07-29-2015, 12:57 AM
|
|
|
|
رحلة تدبر في آيات سورة يوسف..
نفحات إيمانية مع
سورة يوسف
الدرس الأول (1) :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
الحروف المقطعة علمها وسرها عند الله ولكن نذكر ما اجتهد به العلماء وهو أن هذه الأحرف تحدي للكافرين المنكرين للقرآن ويقولون أنه من صنع بشر فإن كان كذلك فهذه الحروف لديكم واصنعوا مثله
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
يخبر الله جلّ وعز عن كتابه العزيز أنّه بيّن بيانا تامّا, جليُّ الألفاظ والمعاني, يُفصح عن المُبهم ويفسّره ويضرب الأمثال لتعيَها أّذنٌ واعية ونلاحظ فالقرآن تعدد الأمثلة .. لماذا ؟؟!!
تعدد الأمثلة حتى لا يحتج الإنسان بعدم الفهم
كما فالمدرسة تشرح المعلمه المادة فتأتي بالأمثلة ثم تعطي الواجبات والتدريبات وبعد ذلك المراجعات وأخيرا الإمتحان.
فإن كان الشخص فاهم ولم يحل التمارين فلن يتركز الفهم فبالتالي ما نفعه فهمه
وإن كان الشخص فاهم وحل التمارين ولكن لم يذاكر ما نفعه أيضا.
فلنحذر
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )
وأنزل الله تعالى القرآن الكريم باللسان العربي الذي هو أشرف الألسنة وأفصحها ليعقل آياته أولو الألباب فكلّما ازداد القارئ علماً وفهما في كتاب الله عز وجل زاده الله إيمانا ورفعة.
فهو كتاب عربيّ ليس كسابقه من الكتب السّالفة إذ لم يسبقه كتاب بلغة العرب فيما نعلم.
فأنزل سبحانه وتعالى أشرف الكتب بأشرف لسان, على أشرف الرسل, بوحي أشرف الملائكة, في أشرف البقاع, وابتدأ إنزاله في أشرف الشهور ونزل كاملا إلى السّماء الدّنيا في أشرف ليلة
سورة يوسف : مكية.
عدد آياتها : 111 آية
ذكرت قصة نبي الله يوسف كاملة في سورة واحدة دون غيرها من سور القرآن الكريم .
نسبه :
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
أمه إسمها راحيل ولد في فدان آرام فالعراق عندما كان أبوه عند خاله لابان
نفحات إيمانية مع
سورة يوسف
الدرس الثاني :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
ما الفرق بين ( القَصص ) - بفتح القاف و ( القِصص ) بكسر القاف من حيث اللغة ولماذا جاءت بالفتح في الآية الكريمة " نحن نقص عليك أحسن القصص "
القِصص ( بكسر القاف) : جمع قصة ، والقصة : حكاية نثرية طويلة تستمد من الخيال أو الواقع أو منهما معا ، وتبنى على قواعد معينه من الفن الكتابي
✏️فهي من أخيلة الكتاب والأدباء ونسجهم.
والقَصص ( بفتح القاف ) : رواية الخبر , و الخبر المقصوص , والأثر .
والقصص بالفتح هو القصص الذي ساقه الله في القرآن
وصف الله قصة سيدنا يوسف عليه السلام بأنها أحسن القصص.
دعوة للتفكر ..
لماذا هي أحسن القصص ؟؟
اختلف العلماء لم سميت هذه القصة أحسن القصص؟
القول الأول :
إنها تنفرد من بين قصص القرآن باحتوائها على عالم كامل من العبر والحكم..
القول الثاني :
لأن يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم..
القول الثالث :
لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية، وسير الملوك والممالك، والرجال والنساء، وحيل النساء ومكرهن، وفيها ذكر التوحيد والفقه، وتعبير الرؤيا وتفسيرها، فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات..
القول الرابع :
إنها سميت أحسن القصص لأن مآل من كانوا فيها جميعا كان إلى
السعادة.
ومع تقديرنا لهذه الأسباب كلها.. نعتقد أن ثمة سببا مهما يميز هذه القصة.. إنها تمضي في خط واحد منذ البداية إلى النهاية.. يلتحم مضمونها وشكلها، ويفضي بك لإحساس عميق بقهر الله وغلبته ونفاذ أحكامه رغم وقوف البشر ضدها.
( ( وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ )
هذا ما تثبته قصة يوسف بشكل حاسم، لا ينفي حسمه أنه تم بنعومة وإعجاز.
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ
فبوحي الله قصص علينا هذا القصص وهو جزء من القرآن
" وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " الشورى - 52
" وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ "
لو لم يخبرنا الله سبحانه عن قصة يوسف لما علمنا عنها ولربما علمناها من اليهود محرفه ومزيفة كعادتهم في الإفتراء على الله وعلى رسله
ولم لم يخبر الله سيدنا محمد لكان من الغافلين عنها
وليس في وصف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه من الغافلين ذمّ له، بل هو بيان الواقع الّذي كان عليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل نزول الوحي، فالغفلة نوعان:
1- غفلة إعراض:
وفي هذه ذمّ ، لأنّها ترك الشّيء بعد العلم به، كما قال تعالى:{أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: من الآية179]، وقال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:{وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: من الآية205]..
2- والنّوع الثاني: بمعنى الجهل والذّهول عن الشّيء.
وهذا لا يسلم منه أعلمُ أهلِ الأرض، وهو بمعنى: الجهل، ولكنّ الله لم يشأ أن يصف نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بالجهل.
قال القاسميّ رحمه الله في "محاسن التّأويل" : والتّعبير عن عدم العلم بالغفلة لإجلال قدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
ثمّ انظر كيف سمّى الله تعالى الغفلة عن الشّيء جهلاً في حقّ غير النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال:{يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.
ومثلُ آية سورة يوسف في المعنى، قوله تعالى في سورة الضّحى:{وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى}، أي: وجدك لا تعرف الحقيقة وتبحث عنها.
يتبع»»»»»»»»
vpgm j]fv td Ndhj s,vm d,st>> jofv d,st vpgj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:45 PM
|