مدخ ــل :.للخَيالِ عِدة مكونات..إذا تمَّـ مَزْجُها .. نتجت أجْمَلُ اللوحات .. و لربما تعدتْ ذلك ..و تم بناءُ أقوى اﻷسلحةِ على اﻹطﻼق .. و من منظوري هاهُنا ..أسردُ ما بينَ يديَّ من موادٍ خام ..ﻷحدثِ خياﻻتي ..أوﻻً :شمعةٌ فوقَ شمعدانٍ .. قدْ جارَ عليها الدهر ..و انحرقت بنارِ الزمان .ثـانياً: ساعةٌ أثرية .. تُشـيرُ عقاربها إلى الثانيةو بضعُ جزيئاتٍ من الساعة .ثـالثـاً :كأسُ ماءٍ لم يعدْ مملوءاً بعدَ اﻵن ..!!رابِـعاً: بِضعُ نقودٍ معدنية .خـامساً :خلفيةٌ مُزِجَتْ بينَ الروعةِ والغموض .سادسـاً: كتابان .. صُنعا منذاتِ الخام الذي صنعتْ منهُ الطاولة ذاتهاالتي تحملُ كل ما تمَّ ذِكرهُ آنفا ..!!..// كُـل ليــلة ..!! \\..كل ليلة .. و في نفسِ الوقتِ مساءً ..أَتربعُ فوقَ مِقْعدي الخشبي .. خَشبٌ متهالك قد جار عليه الزمن ..أتشبت بطاولتي ..أُمسكُ ريشتي .. وأُهَيئها .. فقد حان موعدي مع الخيال..!
تَرْتَعش أناملي ..أَرْتشفُ بعضاً من الماء ..أُمسك ورقتي .. أُمزقها و أُلقي بِها بعيداً ..و أَعودُ لتناولِ ورقةٍ أُخرى .. عَلها تكون المناسبة ﻻحتواءِ آهاتي ..أفراحي و أحزاني .. ذِكرياتي .. أيام عمري ..و بعض أسراري ..!
أَعودُ فأرتبك .. فﻼ فكرة لدي عما سأكتبه اليوم ..أناظر ساعتي العتيقة .. أمسح عنها غبارَ النسيان .. و أتأمُلها طويﻼً ..و أﻻحظُ أنَّ عقاربَها أبتْ الحِراك ..!!أُمسك بكأسِ الماء مرةً أخرى ..و أعود فأَرتشف كمية المياه المعتادة ..و أُقرر البدءَ في تقليب دفاتري .. علها تساعدني فيإيجاد التائه من كلماتـي ..
..// لح ــظة التأمـل ..!! \\..أتوقفُ لوهلة ..و أراقبُ ما حولي من مناظرَ غامضة .. و بِضعُ قطعٍ معدنيةٍ متناثرة ..و سراجُ شمعٍ ينيرُ ذاتَ اﻷفكارِ المتبعثرة ..هاهُنا .. أُطلـقُ العَنانَ لخَيالي .. أَخرجُ من حالتي الهستيرية ..و أبدأُ بنسجِ حروف قصصي الﻼمتناهية ..و أَنغمس في جَﻼبيب خيالي .. و أَخطُ أجمل اﻷلفـاظ ..و أعذبَ الكلمات .. و أروع التعابير ..أستمرُ في كتاباتي ..و أُشاهدُ ساعتي كلَّ فترة و أتيقن بأنني أملك متسعـاًمن الوقت ِﻸكملَ رواياتي..!!..// تفـرق مشاعري .. و اختﻼط أفكـاري \\..أشعرُ بالتعب .. أشعرُ باللهاك .. فقد مرت علي بضع ساعاتكأسُ الماءِ هو مﻼذي ..أرتشف منه مرة أخرى ..و سحقا ..فكأس الماء يأبى النفاذ ..!ينقطعُ حبلُ أفكاري ..و تتوقفُ يدي عن الكتابة ..قد نفذت جميـعُ أفكاري ..و تاهتْ كلماتي ..
ماذا أفعل .. مازال لدي الكثيرُ من الوقتِ حتى الصباح ..فالساعةُ و عقاربها تؤكت بأنها مازال تتشيـرُ إلىالثانية بعد منتصف الليل ..!!أتأملُ جدران حجرتي ..علني أجدُ فيها ما يتم وصفه ..أو أشاهد كلماتي تلتصق على أطرافها ..سحقا.. مرة أخرى ..!!جدراني تائهةٌ أكثرمن كلماتي ..بل مظلمة كأنها جدران كهف ..!أُجري بحثاً سريعاً عن حروفي في ثنايا عقلي ..و أبحثُ ضمن حدودي شرياني .. و أستمرُ في البحث ..فﻼ أجد شيئا ..
..// بدايـةُ .. النهايـة \\..أستسلم ..و أقفُ عاجزاً أمامَ صعوبةِ الموقف .. و جُلما أفكِّـرُ فيه ..هو المتسع الكبير من الوقت حتى الصباح ..أُعيد تشكيلَ جلستي ..و أتشبتُ جيدا بقلمي ..و أجلِبُ ورقة جديدة ..و أستعد ﻹسقاطِ حروفي عليها .. و أهم بالكتابة ..
و فجأة ..يطلُ عليَّ نورٌ خافت ..يخترق نافذتي .. و يحاربُ ظلمةَ غُرفتي ..!يصيبني بعض الفضولِ لمعرفة مصدر الضوء ..فأقوم نحو النافذة المغبرة ﻷشاهدَ من خﻼلها ما يحدث ..
و سحقـاً ..خرجت الشمس من مخبأها ..وأعلنت بزوغَ فجرٍ جديد ..و قدوم صباح يحمل في طياته أحداثا كثيرة ..
أشدُ على قلمي فأكسره..أثورُغضباً .. فلم أنم طيلة الليل .. و أخرج آهاتي المتتابعة ..فقد قامت عقارب الساعة بلدغي ..!و أعود .. فأتذكر..بأن الساعة مجرد آلة تآكلت بمرور الزمن ..و أعزم على البدأ بتنظيم وقتي ..و العمل على ترتيب الفوضى من حولي..كالعادة ...!!.: مـخرج نحـو النهـاية :.كأس ماءِ قد عاندني .. و عقارب ساعة قد سلبتني ..و مـاذا بعد .. هـل أتريثُ قدوم أكفاني ..أم أتجمل بأمل .. قد عانى خطايا حرماني ..أم أحمل بقايا أحزاني .. و أستسلم لكأس المرارة فوق أكتافي ...و مازلت أؤمن بعبارتي ..(( الخيـال .. سﻼح هذا الزمـن .. رُبَّ شخص أحسن استخدامه ))