07-08-2015, 07:43 AM
|
|
|
|
|
اعينوني بقوه؟.
لما رزق موسى النبوة و الرسالة دعى ربه ليشد عضده بأخيه قائلا كلمة من أعظم الكلمات
التي ينبغي أن يقف أمامها القادة و المصلحون
قال
" وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي "
و برغم أن اتباع هارون لموسى كان أمرا بدهيا ومتوقعا إلا أن موسى عليه السلام أراده شريكا و معضدا
و ليس فقط تابعا ومؤيدا
ولما طُلب من ذي القرنين أن يجعل سدا بين القوم و بين أعدائهم
لم يسارع بذلك ، رغم قدرته وهو الذى أوتى من كل شىء سببا ،
يمكنك أن تقول إنه لم يعطهم سمكا ، ولكنه علمهم كيف يصطادونه بأنفسهم
لقد قال لهم و هو المُمَكَّن القوى :
" فأعينونى بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما " ،
ثم هو لم يكتف بذلك، وما زال بهم حتي علمهم صناعة
سبيكة الحديد و النحاس ، و أطلعهم على سر بناء السد المتين ، الذى يصمد ويقوي علي حجز يأجوج و مأجوج ،
و هكذا القائد المتجرد النصوح ،
ليست قضيته أن يظل الأتباع عالقين به ، لا يتحركون إلا بأمره ، و لا يرون في الكون غيره و إنما يعنيه أن تكون
لديهم القدرة على العمل و الحركة و التغيير و البناء.
به أو بدونه..
فإنه فى النهاية ميت ، وإنهم ميتون.
لا بأس من وجود القادة والرموز،
بل لا غنى عن وجودهم ،
لكن لا يصح أبدا أن تتمحور الحياة فقط حولهم
وتختزل في أشخاصهم حتى يتحولوا فى ميادين النفس إلى أوثان كبيرة ، تنتهى إليها الأحداث ، و تدور فى فلكها الوقائع ،
ليكن القادة ،
وليحترموا ، و ليقدروا ، ما داموا على الجادة ،
لكن الأهم أن تكون الأفكار ، و الرؤى، و المناهج ،والمؤسسات معهم و إلى جوارهم ، وبمحاذاتهم
و ليحاكم كل ذلك إلى موقعه من موافقة الحق أو مخالفته ، فى إطار الأصل الجامع ، و المبدأ العام؛
مبدأ : إنك ميت وإنهم ميتون ،
و أن الحق هو الحى الذى لا يموت
.
|
|
|
|
hudk,kd fr,i?>
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:29 PM
|