بسم الله الرحَمن الرحيم السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فانطلقا "
تأملوا هذه الكلمة في سورة الكهف: " فانطلقا "
أما فكرت مرة أن تحظى بهذه المنزلة وهذا الانطلاق؟ ألا تُحرك هذه الكلمة في نفسك شيئا؟ ألا تحثك للبحث عن ذلك العلم الذي تنطلق به! " فانطلقا "
أي أن نية موسى تحققت! إذ كان موسى عازما على البحث عن من هو أعلم منه ليستفيد منه فصدقه الله إذا نويت أن تصحب من يعلمك اصدق في ذلك " فانطلقا "
اعلم أن هذا الانطلاق لم يكن لـ موسى إلا بعد أن قال: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} اعزم في المسألة! " فانطلقا "
كلمة في القرآن تكررت في القصة ثلاثا !! ألا يوحــي لك هذا التكرار بـ سر ؟ " فانطلقا "
قد تنطلق مع شيخك ثم يُحيرك معه أمر ثم تنطلق ثم يُحيرك معه أمر ثم تنطلق فـ احذر أن ينفذ صبرك هنا وتكون تلك انطلاقتك الأخيرة! " فانطلقا "
عزم موسى أمره و شد رحاله و نوى مصاحبة من يُعلمه فوجده بعد عناء وانطلق معه لكن نفذ صبره في آخر المشوار لاتكرر الخطأ نفسه! " فانطلقا "
هل وقفت ذات جمعة عند هذه الكلمة و حلقت فيها بعيدا عن صخب دنياك و ضوضاء مدينتك؟ هل فكرت تفكيرا جادا أن تنطلق مع من يعلمك و يوجهك؟ " فانطلقا "
إنها الكلمة التي كان يتمناها موسى الكلمة التي تحمّل موسى من أجلها وعثاء السفر إنها التعبير القرآني الذي يحمل لنا في حروف همّة نبي! " فانطلقا "
إن القصة كلها تتعلق بـ العلم و بالانطلاق فيه و بأن طريق العلم شاق و بأن الطالب لو وجد شيخا يعلمه فقد ظفر وأنه لابد أن يصبر حتى يصل - قبل الانطلاق كن حسن الاستئذان! نبي الله على علو مكانته استأذن من شخص علِم أنه أعلم منه تأمل هذا اللطف: {هل اتبعك على أن تعلمن مماعلمت رشدا} - لاتنزعج إن طلبت العلم ولم يأتِك قد يرفضوك في دورة لأنك لم تتم حفظ عشرة أجزاء من القرآن أو قد يردوك لأنك لم تحضر معهم من البداية اعزم المسألة - اعتذر الخضر من موسى: {إنك لن تستطيع معي صبرا} فيأتيه الرد المباشر الذي يقطع الطريق عليه: {ستجدني إن شاء الله صابرا} أحسن إجابتك ليقبلك معلمك " فانطلقا "
لكن قبل ذلك اشترط الخضر على موسى شرطا فقبل موسى.. في رحلة طلب العلم اقبل التحدي! - {لاأبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا} إنه عازم على البحث عن هذا العبد حتى لو اضطره الأمر إلى أن يسير حقبا! هل أنت مصمم على الانطلاق؟ " فانطلقا "
قال المفسرون: انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر يااااه يا ترى ما هو شعور موسى! كيف كانت مشاعره بعد أن قبِل الخضر تعليمه؟ - في رحلة العلم ستخطأ سـ تزل سيعاتبك شيخك اقرأ عتاب الخضر لموسى: {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا} اعتذر كما اعتذر نبيك: {لاتؤاخذني بمانسيت} - لما استعجل نبينا موسى علم " الخضر " كان عاقبة ذلك: { هذا فراق بيني و بينك } لا تستعجل! - أمر الله موسى أن يصحب الخضر ليأخذ العلم منه و كان ممكنا أن يلقيه الله عليه كـ قول لكن صحبة الشيخ أبلغ تأثيرا ! " فانطلقا "
كلمة تعطينا دافعا للانطلاق.. تقول لنا: اصحب شيخك و تعلم منه و اصبر و لا تستعجل.. كلمة تجعلنا نفكر : متى سننطلق؟ و كيف؟ و مع من؟ - إننا في بداية الإجازة و فرص الانطلاق أظنها مواتية لكم فليصحب كل منكم شيخه و ليتذكر: "فانطلقا" * * * دمتم بحفظ الرحمن يارب