الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد، فيهدف هذا البحث إلى استنباط أسس تطوير تعليم القراءات القرآنية والتي تقوم عليها عمليات التحديث والتجديد للعناصر التعليمية في علم القراءات، وتشتق منها؛ بقصد تحسين وتيسير العملية التعليمية وتحقيق أهدافها.
وتفيد الدارسة الجامعات والهيئات والمتخصصين في وضع معايير مرجعية، ومؤشرات علمية، مبنية على هذه الأسس؛ لتقويم عمليات تطوير تعليم القراءات، وتحديد العمليات التطويرية المقبولة والمرفوضة، ومدى قوتها وضعفها، مما يحافظ على تحقيق أعلى مستوى ممكن من جودة تعليم القراءات للأفراد والمجتمعات. كما تقدم الدراسة دافعا للباحثين في إبداع وابتكار حلول للمشكلات التعليمية في تعليم القراءات، والاستفادة من العلوم الأخرى.
وقد استخدمت الدراسة المنهج الاستقرائي، والمنهج الاستنباطي، لتحديد هذه الأسس.
وتتكون الدراسة من مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة:
• المقدمة: وتحتوي على تمهيد وأسئلة الدراسة وأهدافها وأهميتها ومنهجها.
• المبحث الأول: بين مراحل تطور تعليم القراءات منذ بدء نزول القرآن الكريم إلى العصر الحالي، وقد قسمت إلى أربعة مراحل: مرحلة الوحي والتنزيل، ومرحلة التأسيس والتأصيل، ومرحلة التدوين والتكميل، مرحلة المراجعة والتطور التقني.
• المبحث الثاني: حدد أهم العوامل المؤثرة في تطوير تعليم القراءات، وهي: مراعاة الحاجات التعليمية المستجدة للمتعلمين واختلاف قدراتهم، والمحافظة على وحدة صف المسلمين، ومنع حدوث خطأ في القراءة، والاستفادة من معطيات ومبتكرات العصر العلمية والتقنية والخدمية.
• المبحث الثالث: وضح أبرز الأسس التطويرية لتعليم القراءات، وهي: أساس تعظيم الوحيين، وأساس التيسير، وأساس الحفظ، وأساس التربية، وأساس البحث العلمي، أساس الثوابت والمتغيرات، أساس المراقبة والمراجعة.
• الخاتمة: واحتوت على النتائج والتوصيات والمقترحات، وأهم النتائج التي توصلت لها:
1- أثبتت الدراسة أن العملية التعليمية في القراءات، تقوم على أسس ضابطة لعمليات التطوير، فتحدد الأفكار التطويرية المقبولة، وتمنع الأفكار المخالفة من التسلل للحقل التعليمي القرآني.
2- بينت الدراسة أن العملية التعليمية في علم القراءات تستجيب للتغير الزماني والمكاني والحاجي والتقني.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.