03-28-2014, 09:49 PM
|
|
|
|
جرعة من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أ قصر طريق يوصل الإنسان إلى معية النبي العدنان ، هو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، والسابقون
أجمعون ، وهم الأدلاء والمرشدون الذين هيأهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذوا بيد
السالكين ، ويوصلوهم إلى محطة الأمان ، وإلى جودى الفضل على شاطئ سيد الأولين والآخرين ،
أجمعوا على أنه ليس هناك طريق على التحقيق ، للدخول في معية النبي صلى الله عليه وسلم ، أقصر
من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم ، وهذه المعية شاملة من {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ} الأحزاب56
فالله والملائكة ، من فينا لا يريد أن يكون في معيَّة الله ، وفي معيّة ملائكته عليهم السلام أجمعين؟ ومعيَّة
الله تعني المعيَّة الجامعة ، ولم يقل معيَّة الودود ، أو معيَّة اللطيف ، أو معيَّة الرحيم ، لكن معيَّة الله تعني
المعيَّة الجامعة لكل كمالات وجمالات ، لأن اسم الله ؛ هو الاسم الجامع لجميع الكمالات والجمالات الإلهية
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ} لم يقل " صلوا " ، بل قال { يُصَلُّونَ} بل دائماً يصلون كيف؟ هذا شئ ليس لنا شأن
به { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} كم مرة؟ لم يحدد
عندما ذهب الصحابي الجليل سيدنا أبي بن كعب لما نزلت هذه الآية إلى رسول الله وقال له {يَا رَسُولَ الله
إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فقَالَ «مَا شِئْتَ » قال: قُلْت الرُّبُعَ؟ قَالَ «مَا شِئْتَ. فَإِنْ
زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ فَالنِّصْفَ؟ قَالَ «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ» قال: قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا
شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ » قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلّهَا؟ قَالَ: «إِذَا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ»} - وفى
رواية {إذاً يَكْفِكَ اللهُ مَا أهَمَّكَ فِي أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآَخِرَتَكَ وَيَغْفِرُ لَكَ كَلَّ ذَنْبِكَ}[1]
حديث يفسر الآخر ، أي لو شئت جعلت كل وقتك للصلاة عليه بعد الفرائض المكتوبة ، يقول : يكفيك الله
همك ويغفر لك ذنبك ، أما كيف يصلي الله؟ وكيف تصلي الملائكة؟ ليس لك شأن بهذا {صَلُّوا عَلَيْهِ
وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
سلم الأمر إليه ، وليس لك شأن أنت ، وأنت عندما تصلي عليه ، هل تعرف كيفية الصلاة عليه؟ قالوا :
يا رسول الله أما السلام عليه فقد علمناه ، ولكن كيف نصلي عليك ؟ فسكت ، حتى قالوا : وددنا لو أننا
لم نسأله ! ، ثم قال: قولوا:" اللهم صلِّ " ، لأنك لا تعرف أن تصلي ، فماذا أفعل؟ ، اعمل توكيل لله ،
وهو يصلي ، قل : اللهم صلِّ ، كيف؟ ليس لك شأن ، أنت عليك أن تقول : اللهم صلَّ ، وهو يصلي بما
شاء وكيف شاء عز وجل
يعني أنني لا أصلي ، بل أطلب من الله أن يصلي {اللهم} يعني {يا الله} صلِّ على سيدنا محمد ، كيف
تشاء وبما تشاء لأن هذا أمر غيبي لا يعلمه إلا هو {وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} كأنني عندما أصلي على النبي الآن
، لا تصبح صلاة فقط ، بل صلاة وذكر لله ، لأني قبل أن أصلي : أقول {اللهم} وهذا ذكر ، ثم ماذا؟ "
صلِّ " ، فأصبحت ذكر الله وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصبحت الدليل العملي على
حبي لهذا النبي ، قال صلى الله عليه وسلم {مَنْ أَحَبَّ شَيْئاً أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِهِ}[2]
ولذلك لما ذهب رجل إلى السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها وأرضاها ، وظل يتكلم عن الدنيا ، ويطيل
فيها فقالت رضي الله عنها وأرضاها {لولا أنك تحب الدنيا لما ذكرتها ، قال لها: لماذا؟ قالت : لأن من
أحب شيئاً ؛ أكثر من ذكره}
وأنا أحب النبي ، ما الدليل؟ أنني مشغول دائماً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أن الصالحين قالوا :
الذي يروى أرواح السالكين والمريدين ، والذي يغذيها ، ويرقيها ، وينميها ، ويصفيها ، ويزكيها ، حتى
ترتفع الحجب عنها ، وترى نور سيد الأولين والآخرين هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدوام
الإنسان عليها
وماذا عليك وأنت تسير في الطريق ، أن تصلى على النبي؟ أو وأنا راكب ، أو وأنا في العمل ، بدلاً من
السكوت أسير وأنا أصلي على النبي ، ماذا علي في هذا الأمر؟ أفيه تعب؟ أسأدفع شيئاً؟ أو لساني
سيملُّ؟ أو يكل؟ أو يحتاج إلى فيتامينات؟ حتى يقوى ويتكلم كثيراً؟ أبداً بل بالعكس ، فاللسان عندما
ينشغل بذكر الله ، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يصبح خفيفاً ولطيفاً ، ولا يحس بتعب أبداً ،
حتى أن الإنسان يصل لمرحلة أنه بكل حقائقه يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم كيف هذا؟
أولاً : هو يصلى عليه بلسانه ، بعد فترة يزيد الحب ، فيحاول استحضار معانيه ، ويحاول استحضار
صفاته ، ويحاول أن يتذكر جميل نعوته ، ويحاول أن يعرض على الله فقره وذله واغترابه ، ليبين له الله
ذرة من كمالاته المحمدية ، أو يعرض عليه مشهداً من جمالاته الأحمدية ، أو يقيمه في مواجهة معه
صلوات الله وسلامه عليه ، ينال بها السعادة الأبدية
كل هذه الأشياء تجعله بعد فترة لسانه يذكر ، وقلبه يستحضر المعاني المحمدية ، معاني هذه الحضرة ،
وصفات هذا الجميل صلوات الله وسلامه عليه ، وعندما ينشغل بهذه الصفات ، وهذه الجمالات ، يكرمه
الله برؤيته صلوات الله وسلامه عليه مناماً ، فإذا أكرم برؤيته صلوات الله وسلامه عليه مناماً ، تعلق به
أكثر فيدعوه هذا إلى التشبه بأخلاقه ، وإلى كمال التأسى بكمالاته وجمالاته صلوات الله وسلامه عليه ،
حتى يصير في حاله وسلوكه وفي خلقه وفي هديه وفي سمته نسخة مصغرة جداً جداً جداً ، من الحضرة
المحمدية ، يعني في كرمه وفي لطفه وفي أنسه وفي بره وفي وداده وفي صفاته وفي جماله وفي بهائه ،
يصبح صورة مصغرة جداً جداً من الحضرة
وهنا يحدث التشابه بينه وبينه ، ويفاض عليه من سر هذه المشابهة ، ما لا يستطيع أن يذكره أحد من ا
لأنوار المحمدية ، والعلوم الوهبية ، والأسرار النورانية ، وغيرها من أصناف المواهب التي تفاض من
قلبه صلوات الله وسلامه عليه ، على كمل العارفين ، من أجل هذا ، نجد العارفين مشغولين بحضرة ا
لنبي : لماذا لا ينشغلوا بالله مباشرة كما يقول الناس في هذه الأيام؟ لأنهم يشاهدون أن شغلهم بالنبي ،
هو شغلهم بالله ، لكن على المنهج الذي وضعه الله وكيف؟ كل الذي يريدونه أن ينالوا رضا الله، فالذي
يريد رضا الله قال سبحانه له {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ
وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب21
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد
[vum lk lpfm vs,g hggi wgn ugdi ,sgl hggi [vum vs,g wgn
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:07 PM
|