04-17-2015, 09:14 PM
|
|
|
|
قبل ان تغرق...؟
في وسط تلك اﻷحداث المتواليــة والفتن الظاهرة التي تمر بنا، نحتاج ﻷن نقف على أرضٍ ثابتة؛ لنفهم عن ربِّنا وحتى نستدفع هذا العذاب الذي حَلَّ بنا ..
فكم حاجتنا إلى الرجـــوع إلى القرآن، وإلى تدبُّره والتعامل مع الواقع من خﻼل آيات القرآن العظيم ..
أوﻻً: ﻻ تَضْعُف وﻻ تحزن ..
قال تعالى {وَﻻَ تَهِنُوا وَﻻَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ اﻷَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]
فإن الله مُعْلي دينه وهو الكبيــر المُتعــال سبحـــانه .. والله نـــاصر دينه ولو كَرِهَ الظالمون ولو كَرِهَ كل عدوٍ لهذا الدين ..
والشرط الذي ينصر الله تعالى عبـــاده به، هو: أن يحققوا معاني اﻹيمان ..
فﻼ ينبغي أن تشغلك الدنيــا .. وﻻ ينبغي أن تُقَدِم أي شيء على دينـــك ..
دينُكَ دينُكَ، لَحْمُكَ دَمُك،،
استمر في طريقك وﻻ تلتفِت ..
{.. وَﻻَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر: 65]
إن أُغْلِقَ بـــابٌ سيُفتَحُ آخر، لكن علينا أن نتسلَّح باليقين،،
ثانيًا: ﻻ يضق صدرك ..
وعليك أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل من بعد عسرٍ يسرين، هذا ظننا في الله تبارك وتعالى .. يقول الله جلَّ وعﻼ {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (*) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ () وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97,99]
فالعﻼج لضيق الصدر، يكمُن في:
أن تتفقد عيبك وتسعى في عﻼج أمراض نفسك وآفــات قلبك ..
العﻼج في التضرع .. في الذكر .. في دوام السجود وكثرة الصﻼة وحُسن الظن بالله؛ حتى يُرفْعَ عنَّا البـــﻼء وتزول هذه الغُمَّة ..
وعليك أن تتفقد نِعَم الله تعالى عليك ..
فإنما تُسلَبُ منا النِعَم بقلة الشُكر وزواله ..
وكُن من اﻷذﻻء، الفقراء .. كُن أكثر النــاس خضوعًا، ﻻ سيما في خِضَم الفتن .. وينبغي علينا إذا ما حَلَت بنا فتنة، أن نهرع إلى الصﻼة كما كان يصنع نبينا ..
يقول الله جلَّ وعﻼ {فَلَوْﻻ إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [اﻷنعام: 43]
وتذكَّر إنها كانت مجرد ثـــﻼث كلمات، غيَّر الله بها الكون كله لما خرجت من قلبٍ مُفْعَم باﻹيمان ..
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجــاب ..
إنها قول نبي الله نوح عليه السﻼم:
أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ..
{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (*) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (*) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (*) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (*) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (*) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (*) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 11,17]
إنه وقت التأوه والشكاية لله، وأقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ســاجد في جوف الليل المُظْلِم ..
فﻼ تستخِف بأعظم سﻼحٍ بين يديك،
والله، ليتغيَّرنَّ الكون إن سمع الله منا دعوة بقلبٍ صــادق، تقيٍ، نقي ..
{.. إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]
معادلة النجـــــــاة .. واجبنـــا حال الفتن
إن واجبنا حــال الفتن .. أن نزداد إيمانًا ونزداد فهمًا وصﻼبةً ويقينًا ..
عليكم أن تراجعوا أنفسكم؛ فإنه ما ينزل بﻼء إﻻ بذنب وما يُرفَع إﻻ بتوبة ..
أو ليست الدنيا قد تخطفت قلبي وقلبك؟
والله، ﻻ ينفعن مثل هذا أبدًا ﻷمةٍ تريد التمكين لدين الله في اﻷرض ..
فقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يُمَكِنَ لهم في اﻷرض، إذا ما هم حققوا معادلة اﻹيمان وعبدوه وحده دون أن يشركوا به شيئًا ..
قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]
وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ السبيل لتحقيق العبودية ..
قال تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56]
وإذا تكالب عليك أعداء الدين، فاعلم إن الله وإن أمهلهم فإنه ﻻ يهملهم ..
قال الله جلَّ وعﻼ {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [النور: 57]
وإذا كنز الناس الذهب والفضة، فاكنز أنت هؤﻻء الكلمات ..
قال رسول الله "يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤﻻء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في اﻷمر والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت عﻼم الغيوب" [السلسلة الصحيحة (3228)]
وعليك بوصية رسول الله حـــال الفتن ..
عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟، قال "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" [رواه الترمذي وصححه اﻷلباني (2406)]
1) امسك عليك لسانــك ..
لمواجهة الفتن ﻻبد أن يتحكَّم اﻹنسان في طاقته الغضبية ويوجهها بشكل صحيح، وليست الحماسات القلبية وﻻ اﻷساليب العنترية وﻻ الصراخ هو الذي سيرد عنَّا ويدفع عنا كيد اﻷعداء ..
بل امسك عليك لسانك ووجه دعواتك لربِّ اﻷرض والسماوات ..
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]
فإن كنت قد خُنت أمانة اﻹيمان التي استودعك الله إياها، وكفرت بنعمته بأن شُغِلت بالنعمة عن المُنْعِم ..
فعليك أن تراجع نفسك وأفعالك ..
هل نحن حققنا معادلة النجاة فنجونـــا؟
هل ملكنا ألسنتنا؟ أم وقعنا في كﻼمٍ بﻼ أعمال؟!!
2) وليسعك بيتك ..
انقطع لله تبارك وتعالى وبُث له شكواك .. وربُّك سبحانه وتعالى يعلم مدى ضعفك وقهرك، وهو لن يُضيعك ..
وهو سبحانه الذي أمرنا أن نهتدي بهدي المصطفى ، وحاولنا وسنظل نحاول إلى الرمق اﻷخير في حياتنا ..
وإن قبضنا على الجمر، وإن كانت لفحات هذا الجمر تحرقنا وتؤلمنا .. لكن ما من سبيل سواه ..
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُثبتنا على الحق حتى نلقاه،،
3) وابكِ على خطيئتك ..
لعل دمعةٌ تنهمر من عين مخلصٍ صادق ترفع إلى الله شكوانا جميعًا، فينزل بنا من رحمات الله ما يرفع تلك النِقَم ..
تحملوا من اﻵن أمانة هذا الدين، وكن صاحب رسالة ..
فالدين ليس مقصورًا على أشخاص أو أماكن أو أي وسيلة من الوسائل ..
وإذا ما أُغْلِقَ بــابٌ، فلن ينتهي أمر الدين ..
فصاحب القضية دائمًا أبدًا يعمل في المتاح له، ويعرف أن من بعد ظﻼم الليل الحالك فجرٌ مُنيـــر ..
هذا دين ربَّ العالمين وهو ناصره، بنا أو بغيرنا ..
لكن الخوف كل الخوف أن نكون أمة اﻻستبدال ..
قال تعالى {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39]
وقال الله عزَّ وجلَّ {.. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]
فﻼبد أن نقف على أرضٍ صلبة، ونتسلَّح بأبجديـــات المعادلة من: علمٍ وعملٍ ودعوة ..
{.. خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ .. } [مريم: 12]
ﻻ تأخذ اﻷمر بتهاون وتكاسُل .. كفانــا غفلة .. كفانــا إنشغاﻻً بحطــام الدنيــا الفاني ..
الوقت وقت جِد، فبـــادِر قبل أن تُغادِر ..
وإﻻ ستغرق السفينة وحينها لن تجد من مُغيث، ولن تجد لك من طريق ..
إنها فتنٌ كقطع الليل المظلم، يعرف اﻹنسان منها ويُنكِر ..
ابدأ بإصﻼح نفسك من الداخل ..
قال تعالى {.. إِنَّ اللّهَ ﻻَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَﻼَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد: 11]
ولن يتحقق التغيير الخارجي إﻻ إذا تحققت أنت بمعادلة اﻹيمان .. وﻻ يحقُّ بحــال أن نؤتى من قِبَلِك ..
يــا أصحـــاب ذنـــوب السر::
اتقـــوا الله ..
يــا من تقول وﻻ تعمل، وتسمع وﻻ تُطبِق::
اتقِ الله ..
يـــا كل من يعلم من نفسه أنه ليس على الطريق .. مجرد مظاهر وأشكال، وهذا غالب حال أهل اﻹلتزام في هذا الزمــان::
اتقوا الله .. وجددوا توبتكم .. وادخلوا في اﻹسﻼم كـــافة ..
وعليك من اﻵن أن تبدأ صفحة جديدة مع الله عزَّ وجلَّ، أساسها: العلم والتطبيق ونشر الخيـــر ..
وربما تكون دعوتك أنت ذات تأثيرٌ عظيــم،،
اللهم إنا نبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك،*
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسريــن،،
rfg hk jyvr>>>? jyvr? rfg
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:36 PM
|