03-26-2015, 12:50 AM
|
|
|
|
ثيآب الرياء والزور..؟
قاتَلَ الله الـتَّصَنُّع ما أسْرَع افْتِضَاحه
ما يَلْبَث أن يُهْتَك سِتْره
فكما تُظْهِر فَلَتات اللِّسَان مَخْبُوء الْجَنَان
كذلك يَغْلِب الطّبْعَ التَّطَبُّع
فَيَنْكَشِف رَقيق سِتْرِه
وتَبدُو حَقائق أمْرِه
فَثَوبُ الرياء رَقيق شفّاف يَشِفّ عما تحته !
يقول أبو ذؤيب :
ثَوْبُ*الرِّياء*يَشِـفُّ*عَّمـا*تَحْتَـهُفَإذا*الت َحَفْتَ*بهِ*فإنّـك*عَـارِي
والهُوْنُ*فِي*ظِلِّ*الهْوَيْنَا*كَامِنٌوَجَﻼلَةُ* اﻷخْطارِ*في*اﻷخْطَـارِ
والـتَّصَنُّع بِضاعةٌ جَاهِليّة !
كان الرجل في الجاهلية يَلبس ثوبين إذا كان رأسًا في الناس !*
وكان أهل الـتَّصَنّع _ آنذاك _ يَتَزَيّنون بما ليس فيهم
فَيَتَصَنّع _ أحدهم _ بأكْمَامٍ إضافية ! فيبدو كأنه يَلبس ثوبين حتى يُحْسَب من أهل الشَّرف والسِّيادة !
أفٍّ لتلك اﻷنفس التي رَضيت من الشَّرَف بـ " أطْراف أكْمَام" !
والتي تَصَنّعت بالزُّور لِتُمْدَح بما ليست مِن أهله أو بما لم تنله ولن تنله !
نُفُوس مَريضة تَزَيّنَتْ بما شَانَهَا
إذ ليس السُّمُوّ إلى العَلياء مِن شِأنِهَا !
تَمَسَّكَتْ بأهْدَاب وتَبِعَتْ سَرَاب
فَكَانَتْ كأصَمِّ الكِﻼب ! نَبَح لما رأى الكِﻼب تَتَثَاءب !
وهذا الْمَرَض قد جاء دِيننا بِعﻼجَه ..*
جاء ذَمّ الْمُتَشَبِّع بما لَم يُعْطَ ..
وجاء النهي عن الـتَّشَبُّع بما ليس في اﻹنسان أو أن يكذب بأنّ " لَهُ .. وَعِنْدَه"
وشَبَّـه النبي صلى الله عليه وسلم فاعِل ذلك بـ " ﻻبِس ثَوبي زُور " .
فَهو : مُتَصَنِّع - مُتَبَاهٍ - في نَفْسِه مُتَعَاظِم .
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يَتَعاظَم اﻹنسان في نفسه ، أو يَختال في مِشْيَتِه ، فقال عليه الصﻼة والسﻼم : مَن تَعَظَّمَ في نفسه أو اخْتَال في مِشْيَته لقي الله وهو عليه غضبان . رواه اﻹمام أحمد والبخاري في اﻷدب المفرد وغيرهما .
قال الصنعاني :*أي مَن عَظَّمَ نَفْسَه إما باعتقاد أنه يَستحق مِن التعظيم فوق ما يَستحقه غيره ممن ﻻ يعلم استحقاقه اﻹهانة .
ويُحْتَمل هنا أن تَعَاظَم بمعنى تَعَظّم - مُشَدَّدَة - أي : اعتقد في نفسه أنه عَظيم . اهـ .*
ومَتى تَعاظَم اﻹنسان في نفسه تَرَفَّع على غيره ، وهذه شُعْبَة مِن الْكِبْر .
إذ الْكِبْر يَدور على أمْرَين :
اﻷول : دَفْع الْحَقّ ورَدّه .
والثاني : ازدراء الناس واحتقارهم .
وهَذَان نَاتِجان عن تَعاظُم النفس ..
وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : ما الكِبْر ؟ قال : سَفَه الْحَقّ ، وغَمْص الناس . رواه اﻹمام أحمد والبخاري في اﻷدب المفرد .
وفي حديث ابن مسعود : الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط الناس . رواه مسلم .*
وفي رواية ﻷحمد : الكِبْر مَن سَفِهَ الْحَقّ وازْدَرى الناس . رواه اﻹمام أحمد .
قال النووي : أما بَطَر الحق فهو دَفْعُه وإنكاره تَرَفُّعًا وتَجَبُّرًا .
وقال ابن اﻷثير : " وغمص الناس " أي احْتَقَرَهم ولم يَرَهم شيئا .
وقال السِّنْدي : " سَفَه الحقّ " أي يَرى الحقّ سَفَها وباطِﻼ ، فﻼ يَقْبَله ، ويَتَعَظّم عنه . اهـ.
وقد تَعَوّذ الصَّالِحُون مِن تَعَاظُم ذَواتهم في نُفوسهم*
قال عتبة بن غزوان : أعُوذ بالله أن أكون في نَفْسِي عَظيما ، وعِند الله صَغيرا . رواه مسلم*
فالـتَّعاظُم مِن طَبْعِ إبليس !
قال عليه الصﻼة والسﻼم : ﻻ تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قُلْتَ تَعِس الشيطان تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي صَرَعْتُه ! وإذا قُلْتَ بِسم الله تَصَاغَر حتى يصير مثل الذباب . رواه اﻹمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى .
ويَكفي في قُبِح الـتَّعَاظُم أنه مِن طَبْع إبليس !
وأن إبليس أُخْرِج من الجنة بسبب ما عِنْدَه مِن الكِبْر .
(قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ)
فاللهم إني أعُوذ بالله أن أكون في نَفْسِي عَظيما ، وعِندك صَغيرا .
edNf hgvdhx ,hg.,v>>? hgvphg jogj ,hg.,v?
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:21 AM
|