معاني الكلمات في الآية : قَولُهُ: ﴿وَحَمَلْنَاهُ﴾: أي نوحٌ عليه الصـَّلاةُ والسَّلامُ. قَولُهُ﴿عَلى ذَاتِ أَلْواحٍ﴾: أي على سفينةٍ ذاتِ ألواحٍ، المرادُ خشبُ السَّفينةِ العريضُ. قَولُهُ ﴿وَدُسُرٍ﴾: أي المساميرُ الَّتي تُشدُّ بها الألواحُ، يقال: دَسَرْتُ السَّفينةَ، إذا شددتُها بالمساميرِ, مفردها: دسار. قَولُهُ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنا﴾: أي بأمرِنا بمَرْأى منَّا تحت حفظِنا وكلاءتِنا، والنَّونُ للتَّعظيمِ . قال العلامة محمد بن إبراهيم في تقـريراته على الواسطية :"وهذا الجمـع في قوله﴿بأعيننا﴾
إنما هو للتعظيم، إذا صار « نا » للتعظيم ، فما قبله يجري مجراه..." اهـ قَولُهُ (جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ): أي جزاءً لهـم على كُفـرهِم، وانتصارًا لنوحٍ - عليه السَّلامُ – عليهم
(من إنجائه وإغراقهم ثوابًا لمن كفر به وجحد أمره، وهو نوح ـ عليه السلام ـ) المعنى الإجمالي للآية الثانية : يخبر تعالى عن نبيه ورسوله نوح - عليه السلام - أنه سبحانه حمله على سفينة ذات خشب ومسامير
وأصحاب السفينة وأنها تجري بمنظر منه ومرأى وحفظ لها عن الغرق جزاء لهم على كفرهم
وانتصاراً لنوح حيث كذبه قومه وكفروا فصبر على دعوتهم واستمر على أمر الله فلم يرده راد ولا صده صاد
كما قال تعالى في الآية الأخرى ﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ﴾
ويحتمل أن المراد أهلكنا قوم نوح وفعلنا بهم ما فعلنا من العذاب والخزي جزاء لهم على كفرهم وعنادهم.
وفي الآية الثانية من الفوائد : 1- إثبات العين لله وهي من الصفات الذاتية على ما يليق بجلاله وعظمته. 2- إثبات قدرة الله. 3- التحذير عن معصية الله. 4- عناية الله بعبده نوح عليه السلام. 5- إثبات صفة الكلام لله. 6- الرد على الجهمية ونحوهم. 7- في هذه الآية إيماء إلى أن الله جل وعلا يوجد الأسباب لتحقيق ما يريد
من المسببات بحسب السنن التي وضعها في الخليفة. 8- أن المعاصي سبب للعقوبات والانتقام من العصاة. 9- أنه سبحانه يمهل الظالمين ولا يمهلهم. 10- أن الله يهدي من أطاعه إلى طريق النجاة وينصره. 11- إن العاقبة للمتقين.