03-27-2014, 06:57 PM
|
|
|
|
ويرجون رحمته ويخافون عذابه
بــســـم الله الــرحمــن الـــرحيــم
الــســلام عــلــيــكــم ورحــمــة الله وبــركــاته
_________________________ ,*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
قوله -تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ):
قال -تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) (الإسراء:57)
نزلت هذه الآية في بيان حال من يعبدهم هؤلاء المشركون، ونزلت في أناس كانوا يعبدون الجن وأسلم الجن وبقي هؤلاء يعبدون الجن، ونزلت فيمن يعبد عيسى والعزير ومريم والملائكة -عليهم السلام-، فأخبر الله -عز وجل- عنهم فقال: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)، هؤلاء الذين تدعونهم هم أنفسهم يبتغون إلى الله القربى، و (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ).
وإرادة القرب في قوله -تعالى-: (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) علامةٌ على كمال الحب وإرادة وجه الله -عز وجل- والإخلاص، وقوله: (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ) فيه عبادة الرجاء، وقوله: (وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ) فيه عبادة الخوف، فجمع بين هذه العبادات الثلاث: الحب والرجاء والخوف، والحب يتضمن الإخلاص لوجه الله -عز وجل-.
فعبادة الإنسان لا تصح إلا بهذه الثلاث: الحب والخوف والرجاء، فهي أجنحة القلب الثلاثة التي يطير بها إلى أعلى المقامات، وبدونها لا يحصل له قرب ولا ثواب ولا منزلة عند الله -عز وجل-، فالله أمرنا أن نرجوه وأن نخاف عذابه، ومن زعم أنه لا يرجوه ولا يخافه بل يحبه فقط فقد كذب في دعواه.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "قال أبو علي الروذباري: الخوف والرجاء كجناحي الطائر؛ إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص، وإذا ذهبا صار الطائر في حد الموت.
والفرق بين الرغبة والرجاء كما قال ابن القيم -رحمه الله-: "والفرق بين الرغبة والرجاء أن الرجاء طمع، والرغبة طلب، فهي ثمرة الرجاء؛ فإنه إذا رجا الشيء طلبه، والرغبة من الرجاء كالهرب من الخوف، فمن رجا شيئًا طلبه ورغب فيه، ومن خاف شيئًا هرب منه"
من كلام الإمام ابن القيم -رحمه الله- في أهمية الرجاء وفوائده:
قال ابن القيم -رحمه الله- في بيان أهمية الرجاء وحاجة العبد إليه: "قوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله وأسمائه وصفاته وغلبة رحمته غضبه، ولولا روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح، وهدِّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا، بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة، ولولا ريحه الطيبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادات
ولـــي مــن أبــياته :
لـــولا التعلق بالرجاء تـقـطعــت نفس المحب تحسـرا وتــمـزقا
وكذاك لولا بـــرده بــحـــرارة الأ كـــبــاد ذابـت بـالحجاب تحرقــا
أيـكـون قــط حـلـيـف حب لا يرى بـرجـــائـه لــحــبــيـبـه متـعلـقـا
أم كـلـمـا قويت مــــحــبــتــه لـه قــوي الرجاء فزاد فيه تشــوُّقـا
لولا الرجا يحدو المطي لما سرت بـحــمـولها لديارهم ترجو اللـقـا
كــتــبــه\ ياسر برهامي
,dv[,k vplji ,doht,k u`hfi u`hfi ,doht,k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:13 PM
|