افتح ياسمسم أبوابك.. هاقد عدنا ..دقق في وجوهنا ..أعرفتنا ؟ نحن أطفالك ..الذين طالت قاماتهم .. وتغيرت ملامحهم ..ونظفت ملابسهم .. ولمعت أحذيتهم .. وتهذبت شعورهم . ومرهم الزمن ..انحنت أحلامهم كثيرا .. ولم يكبروا! افتح ياسمسم أبوابك ! .. نحن الاطفال الذين غنينا تحت المطر بفرح وأرجلنا تخوض مياه الطرقات المتسخة ( طق يامطر طق ..بيتنا جديد .. مرزابنا حديد ) فلم تتسرب إلينا جراثيم .. ولم يصبنا مرض نحن الأطفال الذين تبادلنا مع رفاقنا ( أوتوجرافات ) الذكرى.. وأخبرناهم اننا ( نكتب لهم بالمقلوب كي تدوم المحبة في القلوب ) واننا ( نكتب لهم بالرصاص كي يدوم بيننا الاخلاص) . نحن الاطفال الذين قدسوا الصداقات الحقيقية والعلاقات الحقيقية وعقدوا صداقاتهم خارج الانترنت وخارج وسائل التواصل الاجتماعي نحن الأطفال الذين لم ينهاروا نفسيا من عصا المعلم .. ولم يتأزموا عاطفيا من ظروفهم العائلية .. ولم تتعلق قلوبهم بغير أمهاتنا .. ولم يبكوا خلف المربيات عند السفر …. نحن الأطفال الذين لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة.. ولم نشكو من كثافة المناهج الدراسية ولاحجم الحقائب المدرسية.. ولا كثرة الواجبات المنزلية …. نحن الاطفال الذين تعاطفنا مع هايدي اليتمة وبكينا مع سالي الحزينة .. وبحثنا عن أم بشار بشغف .. وشجعنا كابتن ماجد حتى بحت أصواتنا… نحن الاطفال الذين اجتهدنا في البحث عن ماركو.. وفي حل الكلمات المتقاطعة .. وفي معرفة صاحب الصورة .. وفي الخروج من طريق المتاهة الصحيح … نحن الأطفال الذين لم تغير لنا الخادمات ملابسنا .. ولا أطعمتنا الطعام .. ولا حملت إلى أبواب المدارس حقائبنا .. ولا رافقتنا في الطرقات صباح العيد… نحن الاطفال الذين لم نصافح أبطال ديزني. ولم نتسوق من البيبي شوب و لم نقف في محلات الأطفال العالمية لقياس ملابسنا.. وانتقاء حقائبنا … نحن الاطفال الذين استذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا.. وكنا ننجح بلادروس تقوية. وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح … نحن الاطفال الذين لم نرقص على أغاني السخف .. وكنا نٌقبل المصحف عند فتحه وعند غلقة .. وصمنا مبكرا وصلينا قبل السابعة وتحجبنا قبل البلوغ نحن الاطفال الذين كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان.. ولم نخشى مفاجآت الطريق.. ولم يعترض طريقنا لص ولامجرم ولاخائن وطن … نحن الأطفال الذين كنا نحتفل بأيامنا الوطنية في الاذاعات المدرسية وطوابير الصباح .. بلا توزيعات ..ولا اكسسسوارت .. وبلا مسيرات .. وبلا ايجارات نحن الاطفال الذين كان فطورنا لا يحتوي الكورن فليكس.. ولا الحليب البارد .. ولا قطع التوست الجافة .. ولا زجاجة نوتيلا اللذيذة … نحن الاطفال الذين لم نضع صور عوائلنا وألعابنا وهدايانا ورحلاتنا وسفراتنا وأكلاتنا في الانستقرام .. وكانت تفاصيل يومنا عفوية جدا….. نحن الاطفال الذين صدقنا بوجود ( أم السعف والليف ) و( ****ة القايلة ) و ( سحيلة أم الخلاقين ) وخرافات كثيرة سربتها لنا حكايات الجدات لتربيتنا وتهذيب سلوكنا … نحن الأطفال الذين وقفنا في طابور الصباح بنظام .. وأنشدنا السلام الوطني بحماس .. .. وتابعنا الإذاعة المدرسية نحن الأطفال الذين لم نحفظ هواتف المطاعم.. ولم نطلب وجباتنا من هارديز وكنتاكي وماكدونالدز.. وكنا نتناول ( بسكوت ابو ولد وفش فاش ) أمام التلفاز بشهية .. نحن الأطفال الذين كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل..ونتحدث كثيرا .. ونتسامر كثيرا ..ونضحك كثيرا.. وننظر إلى السماء بفرح ..ونعد النجوم حتى نغفو … نحن الاطفال الذين في نهاية العام الدراسي نحتفظ بكراسات الرسم وأدوات الرسم .. وأقلام الرصاص كي نملأ فراغ الاجازة بهواية الرسم نحن الأطفال الذين كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح ونٌحيي الشرطي بهيبة … ونختبيء تحت عباءات جداتنا للدخول إلى أماكن يٌمنع فيها دخول الأطفال… نحن الأطفال الذين غنوا مع عبدالرحمن العقل ( بلادكم حلوة بس الوطن ماله مثيل ) وتعلمو ان ( النعامة طير كبير له جناح ومايطير )….. نحن الأطفال الذين كبروا مع ( الفيمتو ) ولم ينتقوا نكهاتهم المفضلة من باسكن روبنز وكانوا يصنعون أحمر شفاههم من ( ايس كريم ) التوت والفراولة … نحن الأطفال الذين كان للوالدين في داخلنا هيبة وللمعلم هيبة….وللعشرة هيبة .. و كنا نحترم سابع جار .. ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة .. أتراك تذكرتنا ياسمسم !