06-04-2015, 05:44 PM
|
|
|
|
|
عاشقة المرايا
كانت تشعر بعدم الارتياح، وربما القلق أثناء زارت صديقتها المقربة، رغم ما قدمته هذه الأخيرة من ترحاب وود وحسن ضيافة، ورغم ما يجمع بينهما من تلاقي فكري ونفسي يجعلهما تنسيان دائمًا الوقت سويًا.
لم تستطع أن تخفي على صديقتها مشاعرها، فسألتها بدورها: ما بك يا عزيزتي؟.. هل هناك ما يضايقك؟!
أجابتها بحرج: لا يا حبيبتي فأنا سعيدة بوجودي معك جدًا.. ولكنني أتعجب من عدم وجود مرايا في بيتك!
ضحكت الصديقة، وقالت: أهذا ما يضايقك؟.. فاتني هذا الأمر ونسيت عشقك للمرايا.
ردت بخجل: بل قولي إدماني لها.. ولكن كيف تعيشين بدون مرايا؟، وكيف تبدين أنتِ وبناتك في هذه الطلة البهية وأنتن لا ترين أنفسكن؟!
أجابتها مبتسمة: ومن قال لكِ أنه ليس لدينا مرايا.. بالطبع لدينا، ولكنني لا أنثرها في البيت، ولا أضعها بأحجام كبيرة في كل مكان كما يفعل الكثيرون، لأنني أردت أن تهتم بناتي بمظهرهن الخارجي باعتدال، وألا يقعن في فتنة العصر من وجهة نظري وهي "هوس الجمال"، وهو ما يأتي بطبيعة الحال على التركيز على الجوهر، والاهتمام بالتقييم الحقيقي للذات، وتزكية النفس، وإصلاح عيوب التفكير والسلوك.
أطرقت "عاشقة المرايا" وهي تستمتع إلى كلمات صديقتها التي لمست في قلبها وترًا حساسًا، ثم قالت: ربما لن تصدقيني إذا أخبرتك أن المرايا تتحكم في حالتي النفسية، وقد تغيرني في لحظة واحدة من السعادة إلى الكآبة أو العكس، حتى إن زوجي يلقبني بـ" المزاجية"، وهو لا يدري سبب تقلباتي.
قالت الصديقة: أصدقك يا عزيزتي، ففي بداية زواجي كنت أضع مرآة كبيرة في الحمام، فضلًا عن المرايا الضخمة الأخرى في غرفة النوم والطرقة والردهة، ولكن مرآة الحمام هذه بالذات كان لها تأثير سلبي علي.. كانت تفجؤني في أوقات مختلفة.. وأنا مستيقظة للتو، وأنا مرهقة، وأنا أتهيأ للصلاة أو الخروج، فأظل أطالعها طويلًا، وأنا أحمل انطباعًا سيئًا عن نفسي يهز ثقتي بدلا من أن يزيدها.
وأضافت: وعندها قررتُ أن أتحكم في المرآة لا أن تتحكم هي في، فلا تفرض نفسها على حياتي وتفاجئني في كل حين، بل أجعلها مستترة بحيث أذهب إليها في الوقت الذي أريد وأنا أعي ما أفعل، ثم تنتهي علاقتي بها في غضون دقائق بعد أن أتم هندامي وأتزين كما أشاء.
قالت "عاشقة المرايا": ليتني أستطيع أن أفعل مثلك، فمهما قلت لكِ لن تتخيلي حجم إدماني للنظر في المرآة، وشقائي بها.
أجابتها صديقتها الناصحة بحزم: ابدئي فورًا في تقليل عدد المرايا في بيتك تدريجيًا، ومع كل مرآة ضخمة تزيحينها من طريقك ستشعرين بمساحة جديدة في قلبك وعقلك للنظر في مرآة حياتك وعلاقاتك، وستبحثين عن مرايا أخرى من الصديقات الصالحات ترين فيها عيوبك لتصلحيها فالمؤمن مرآة أخيه.
لم يكن سهلًا على عاشقة المرايا أن تقاوم إدمانها القديم، ولكنها أصرت على أن تنعتق من أسر الصورة، وأن تستخف بهذا السؤال الذي كان يلح عليها في اليوم أكثر من مئة مرة، وهو: تُرى كيف أبدو الآن؟.. بدأت وتدرجت وعندما نجحت شعرت بلذة كبيرة وراحة واستقرار نفسي وأسري.. لم تتأثر طلتها وجمالها أبدًا بهذا التغيير، بل على العكس زادتها الثقة جمالًا وجاذبية.
كانت تشعر بعدم الارتياح، وربما القلق أثناء زارت صديقتها المقربة، رغم ما قدمته هذه الأخيرة من ترحاب وود وحسن ضيافة، ورغم ما يجمع بينهما من تلاقي فكري ونفسي يجعلهما تنسيان دائمًا الوقت سويًا.
لم تستطع أن تخفي على صديقتها مشاعرها، فسألتها بدورها: ما بك يا عزيزتي؟.. هل هناك ما يضايقك؟!
أجابتها بحرج: لا يا حبيبتي فأنا سعيدة بوجودي معك جدًا.. ولكنني أتعجب من عدم وجود مرايا في بيتك!
ضحكت الصديقة، وقالت: أهذا ما يضايقك؟.. فاتني هذا الأمر ونسيت عشقك للمرايا.
ردت بخجل: بل قولي إدماني لها.. ولكن كيف تعيشين بدون مرايا؟، وكيف تبدين أنتِ وبناتك في هذه الطلة البهية وأنتن لا ترين أنفسكن؟!
أجابتها مبتسمة: ومن قال لكِ أنه ليس لدينا مرايا.. بالطبع لدينا، ولكنني لا أنثرها في البيت، ولا أضعها بأحجام كبيرة في كل مكان كما يفعل الكثيرون، لأنني أردت أن تهتم بناتي بمظهرهن الخارجي باعتدال، وألا يقعن في فتنة العصر من وجهة نظري وهي "هوس الجمال"، وهو ما يأتي بطبيعة الحال على التركيز على الجوهر، والاهتمام بالتقييم الحقيقي للذات، وتزكية النفس، وإصلاح عيوب التفكير والسلوك.
أطرقت "عاشقة المرايا" وهي تستمتع إلى كلمات صديقتها التي لمست في قلبها وترًا حساسًا، ثم قالت: ربما لن تصدقيني إذا أخبرتك أن المرايا تتحكم في حالتي النفسية، وقد تغيرني في لحظة واحدة من السعادة إلى الكآبة أو العكس، حتى إن زوجي يلقبني بـ" المزاجية"، وهو لا يدري سبب تقلباتي.
قالت الصديقة: أصدقك يا عزيزتي، ففي بداية زواجي كنت أضع مرآة كبيرة في الحمام، فضلًا عن المرايا الضخمة الأخرى في غرفة النوم والطرقة والردهة، ولكن مرآة الحمام هذه بالذات كان لها تأثير سلبي علي.. كانت تفجؤني في أوقات مختلفة.. وأنا مستيقظة للتو، وأنا مرهقة، وأنا أتهيأ للصلاة أو الخروج، فأظل أطالعها طويلًا، وأنا أحمل انطباعًا سيئًا عن نفسي يهز ثقتي بدلا من أن يزيدها.
وأضافت: وعندها قررتُ أن أتحكم في المرآة لا أن تتحكم هي في، فلا تفرض نفسها على حياتي وتفاجئني في كل حين، بل أجعلها مستترة بحيث أذهب إليها في الوقت الذي أريد وأنا أعي ما أفعل، ثم تنتهي علاقتي بها في غضون دقائق بعد أن أتم هندامي وأتزين كما أشاء.
قالت "عاشقة المرايا": ليتني أستطيع أن أفعل مثلك، فمهما قلت لكِ لن تتخيلي حجم إدماني للنظر في المرآة، وشقائي بها.
أجابتها صديقتها الناصحة بحزم: ابدئي فورًا في تقليل عدد المرايا في بيتك تدريجيًا، ومع كل مرآة ضخمة تزيحينها من طريقك ستشعرين بمساحة جديدة في قلبك وعقلك للنظر في مرآة حياتك وعلاقاتك، وستبحثين عن مرايا أخرى من الصديقات الصالحات ترين فيها عيوبك لتصلحيها فالمؤمن مرآة أخيه.
لم يكن سهلًا على عاشقة المرايا أن تقاوم إدمانها القديم، ولكنها أصرت على أن تنعتق من أسر الصورة، وأن تستخف بهذا السؤال الذي كان يلح عليها في اليوم أكثر من مئة مرة، وهو: تُرى كيف أبدو الآن؟.. بدأت وتدرجت وعندما نجحت شعرت بلذة كبيرة وراحة واستقرار نفسي وأسري.. لم تتأثر طلتها وجمالها أبدًا بهذا التغيير، بل على العكس زادتها الثقة جمالًا وجاذبية.
|
uharm hglvhdh
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
المواضيع المتشابهه
|
الموضوع |
كاتب الموضوع |
المنتدى |
مشاركات |
آخر مشاركة |
عاشقة وهــــم...
|
Ciel |
هذيان الروح ▪● |
12 |
06-01-2015 11:55 PM |
الساعة الآن 12:31 PM
|