لحظة حب في لحظة حب أحببت السجود لك أحببته حبا أنساني طوله فلم أشعر بالزمان ولا المكان على الأرض ؛ سجد الجبين ، وفى السماء حلقت الروح في عالم من جمال وروح وريحان وشعرت بنعمة الإسلام لك ....
مساكين هؤلاء الذي لا يعرفون الاستسلام لك ، مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ... مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم في التراب لغير وجهك ... مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية في الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك ....
لقد شعرت بسجودي هذا أنني أعلى من كل القيود ، وكيف لا وأنا أسجد لك وشعرت أنها سجدة الحرية الحقة التي تعتق النفس فيها من أغلال الأرض وقيودها وأحقادها ، فتحررت نفسي وروحي وعقلي وكل كياني وصرت بها حرا حرا . وفى تلك اللحظة ... لحظة حب وخضوع ، فهمت قول الحبيب محمدا : " أرحنا بها يا بلال " كم كنت مرتاحا في حضرتك .... كم كنت مرتاحا في سجودي لك .... في تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب .
وفى لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب قريب ، وأحسست بك تسمع كلامى وترى مكاني وتعلم حالي ، ففاضت عبراتي ، وارتعد القلب نشوة وحبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع .... يا حبيبى يا الله ... يا الله يا حبيبي أمد بها الصوت مدا ... في نغم ساحر ، و نداء خاشع ، سكن به الجسد واطمأن به القلب وهدأت به الجوارح ..
فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ... و كل الزمن. عندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الأشياء ، ويسمو ذاك القلب وتسمو الروح والأحاسيس والمشاعر ... يسمون جميعا فوق الدنيا ... ويرفرفون بأجنحة فضية فى أفق عال وسماء ، وتنزاح إكتئابات الدنيا وظلام الليل الدامس ، ويعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب ويضئ الدنيا ؛ عملا وجهادا ... فى لحظة حب حرة من ضغط الأرض ، وقيد الأرض ، وفكر الأرض ، وشر الأرض ، وظلم الأرض ... تتفتح أزهار ، تورق أشجار ، وتخضر الأرض الموغلة فى البعد عن الله ... فيا كل الناس ....
لحظة حب حرة تسرى فى القلوب ... تحييها من مواتها وتبعث فيها من جديد .... أنها اللحظة التي تستحق أن نعيش من أجلها .... أللحظة التي تستحق أن نموت عليها.