قبب وسراديب ومنحوتات كارستيه على طول 400 متر.. ومياه متدفقة
مغارة عين وزين تنادي عشاق الطبيعة الى عالم السياحة الجوفية
اكتشفت المغارة عام 2003 بالصدفة , واكتمل العمل فيها عام 2006.
مغارة عين وزين مميزة من حيث تكوينها ومساحتها وما تمثله من نافذة على العالم الجوفي....
حيث الحرارة تبقى ثابتة صيفاً وشتاءً على 12 درجة , أما الممرات المخصصة للزوار فيبلغ طولها 185متراً.
وهي غنية بتماثيل كلسية تعجز يد نحات عن صنعها من شموع متدلية نحتتها قطرات الماء على مر السنين، الى ممرات وتشكيلات صخرية تأخذ العين وتظهر عوامل تأثير المياه بوضوح من خلال الأشكال الكاريستية.
استقبلنا صاحب المغارة بنفسه هو وأبناءه ورحبوا بنا , خصوصا وأنهم يرغبون في تعريف السياح بمغارتهم ...
كان الدخول للشخص عشرة آلاف ليرة , وعندما أخبرته أني سوف أقوم بعمل دعاية لمغارته على الانترنت رحب أشد ترحيب وأدخلنا مجانا b:3 , ورافقنا طوال تجوالنا ... وكان التصوير مسموح ghtrreghtrre
أتتركم مع بعض الصور للمغارة
يقول صاحب المغارة أن هذا *** بحر متحجر
حقيقة مغارة رائعة وخيالية لأبعد درجة , وتستحق الزيارة
واحدة من اللوحات الساحرة والمميّزة شرّعت أبوابها لعشاق الجمال الطبيعي الذي يعود الى ملايين السنين لتكوين منحوتة لم تمتد إليها يد البشر ولا مخيلات مدارس الرسم والنحت، وسط منطقة بيئية ـ سياحية بامتياز ظهرت لتضفي إليها مسحة جمالية جديدة على مستوى الشوف ولبنان.
إنها "مغارة عين وزين الطبيعية" التي اكتشفت عام 2003 وتم الإعلان عنها قبل فترة، إثر الانتهاء من عملية تنظيف الرواسب التي استغرقت فترة 3 سنوات تقريباً، والمغارة عبارة عن تجاويف تشبه الى حد بعيد الدهاليز أو الأنفاق شكّلت المياه الجوفية المتدفقة في باطنها عاملاً مؤثراً جداً في تكوين عوالم من القبب والمنحوتات بمحيط ممرات ضيقة متشعبة وتحت منحوتات طبيعية تتندّى بقطرات مياه ملوّنة بموزاييك يتناغم بين التاريخ والتطور، وتركيبات أرضية تكوّنت من سلاسل وصخور تتناوب مع تلك الكلسية منها، الى جانب سلسلة من التركيبات التي يُشبه بعضها تراب الصلصال الرمادي اللون أحياناً والذي يشكل طبقات رقيقة في محيط الصخور.
إن ما يميّز هذه المغارة عن غيرها من المغاور هو سهولة استخدام القنوات المائية الموجودة في داخلها، وهي القنوات المائية الموجودة في داخلها، وهي قنوات من السعة بحيث أن ارتفاع الماء يتجاوز أمتار عدة يتسرب من الأمطار والثلوج المصدر الرئيسي للتغذية، إضافة الى العديد من القنوات والعيون التي تقع في باطن الأرض، حيث ترشح المياه من الجدران والسقف على شكل قطرات تتجمع وتجري داخل مجاري المياه حيث الاستحلابات الصخرية من نوازل وصواعد، والحصى المصقولة باحتكاك المياه والفوهات القديمة، الأمر الذي يجعلها تضاهي بأهميتها ربما مغاور عديدة مهمة، خصوصاً وإنها ترقى الى أزمنة سحيقة في القدم تتنوع فيها التكوينات الكارستية ضمن لوحة عجيبة الجمال.
يبلغ امتداد المغارة 426 متراً، من أصل مساحة أرضية تصل الى 5000 متراً مربعاً، وعلى علو 1040 متراً عن سطح البحر، وتبعد عن العاصمة 54كلم.
على الطريق الرئيسي بين عين وزين وبتلون لوحة ضخمة فوق جدران تغطيها أحجار مميزة تعرفك على المغارة "مغارة عين وزين الطبيعية ترحب بكم" وتدخل من بابها رئيسي هبوطاً بواسطة درج تحيط به قطع أثرية وسلحفاة بحرية منحطة إضافة الى عدد من القطع القديمة التي كانت تستخدم في البيوت الجبلية تحديداً كمثل المحدلة، وعدة الفلاح، والجاروشة إلخ... وتصل بك الدهاليز والطرقات الى عمق 35 متراً تحت سطح الأرض عبر ممرات التي لا يتجاوز عرضها إجمالاً المتر الواحد، وفجوات، أو صالات وسراديب مختلفة العرض والارتفاع، تكوّنت بفعل ضغط المياه وتخزينها، وهي تتدفق بغزارة من ارتفاع وأمكنة عدة بشكل دائم وصولاً الى بحيرة جوفية، إذ أن المغارة كانت قبل 25 ألف سنة مجرى لنهر غزير جداً، ما أوصل اليوم الى أشكال متعددة ومتنوعة مميّزة من صواعد وهوابط ومتدليات صخرية. وهي إحدى المغاور المعروفة حتى الآن في لبنان من ناحية تنوع التكوين الكارستي.
المشاهد المدهشة، أضيف إليها إنارة زادتها جمالاً، فالضوء الأبيض المسلط على الجدران والأرض ينعكس من المياه المتسللة ليشرق نوراً، في وقت تلعب الألوان الأخرى من أزرق وأحمر وأخضر دوراً مكملاً.
ووسط درجات حرارة تبقى ثابتة على 12 درجة صيفاً وشتاء، تبدأ الجولة برفقة المرشد السياحي "صاحب المغارة" أنور الحسنية ونجله راغد لتتوالى المشاهد الجمالية الطبيعية، كل مرحلة من مراحل الجولة تحمل جديداً، إن لجهة المنحوتات الطبيعية التي نقشتها المياه على مدى مئات السنين، أم لجهة ضيق الممرات وارتفاعها وصولاً الى استراحة مكوّنة من 3 مقاعد خصصت لمن يشعر بالتعب من الزوار، وفي مكان قريب اختار صاحب المغارة وضع جرّة مياه تمتلئ من القطرات المتساقطة عليها كل 24 ساعة، المياه باردة، حرارتها من حرارة المغارة ـ 12 درجة ـ تروي ظمأك إذا شعرت بالحاجة، وفي مكان ما في قلب المغارة تجد أن هناك قسماً كبيراً لن تتمكن للأسف من الوصول إليه قبل سنوات عدة.
وفي دردشة مع الحسنية، يقول "كل 500 سنة يزداد طول الشمعة سنتمتراً واحداً... ولكن الوضع المادي لا يسمح بالقيام بأعمال تنظيف كل الرواسب التي تستغرق وقتاً طويلاً كما تحتاج الى أيد عاملة، خصوصاً وأن المرحلة الأولى التي استغرقت 3 سنوات عمل خلالها 15 عاملاً، والكلفة الى الآن طائلة وكبيرة وتزداد عن الـ200 ألف دولار، "هذا جنى عمري لسنوات طوال أمضيتها في الخليج... الإنارة فقط كلفتني 30 ألف دولار إذ أنه لا يمكننا إدخال إنارة تعطي حرارة..." كل هذه الأعمال بمجهود فردي.
إكتشاف المغارة
ولكن كيف تمت عملية اكتشاف المغارة؟
عام 2003 قرر الحسنية بناء مستودعات على أرض له في البلدة لتأجيرها والاستفادة منها، وهو كان يعمل تاجراً في المواد الغذائية وقبيل الانتهاء من البناء استوقفه مشهد صخرة كبيرة غريبة الشكل، فقرر تركها على حالها ليقوم في ما بعد بنحتها وتزيينها، وعندما باشر العمل تبيّن أن هذه الصخرة ما هي إلا مدخل مغارة. طبعاً لم يخبر أحداً عن هذا الكنز وبدأ عملية تنقيب الى أن وصل الى مرحلة متقدمة إذ ذاك أعلم وزارة السياحة واستعان بخمسة عشر عاملاً لإزالة العوائق والأتربة والصخور المنحوتة، وبعد ثلاثة أعوام تحول مدخل الصخرة الى مكان سياحي مرخص، إلا أن حرب تموز الماضي حالت دون الاحتفاء بافتتاح المغارة. وأكد الحسنية أنه في خلال فترة قريبة جداً سيتم افتتاح المغارة دون الاحتفاء بافتتاح المغارة. وأكد الحسنية أنه في خلال فترة قريبة جداً سيتم افتتاح المغارة بشكل رسمي لتشرع أبوابها أمام السياح.
الجولة داخل المغارة تستغرق قرابة نصف ساعة بعد السير نحو 400 متر. أما في الطابق الثاني فوق المغارة فقد أنشأ الحسنية مطعماً من أجل تلبية خدمات السياح الذين يقصدون المغارة، ويتم تحضير الطابق الثالث ليكون صالة كبيرة للأفراح والحفلات، ولكن خطوة خطوة على أمل أن تلتفت وزارة السياحة الى صاحب المشروع لكي يكمل مشواره في البحث والاستكشاف على مزيد من الثروات الطبيعية والجمالية، علماً أن المغارة بدأت باستقبال الزوار من تموز 2006. كما تجدر الإشارة الى أن التكوينات الكلسية المتواجدة في ممراتها وجوانبها تسمح بتسيير رحلات علمية لطلاب المدارس والجامعات بسبب وضوح كل العوالم الجيولوجية فيها، وينطبق على هذا الواقع مبدأ السياحة الجوفية ذلك أن مغارة عين وزين تشكل نافذة على العالم الجوفي.