لأسواق جــــدة القــــديمة
طابعاً روحانياً يحاكي قداسة هذه الشعيرة
ويرسم الطابع الاجتماعي الذي يحرص عليه
الحجاج مع انتهاء أدائهم لفريضة الحج
وذلك بالتسوق والتجول في هذه الأسواق
التي تحتضنها المنطقة التاريخية
ولا زالت تفوح بالأصالة والعراقة
كسوق العلوي.. والبدو.. وقابل .. والندى
التي تعود نشأة بعضها
إلى مئات السنين.
وتعد هذه الأسواق
الواجهة السياحية والثقافية والحضارية
لمحافظة جدة
حيث يحرص حجاج بيت الله الحرام
من كافة أقطار العالم على ارتيادها واقتناء ما فيها
من بضائع مختلفة
لتقديمها إلى أهاليهم وذويهم
كذكرى خالدة من الأراضي المقدسة
توثق من خلالها رحلة الحج الإيمانية.
ووصف رئيــس بلــدية جـــــــدة التــاريخية
المهندس سامي بن صالح نوار هذه الأسواق
بأنها تتـــــــــزين
بزيارة مختلف الجنسيات في موسم الحج
من كل عام
والتي منها السوق الكبير الذي تباع فيه
الأقمشة في دكاكين كبيرة وصغيرة
مكتظة بفاخر الأقمشة على مختلف أنواعها
وسوق الخاسكية
الذي يقع خلف دار الشيخ محمد نصيف
وسوق الجامع نسبة إلى جامع الشافعي
وسوق الحبابة الذي يقع في باب مكة
وهناك من الأسواق التي يرتادها الحجاج قديماً سوق العصر الذي يقع في باب شريف
وسوق السبحية
الذي كانت تصنع وتباع فيه المسابح
كان يقع في سوق الخاسكية حالياً.
وقال إن أسواق جـــــــدة القــــــديمة
لم تفقد رونقها
فهي ما زالت تستقبل مرتاديها من حجاج بيت الله الحرام
بروائح بخورها الزكية
وهي ترتبط بنشأة جــــــــدة وتطورها
مما أسهم في استقطاب الكثير
من مرتادي مثل هذه الأسواق التي تكثر فيها
التحف والملابس الشعبية والهدايا
التي عادة ما يتخذها السياح كوسيلة تذكارية تربطهم بجدة
في حين
تزيد المراكز والأسواق التجارية الجديدة
على 200 سوق ومركز تجاري
تشمل احتياجات الأسرة المختلفة.
وأشار إلى أن مبيعات هذه الأسواق ترتفع
مع مرحلة مغادرة الحجاج للإقبال الكبير
على مقتنياتها التي تمتاز بالتنوع وتلبية رغبات الحجاج
المختلفة وأشكالها المتعددة في الصناعات والهدايا
العبارة عن مجسمات الحرمين الشريفين والعطور والبخور والتحف التذكارية
التي تجسد تاريخ المدينتين المقدستين
منوهاً بأن هدايا الحجاج ترمز معظمها إلى
بعض المآثر التاريخية
ويختلف ذوق الحجاج في اختيارها
وهي في الغالب رمزية ذات دلالات مكانية وزمانية
تعبر عن رحلة العمر إلى الديار المقدسة.
من جانبه بيّن مـــــــدير إدارة المــــــهرجانات
والبرامـــــــج الســـــــياحية بالغــــــــرفة التــــــــــجارية الصــــــــــناعيةبجــــــــــــــدة
محمد بن عبدالرحيم الصفح
أن الأسواق الشعبية التي ما زالت تحتفظ بها
المنطقة التاريخية بجدة
تستهوي وفود حجاج بيت الله الحرام
من مختلف الجنسيات بتنوع الأكشاك والبسطات
المنتشرة بها
والتي تشهد ازدحاماً مع عودة الحجاج إلى بلادهم
بعد أن منّ الله عليهم بأداء الفريضة
مشيراً إلى أن أكثر المشتريات
التي يحرص الحجاج على اقتنائها هي
السبح والسواك والحنا والعطور والبخور
والأقمشة وسجاجيد الصلاة والعبايات
واللوحات القرآنية والأذكار وبعض التحف
وإكسسوارات الأطفال
والتمور بأنواعها وماء زمزم
ونسخ من مصاحف مجمع الملك فهد
والمصحف المسجل بصوت أشهر القراء
وكتب العلوم الشرعية
التي تمثل قاسماً مشتركاً لهدايا الحجاج.
ولفت إلى أن كبار السن من الحجاج يقبلون على
اقتناء الخواتم المطعمة بالأحجار الكريمة
مثل العقيق والكهرمان
ويحرص البعض منهم على تزيين الأحجار
بالذهب أو الفضة التي تكثر محال أصحابها في المنطقة التاريخية التي تتميز في الغالب باعتدال أسعارها
مما يجعل هؤلاء الجموع الغفيرة من الحجاج
يعتادون لزيارتها والتبضع منها
وحمل الهدايا لذويهم وأقاربهم وأصدقائهم
والتي تحاكي في مجملها هذه الرحلة الإيمانية
ابتداءً بالمصحف الشريف ومروراً بالسبح والمساويك
وانتهاءً بماء زمزم الطاهر
ولا يقتصر شراء هذه الهدايا على
الحجاج القادمين من خارج المملكة
بل يشمل العاملين في خدمة الحجيج
من المنتدبين من مختلف مناطق المملكة
حيث تعج المنطقة التاريخية بجدة بالبضائع
ذات المغازي التي تفد من مختلف أنحاء العالم.
وقال إن موسم الحج
يعتبر من المواسم المميزة التي تنشط خلالها
أسواق المنطقة التاريخية بــــجدة
والتي تعلق في أذهان الحجاج
لأنها تذكرهم بأطهر البقاع عند الله
لما تعرضه من بضائع
لها ارتباط وثيق بهذه الرحلة الإيمانية
حيث ينقلون هذه الأفراح إلى
أهاليهم وأصدقائهم عند عودتهم إلى بلادهم
هدايا الحج تمثل قيمة معنوية
وهي شيء جميل ونبيل يفرح القلوب المستقبلة للحاج
كما أنها مجرد تذكار في مناسبة دينية عظيمة
تعكس المشاعر النبيلة بين الأقارب والجيران
وتدخل البهجة على قلوب الصغار
الذين ينتظرون قدوم الحاج بفارغ الصبر
ويتوقون لاستقباله.