ؛
عُذراً .. هذهِ الـمُــناسبة كما تعلَـم للأقرباء والجِيران فقط .. وَ أنتَ هُـنا لأنكَ على صِـلَـة بالعائلة ؛
فمَـن تكونُ أنت ؟!
( بِـ بسمَـةٍ أبلَـغ من ابتِـسامة طِـفلٍ يَـتيْـم ) قالَ ؛
نعَـم .. و صِـلّـة القرابَـة دمَــويَّـة ..
قالت ؛ كَـيف ؟!
قالَ ؛ أنا خالِـد / ابنُ عمّـكِ الوَحيد ، وسبب عدم معرفتكِ بنا .. هوَ وجُود خِـلاف بين والدِي وَ والـدِك منذُ القِـدَم ..
أمَّـا أنا فَـ تفـرَّغتُ لِـدراستي في الخارِج ، ولا وقتَ لديّ لإضاعة ماتبقّـى مِـن مُستقبلِـي ..
في كـنَـفِ خلافات عائليّة لا تُـسْـمِـن ولا تُـغْــنِـي مِـن جُـوع ..
هـزّت رأسِـها في ظلّ استفهامَـات الحِـيرة والأسباب العَـقيمَـة المُحِـيطة بها ..
خالد آنذاك أرادَ أن يُـغادِر قبل أن تقرأَ الرسالات الصامِـتة من لَـهِـيْـبِ عينَـيـه .. " رسالات شوقٍ , وَ وَجعٍ , وَ لَـوعَـة " ..
فودّّعـها قائلاً ؛
أَ هُـناكَ شجــرَةٍ بجوارِ بَـيــتِـك ؟!
قالت ؛ نعَـم ..
قالَ ؛ هُـناكَ بالقُـرب من جُذورِها سِـــرٌّ وشَـــى بهِ قلبِـي إليها ؛ فابحثِـي عن شَـفرات حُـروفِـه .. وداعاً
عادَتْ ياسَـمينة حينها إلى منزلِـها ، والحِــيرة تشقُّ طريقِـها إليها ، وتزيدُ مِـن لَوعـة قلبِـها ..
و في مُحاولة فاشِـلة إلى النّوم خلَـدت إلى سريرِها الفَـيروزِيّ ،، تحتَـضنُ دُميتها الصَّـغيرة ،
وَ تَضغطُ بها على قلبِـها لعلَّـها تُــصْـمِـت نبضَـاتِـه المُـتسارِعَـة لشيءٍ مَـجهول حتى اللَّـحظة ..
مَـضت سَـاعتان ولم يَـزورها الضَّـيف المَـدعُـوّ " نَـــــوْم "..
فهبَّـت مِـن سَـــريرِها .. تسيرُ على أطرافِ أصابـعِـها .
بهُـدوءٍ كثيف يَـقطعهُ صوتَ صَـرير الباب ، و زخَّـات المطَـر .. تسيرُ مـتَّـجِـهَـة حيثُ تلكَ الشجرَة الوَحيدة .
أوّل ما وقعَـتْ عليهِ عينَاها الواسِـعتانِ كانَ حرفٌ الـ ( خَـاء ) ..
حُـفِـرَ بِــ إتـــقَـانٍ , و بِـزخرفة بسيطَـة .. يعلوهُ حَـرف الـ ( يَـــاء ) ،،
و يتوسَّـطهُـما قلبٌ كبير وجَــناحَـين يُـحلِّـقان بهِ إلى عَـالمٍ اتضحَـت بعضُ شفراتـهِ السريَّـة أمامها ..
وَ بقِــيَ عليها أن تَـــتـعرَّفَ على سَـاكِـنــيه فقَـط ..
التقطَـتْ أنفاسَـها ،، بينَـما حـرارة جسدِها تزداد حتى وَ كأنَّـها تَـتبخَّـرُ بكَـثافة من مَـسامَـات جلدِها ..
نظرَت حيثُ جذور الشجرة ، فوجدَت التُّـراب في جُـزءٍ من جهتِـها الأماميّـة يعلُـو عن سائـر الجِـهات ..
فأزاحَـت بعضِـه بيَـديها النَّـاعِـمة .. شيئاً فشيئـاً تظهرُ أمامَ عينَـيهَـا أوراقٌ كثيرَة قد اتَّـسخَ بياضُـهَـا
ببعضِ حبَّـات الرِّمال الرَّطِـبَـة العالِـقَـة بها ..
اختارَتْ من بينِـها ورَقـةً مُـغَلَّـفة بِـ ظَـرفٍ أحمَـر يَـختلف في ظَـاهرِه عن بقيَّـة الأوراق المُـجاورة لَه .
فتحَت الورَقـة وَ قرأتْ سُـطورِها بصوتٍ بطيء يتردّدُ صداهِ بِــ ؛
أ// حبكِ شمساً تُـدفئُ كلّ القُـلوب البَـاردة .
أ// هواكِ سَـعادة تُـفرِحُ كلّ العيُـون الحَـزينة .
أ// عشقكِ فَـجراً يُـبددّ كل الظُّـلمات الباهِـتة .
منذُ خمسة عشر عاماً و قلبي يفوحُ بشذا حُبِّـك ،
حتَّـى انْـتَـشرَ عبيْـرُه في زَوايَــا أوردَتِـي.. وَ في كُـلّ خَـلِــيَّـةٍ مِـن جسَـدِي ..
حُـبكِّ أُنثَـاي يصقِـلُ جَـواهِـرَ ذاتِـي ..
وَ يُـعِـيدُ بريقَـها لتلمَـع مِـن جَـديدٍ لَكِ فقَـط .
توقيع الرسالة ؛
عاشِـق أُنثَـاه ؛ خالِـد .
التاريخ ؛ حُـرِّرت في أوّل نَـبضَـةٍ مِـن عَـهدِ الحُـبّ /
....
أقفلَـت الورَقَـة بِـصمتٍ يَـدفعُـها إلى الخَـلط بين الحِـلم والوَاقِـع ..
لم تعُـد تَـشعُـر بِـأنّ الأرض قادِرة على حملِ أقدامِـها الصَّـغيرة ..
بعثَـرت بقيَّـة الأوراق تبحث عن حقيقَـة أُخرى تَـستَـفِـيقُ بها ، فلم تستَـطِـع قراءَة حرفٍ واحِـد ..
سقطَـت بجوارِ جذع الشجرة .. وَ انهمَـر الدَّمـعُ مِـن عينَـيها بغَـزارةِ ينبُـوعٍ مُـتدفِّـق .
امتزجَ ملحُ عينَـيها بدمعَـةٍ عَـذبة انشطَـرت عن زخَّـة مطرٍ هائـمَـة .
سقطَـتْ بخفَّـةٍ على شامَـةٍ مُـتأرجِـحَـة بجَـانِـب شفَـتيها ..
تهـتَـزُّ كُـلَّـما تحرّكَـتْ ملامِـحها الرَّقيقَـة بترجمَـات بُـكاءٍ طَـويل ..
وَ أنفَـاسِ شهيقٍ وَ زفِـير .
في تلكَ الأثنَـاء يَـخترقُ ضجِـيج بُـكائـها صَـوتُ " قُـبلَـةٍ عَـميقَـة " تَـتوسَّـط شفتَـيها النَّـديـة ..
فَـ توقَّـفَ الدَّمعُ لِـ وَهَـلة ؛
مُـنصِـتاً لحديثِ حُـبٍّ شيّـق ، وَ نشوَة عَـارِمَـة تَـتراقصُ بها أنفَـاسِـها مَع زخَّـات المطَـر .
فتَـحتْ عينَـيها لِـ ترى ماتودُّ أن تراهُ حَـقِـقة ؛
وإذا بِـ فارِس أحلامِـها يتأمَّـل كُـلّ تَـضارِيْـس وَجهِـها الطُّـفولِـي ..
فَـ يَــقطعُ هَـمسَ اللَّـحظَـة صوتٌ مِـن حُـنجرةِ العِـشق يُـنادِي ؛
( أنْ حَـــــــــيَّ على الهَـــــــــوى ..)
إنِّـي أُرِيدُكِ مُـلْـكِـي .. أُرِيـدُكِ رُوحَـاً ، وَ قلبَـاً ، وَ جسَـد ..
أُريدُكِ فقد فاضَ الصَّـبرُ فينِـي وَ خالقِـك ؛
حتى بلَــغَ مُـنتهَـاه ..
نعَـم أُريدُ كُـلُّـكِ لي ؛ " مِـعطَـف دفءٍ وَ حَـياة " ؛
فَـ هل تَـقبلينَ بي وَطَــــــــــــن ،؟!
( ياسَـمينَـة ) تنظرُ بخجَـلٍ بَـاسِـم إلى عينَـيه .. في مُحاولة لإمساكَ يَـديّ حُـلـمِـها الـحقيقيّ ؛
بِـعدَ رَعشَـاتٍ مُـتَـتاليَـة من أصَـابِـع كَـفَّـيْـها
عادَتْ لِـ تضُمّـها على صَـدرِها بقُـوّة ..
هُـوَ ؛ في انتِـظار القبُـول مِـنها ؛
وَ بِـ شَـهقَـةٍ فَـريدَة عَـن سابِـقَـتِـها أجابتْـهُ ؛
نعَـم أُريدُكَ رَجُـلِـي ، وَ وطَـنِـي , و ظِـلّي الظَّـلِـيل ..
بتنهُّـدات فَـرحٍ وَ لهفَـة يحتَـضنا بعضَـهُـما بِـ شدَّة :
لأوّلِ مرّة والـمطَـرُ بينَـهما شاهِـد ، و السَّـماء لهُـما سقـفٌ آمِـن .
بعـدَ يومـينِ فقط .. لم يُـطِـق خالد الانتِـظار أكثَـر ؛ بِـ خوفٍ يعتَـريْـه قــرَّرَ أن يتجاوزَهُ وَ يَـتـقدّمَ إلى عمّـه والد ( ياسَـمينَـة )
لطَـلب الزواج بها رَسميَّـاً ..
كانَ يخشى الرَّفض من والدِها المُـسِـنّ ،
بدأَ حَـديثَـهُ بوَصفِ مَـدى حُـبِّـه لابنَتِـه منذُ سنواتٍ عَـديدة ،، إلى أنِ انتهَـى بإجابة صَـادَمَـه من والدِها جُـلّ ما ترمِـي إليه ؛
أن يَـنشغِـل خالد بإتمَـام دراستِـه ، وَ بما أنَّ ابنَـتِـه لازالتْ صغيرة فالأفضَـل أن يَـدعها وَشأنهَـا حتى تجِـد مَـن يُنـاسبها وتُـناسبِـه .
نهضَ خالد والدَّمعَـة تسبحُ في أرضِ عينَـيه .. تمالكَ خُـطواتِـه وسارَ بثِـقَـلٍ يجمَـعُ ما بينَ البَـيْـنَـين ( يَـأسٌ وَ أسَـى )..
مضَتْ الأيام والشُّـهور عليهِـما كَـ قرونٍ طويلَـة مليئـة بِـ صَـخب المَـواجِـع ، وَ مُـعاناة المسَـافة ،
وَ هُـبوط مُـستوى الأمَـل ، وَ ارتِـفاع مُـستوى الألَـم ..
ثم قرَّر خالد بعدَ استِـشَـارة والدَيه أن يذهب خارج وطَـنِـه ؛ لِــ يُـكمِـل شهادتَـهُ العلميَّـة ، و يتَـناسَـى ما ألَـمَّ بِـه ..
فذهبَ وأكملَ دراستِـه ، وبعدَ عامٍ وَ نِـصف زُفَّـتٍ تهانـي حُصولهِ على الدكتُـوراة في سائر الصُّـحف ..
وبالرُّغم مِـن تلكَ الفرحَـة العارِمة كانَ لا يزال يشعـرُ بوَجعٍ يأنُّ داخـلِـه وَ يتكَـاثَـر ..
في اليَـوم التالي .. في تمام الساعة العاشِـرة صباحاً اتصلَ بهِ عمِّـه ( والد ياسَـمينـة ) ..
خالد بصوتٍ حَـزين ؛ آلووو
عمِّـه ؛ كيفَ حالُـكَ يا بُـنَـيّ ؟!
خالد ؛ بخَـيرٍ وَ نِـعمَـة ..
عمِّـه ؛ مُباركٌ عليكَ هذا النّجاح ..
اخترتُ هذا اليوم لِأُهنِّـئُـكَ بِـه .. كما جِـئتَـنـي فيما مضَـى ؛ لِـ تُـهنِّـئنِـي بنَـجاح ابنتِـي ..
فالفرَحُ رغيف سَـعادة ينبغي أن نـتَـقاسمَـهُ جميعاً مهما يَـكُن ..
و لِأنّـكَ حقَّـقتَ ماكُـنتُ أُريدُ اختبارَهُ فيكَ ..
نعَـم تيقَّـنتُ بأنَّـكَ تُـريدُ ابنتِـي بِــ حُــبٍّ صادقٍ على غيرِ جشَـعٍ أو طَـمع .. و بِـتَّ الآن قادراً على رعاية أُسرة ,
و بناء أساسٍ سَـليم انطِـلاقاً مِـن شهادتِكَ العُـليَـا ..
يَــسرُّنِـي أن أُشارِكَـك الفرحَـة ( فَـرحَـتَـيْـن )
فحيَّـاكَ الله إلى بيتِـــي أنَّـى شِـئتَ ومتى شِـئت ..
العَـمّ ؛ آلووو .. خالد
هل تسمَـعُـنِـي ؟!
آلوووو ..
يُـغلِـق خالِـد الهَـاتِـف ويَـنطلِـق معَ أقرب رِحلَـةٍ جويَّـة ؛ يُـردّد في كُـلّ جزءٍ من الثانيَـة ؛
" ربّـي اشرح لي صَـدري ، وَ يسِّـر أمري ، وَ احلُـل عُـقدَةً مِـن لسَـانِـي ، يفقَـهُـوا قولِـي "
وَ يُـتـمْتِـم بِـصَـوتٍ يَـبتَـهِـلُ رجاءً ؛
" يا ربّ اجعلْ لي في مَـنْ أُحِـبُّ نَـصِـيْـب "
" يا ربّ اجعلْ لي في مَـنْ أُحِـبُّ نَـصِـيْـب "
بعدَ خمسِ ساعاتٍ يصِـل إلى وطَـنِـه .. لم يشعُـر بعنَـاء السفَـر ..
كانَ جلّ اهتِـمَـامِـه أن يصلَ إلى منزل حَـبيبَـتِـه في أسرَع وَقت ..
خالد يَـقرعُ جرَس الَـمنزل ؛ فَـ كـانَ عمِّـه في استقبالِـه .. صافحَـهُ بحرارةٍ وَ بَـهجَـةٍ ..
وَ أكـْرمَـهُ ثمَّ تبادلا بعضَ الأحَـاديث القصيرة ..
العَـمّ يشعرُ بتوتُّـر خالد وازديَـاد قلقِـه ..
فيُـمسِـك بيديهِ المُـتَـجعِّـدَتَـيْـنِ يَـدَيّ خالد و يقُـول ؛
كانَ لقُدومِـك إلى مَـنزلِـي في حفلَـة ابنتِـي وقعَـاً كبيراً في ذاتِـي ،. شعرتُ بالفَـخرِ والفرَح مِن موقفِـكَ النَّـبيل
الذي حملتَـهُ على عاتِـقكَ ، و قطَعتَ الرِّحاب والمسافات الشاسِـعة من خارج البلاد حيثُ منزلي هُـنا
لِـ تُؤدّي واجِـبَـك وتُشارِكُـنا البَـهجة ..
لِـ شهامتِـكَ المَـشهُـودة ، وَ كَـريم خُـلقِـكَ وَدينِـك ؛ وَ رغبَـتِـكَ الصَّـادقَـة الجَـادّه بِــ ياسَـميـنَـتِـي الوَحِـيدَة ؛
فإنِّـي زوَّجتُـكَ ابنـتِــي .
فقط أرجُـوكَ يا بُـنيّ ؛ أن تَـتواصَـى بها خيراً ..
فأنتَ تعلَـم مدى تعلُّـقِـي بها ؛ لكَـونها أغلى ما أملُـك .. أرجوكَ فأرجووووك أنْ تجعَـلها ملِـكة مُـتوّجه على عَرش قلبِـك ..
قاطَـعهُ خالِـد قائلاً ؛
لا تقلَـق فَـهيَ أميرةُ قلبِـي ، وَ سيّـدةُ عقـلِـي ، وَ طِـفلةُ حياتِـي كُـلّـها .. سَـ تخلُـد آمِـنَـة في حُـصنٍ مَـنِـيع ، وَ عُـمرٍ بالعِـشقِ مَـديْـد ،
وَ حولها سأضَـع أسْـواراً مِـن عَـسجَـدٍ ، وَ ياقُـوتٍ وَ زبَـرْجـد ..
وَ أُشْـهِـدُ الله على ذلِك حتى آخر نفَـسٍ مـنْ رُوحِـي ..
قبَّـلَ رأسَ والدِها .. و السَّـعدُ يــتَـــغنَّـى بِــ أهازيـجِـهِ على مَـسمَـعِ والـدتِـها ،
فتَذهب مُبَـاغِـتة لابنتَـها وَ تغمرُها بِـ حُـضنٍ عَـمِـيق ؛ تملأُ معَـهُ المنزل بصَـوتِ زغاريدَ الفرَح ..
وفي خُـلوَةٍ شرعيَّـة معَ خالد بحَـضرَةِ الحُـب ، وَ شاهِـدَينِ هُما " العَـقلُ والقَـلب" ..
رسمَ خالد وَ ياسمينَـة كلّ الخُـطط الحَـاضرة والمُـستقبليّـة لإتمَـام حياتهما السَّـعيدة ..
وَ تبادلا أحاديث العِـشق والهِـيام ..
وفي اعتِـرافٍ خَـمريَّ لأوّلِ مرَّة تـتأمَّـلُ ياسَـمينَـة وجه خالِـد .. وكأنّـها تَـرسِـمُ ملامـحَـهُ بِـ شغَـفٍ
لِـ تُـعِـيْـذهُ سبعَـاً من نِـسَـاءِ النُّـون , وَ تـتلُـو علَـيهِ تراتِـيلَ الحَـكايا ؛
بِـ ابتِـسامةٍ لَـيْـلَـكِـيَّـة قالت ؛
أتعلَـم أنِّـي ؛
أحبُّكَ أملاً أرتويه في شَدائد أمُوري ..
أحبُّكَ حُضنًا أستلقِـي عليه ليهْدأ ثورانَ تفكِـيري..
أحِبُّكَ في بداية الصَّـباح
و اندثَـار المسَـاء..
أحِبُّكَ على شاطئ العاشِـقين
متوسِّـدًا صَـدري الأمِـيْـن ..
أحِبُّكَ مملكةً حُصونِها " غِـيرةٌ " تُمِـيتُ أرواح العابرين ، وَ تُـنهِـي أحلامَـهُـم..
أحِبُّكَ وأنت الّذي يشربُ من غَـدير قلبِي دون كَـللٍ أو مَـلل ..
أحبُّكَ مَـثْـنَـى ، وثُـلاث ، وَ رُبَـاع ..
أحبُّكَ أنتَ
وَ غايتِـي أنتَ
وَ مطلبِـي من ربِّ السَّـماء أنتَ ..!
أحبُّكَ قريبًا أو بَـعيداً كُنتَ ..!
أحِبُّكَ وكفَى بهذَا حَـديثاً .
خالد ( واضِـعَـاً يَـدَيهِ على قلبِـها النَّـابِـض بالعِـشق ) ,, أغمَـضَ جفنَـيهِ طَـويلاً ,, وَ تَــلى ؛
أُحِـبُّـكِ ،، وَ أُقْـسِـم ..
أُحِـبُّـكِ ،، وَ أُقْـسِـم ..
مرّت الأيَّـام وَ تزوّجَ خالد من ياسَـمينَـتِـه ..
وَ أزهـرَ من غُـصنِـها الحَـنُـون بِـكْـرهِ الأوَّل طِـفلاً أَسمَـاه سَـالِـم إكرَاماً وَ بِـرَّاً بوالدِها الذي يكنُّ لهُ كُلّ المَـحِـبَّـة وَ التبجِـيل .
و بعدَ عامَـين من الحياة الهانِـئة رُزِقَـا بطِـفلةٍ في غُـنْـجِـها هِـيَ أشهَـى مِـن الشَّـهْـدِ و السُّـكَّـر ..
ولكن شاءَ الله أن تتعرَّض " مَـليـكَــة قلبِـه " إلى نَــزيفٍ حَـادّ أثناء الوِلادة تسبَّـب بوفَـاتِـها مُباشَـرة ..
انتَـقلَـتْ رُوح حَـبِـيْـبَـتِـه إلى بَـارئـها .. أخَـذها الله لِـ يُـعطِـيه هِـبَــةً مِـن أحشَـائـها آنـسَـتْ فيهِ شيئـاً من حُـزنِـه القَـاتِـم ..
وَ تَـيمُّـناً بقصَّـة الحُـبّ التي جمعَـتهُ بِـ والدتِـها أسْـمَـى ابنَــتَـهُ ( وطَــــن ) .
وَمْـــضَـــــــــــــــة :
إلى كُـلّ مِـن " رُومِـيو وَ جُوليِـيت "
إلى كُـلِّ مِـن آدم وَ حوَّاء ؛
إليكُـم أنتُـمْ ؛
إليكَ أنت ؛
عندمَـا تُـحِـبّ مَـنْ هِـيَ أهلاً لِـ الحُـبّ ..
انْـدَفِـع بكُـلّ مالدَيْـك ~
كُـنْ كَـريماً في المَـنْـح إلى آخِـر قَـطره مِـن دَمِـــك ..!
كُـنْ مُـخلِـــصاً حدَّ المَـوتِ مِـن أجلِـه / هَـا .
وَ الحَــياة بِــه /هَــا , وَ معَــهُ / هَــا ..
و
( مِن الأرشيف ) سَـكـبَهُ الحِـبرُ بـتَمامِ فــلَـــقٍ يُشِــيْـرُ لِــ ؛
16 / 11 / 2014م .. نحَـو نَهَـارٌ يُطارِدُ تَوقــيْـتٍ وَ هَو يـصَهَـلُ بِـ 04:51 م ..
و أخيراً ؛ لا أُحَـلِّـل نسخَ حرفٍ منها بأيّ صُـورةٍ كانَـت .
|
|
frglAJd : ( pQJdQ~ ugn hgiQJJ,n ) frglAJd pQJdQ~
آخر تعديل غياهيب الحرف يوم
09-16-2015 في 04:57 AM.
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:28 PM
|