لو جلس جيل اليوم مع جيل الأمس، وعاش بكل إحساسه
ومشاعره وفكره حياة الماضي، بالتأكيد سيقول:
“ ليتنا كنا معكم “ نعم، فحين نقارن بين اليوم والامس نجد
أن ابناء اليوم فقدوا لذة الحياة الحقيقة فالأشياء الملموسة
التي بين ايديهم ربما جعلتهم يستغنوا عن ما
يسمى “الاحساس” سواء الاحساس بلمة الأهل
أو بلعبة بين يديه، أو الاحساس بقيمة كل ما يملكه، ولا ندري
إلى أين هم ذاهبون؟
ومن السبب؟ وعلى من نرمي اللوم؟
هل نلوم الأهل لأنهم وفروا كل شيء ظنا
منهم ان ذلك هو التعبير عن الحب أو الحنان؟
أم نلوم الابن ذاته ؟
ما هي اللذة الحقيقة التي فقدها فعلا أبناء اليوم ؟
جيل اليوم فقد القيم و المبادئ هو جيل اتكالي ومستهلك .
نحن نعيش في حلقه مفقودة وهي اللا فهم
بين جيلين
الجيل الحالي، ولد ومن حوله الاحلام المحققة
من والديه
بينما عانى الجيل السالف من ظروف الحياة القاسية ولم
يكن يحلم نهائيا، ولكي يحلم لابد من أن يعمل ويكدح
ويجتهد لكي يوفر البيئة المناسبة لأحلام ابنائه
تأتي بعد ذلك الطفرة الالكترونية التي عمقت
الفجوة بينه وبين جيل لم يكد يعرف ماذا يعني الكتروني.
و غابت التجمعات الاجتماعية التي عادة
تغرس في الأبناء سمات الحياة لدى النشء
كالسبل والمجالس الأهلية ومجالسة كبار
الرجال والأخذ بحديثهم والتعلم من العادات
والتقاليد والأعراف التي رسخها المجتمع .
جيل اليوم عموما بعيد عن الواقع الا ما ندر
وهم طفرات من الأبناء الذين أحسن الآباء
تربيتهم وتهذيبهم مع ملاحظة الانفتاح
والحرية المنضبطة بالأخلاق، وهم قلة قليلة
أما العامل الرئيسي في تكوين الوعي فهو
وسائل الاتصال المتعددة التي يمارس من
خلالها الغزو الفكري والثقافي لتسطيح
وتحطيم الجيل والأجيال القادمة.
وكل ذلك في ظل عجز وقلة إدراك الأهل
الذين أهمل الكثير منهم أبناءهم في سبيل
الركض وراء تأمين الحد الأدنى من
المعيشة .
للأسف الشديد جيل اليوم كثير منه متمرد
على العمل والدراسة وكثير الشكوى ويركض
خلف المظاهر.
فالمراهق اليوم انفصل بسلوكه
و خصوصيته وانزوى إلى عالمه
الافتراضي و كون لنفسة امبراطورية
خاصة لا يكون للأهل دور كبير فيها .
انشغالهم وتركيزهم محصور فقط على الفيس
بوك ، تويتو , واتس اب وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي .