03-26-2015, 04:49 AM
|
|
|
|
|
الفهم السطحي وأسبابه..؟
*لماذا يكون*الفهم*سطحيا ؟
السطحية في استعمالنا الدارج هي جهد فكري مبذول أقل
من القدر الممكن والمطلوب ،*
ويتعلق باﻷشكال والظواهر ويغفل عن المضامين والمقاصد .
أسباب هذه السطحية لعل منها ما يلي :
- الجﻼفة ؛ كأن يكون المتعامل مع الفكرة أعرابيا مثﻼ ، فهذا يصطكّ بها اصطكاكا ويقبض على يديها بعنف ، كما تعود على الجﻼفة مع الناس واﻷشياء في بيئته القاسية . واﻷعرابية هنا ﻻ تعني المعنى الحقيقي فقط ؛ بل إياه والمعنى المجازي ؛ فكثير ممن يتعاطى اﻵن في الساحة العربية مع اﻷفكار والقضايا هم أعراب الروح وإن كانوا حضَرَ الهيئات !
- الهوى ، والهوى يعمي ويصم كما قيل ؛ فصاحب الهوى في فكرة معينة إن كان يرغب بها تَدَخّل هواه على خط موضعيته فأفسد عليه رأيه ، فحسّن القبيح وقبّح الحسن . وإن خفّت*
سيطرة هواه قليﻼ على عقله فربما رأى في اﻷمر جانب الحسن ولم ير جانب القبح ، والعكس كذلك ، وربما ضخّم القبح وصعْلَك الحسن ، والعكس كذلك .
- الكسل ؛ فالبعض ابتلي بهذه العلة النفسية المقيتة ، وغالبا يكون مجدا ونشيطا في أمور الحياة العملية ؛ كالوظيفة والتجارة والسفر والسياحة .. إلخ ، لكنه نفور من تعميم الجد العملي على القضايا الفكرية ، ﻷنها ﻻ تجلب له كسبا ماديا سريعا أو بهجة عاجلة كما تعود في أموره العملية اﻷخرى ، فهذا إن سلم من فساد الضمير فإنه يكتفي بالكسل فﻼ ينشط لتناول الفكرة بما تستحقه من جد وريْث وموضوعية ، وأما إن كان مُعْوِز الضمير فإنه يكون نشيطا ولكنه نشاط التقحّم والجﻼفة كالمأجورين المتلونين الذين " يتعاطون " الفكر والقضايا بطريقتهم السلطانية أو النفعية وﻻ يملون من إدمان " التعاطي " ! وهؤﻻء نهايتهم النفسية وخيمة .. لو كانوا يعلمون !
- العجلة ، " وقد يكون مع المستعجل الزللُ " كما قال المتنبي . فالعجِل مأخوذ بعجلته فﻼ يكاد يرى من الظواهر إﻻ شيئا منها فكيف بالبواطن ؟؟ وهذا ﻻ تعطيه الحقيقة من نفسها إﻻ بقدر ما أعطاها من عقله وضميره .
- فقدان البيئة المساعدة لﻺبداع . وهذه البيئة إذا توافرت فليست هي المنتج للتفكير الممتاز أو العميق أو اﻹبداعي ، إنها بيئة حاضنة للتفكير السليم فقط ، والباقي من نصيب الذات المفكِّرة . أما البيئة التقليدية فينشأ فيها أنماط عرفية فكرية صلبة جدا تقولب كل أفرادها تلقائيا ، ولذا فالمبدع في هذه البيئات عليه أن ينوء بحملٍ فكري هائل حتى يأتي بالجديد ، ثم عليه أن ينوء بمثله لكي يدافع عن هذا الجديد ، ثم عليه أن ينوء بثالث إن كان يطمح إلى نشر هذا الجديد .
كل هذه العلل النفسية واﻻجتماعية تقود إلى السطحية في التفكير والسطحية في تناول القضايا بالنقاش والتحليل والنقد ، وتقود إلى أنواع من الشكلية والتشويه واللبس والغموض . واﻷمثلة على ذلك متوافرة حولنا في كثير مما يطرح عن : الدين والحرية والديموقراطية والعلمانية والحوار والفن والكتابة والسياسة واﻷمن .
*
hgtil hgs'pd ,Hsfhfi>>? hgtil
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:42 AM
|