03-12-2015, 07:53 PM
|
|
|
|
التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
{ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِّﻤَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَ ﻭَﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً} ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻤﻮﺫﺟﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﺘﺬﻳﻪ ﻓﻲ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺃﺧﻼﻗﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻟﻨﺎ ﻫﻮ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻟﻜﻲ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭﺃﺧﻼﻗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻴﺎﻧﻪ ، ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻪ ﻭﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻭﻣﻊ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﻭﻣﻊ ﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﻪ ﻓﻨﻌﻠﻢ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻧﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻟﻤﻮﻻﻩ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﺃﺩّﻯ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻠﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧﻮﻣﻪ ﻭﺃﻛﻠﻪ ﻭﺷﺮﺑﻪ ﻭﺟﻠﻮﺳﻪ ﻭﻭﻗﻮﻓﻪ ﻭﻛﻞ ﺷﺊ ﻋﻨﻪ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻜﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ، ﻭﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻌﻠﻤﻬﺎ ﺛﻢ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﻭﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:*{ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ ﻓِﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ} ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺠﻴﺐ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺑﺪﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺫﻛﺮﺕ ﻟﻨﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺍﻟﺴِّﻴﺮ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﻭﻫﻴﺌﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻟﻜﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺇﻻ ﻭﺫﻛﺮﻭﻩ ﻭﻓﺼَّﻠﻮﻩ ﻭﺃﺳْﻬﺒﻮﺍ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﺳﻬﺎﺑﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﺟﺘﺎﺣﺘﻨﺎ ﻭﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﻠﻬﻮ ﺍﻏﺘﺎﻟﺘﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﻴﺮﺓ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ*{ﻛُﻨَّﺎ ﻧُﻌﻠِّﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺳﻴﺮﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻣﻐﺎﺯﻳﻪ*(ﻳﻌﻨﻲ ﻏﺰﻭﺍﺗﻪ)*ﻛﻤﺎ ﻧُﻌﻠِّﻤﻬﻢ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ}ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﺍﻩ ﻛﻤﺎ ﺫُﻛﺮ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺧﺎﻟﺘﻪ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻴﻤﻮﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﺮﺁﺓ ﻓﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺮﺃﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺧﺎﻟﺘﻲ ﺇﻧِّﻲ ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﺟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻳﻨﻪ؟ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻩ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫُﻴِّﺊ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭﺳﻜﻨﺎﺗﻪ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﺗﻴﺎﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﻧﺒﺬﺓ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻟﻌﻠَّﻨﺎ ﻧﺘﺄﺳَّﻰ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻧﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺑﻪ ﺇﻣﺎﻣﺎً ﻟﻨﺎ ﻓﻨُﺨﻔّﻒ ﻣﻦ ﻏَﻠْﻮﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺻُﻮﺭﺓ ﻟﻸﺩﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻰ ﻗﻠَّﻤﺎ ﻳﺠُﻮﺩ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳُﺤﺪِّﺙ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﻦ ﺷﺪّﺓ ﺣﻴﺎﺀﻩ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ*{ﻛَﺎﻥَ ﺃَﺷَﺪَّ ﺣَﻴَﺎﺀً ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﺬْﺭَﺍﺀِ ﻓِﻲ ﺧِﺪْﺭِﻫَﺎ}{1} ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺗﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺑﺘﺮﺳّﻞ ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻫﺎﺩﺉ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ:*{ﻣَﺎ ﻛﺎﻥَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳَﺴْﺮُﺩُ ﺳَﺮْﺩَﻛُﻢْ ﻫَﺬَﺍ ﻭَﻟَﻜِﻨَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺘَﻜَﻠَّﻢُ ﺑِﻜَﻼَﻡٍ ﻳُﺒَﻴِّﻨُﻪُ ﻓَﺼْﻞٌ ﻳَﺤْﻔَﻈُﻪُ ﻣَﻦْ ﺟَﻠَﺲَ ﺇﻟَﻴْﻪِ}{2} ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻌﺪّﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩّ ﻟﻬﺪﻭﺀﻩ ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻭﺍﺗّﻀﺎﺡ ﻣﺨﺎﺭﺟﻪ ، ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻮﺗﻚ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠّﻢ ﻳﻨﺼﺖ ﺟُﻠﺴﺎﺅﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻜﻠَّﻢ ﺃﺣﺪ ﺟﻠﺴﺎﺋﻪ ﺃﻧﺼﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻗﺪ ﻋﻠّﻢ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻘﺎﻃﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎً ، ﻭﻻ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻣَﻦْ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻓﺘﺼﻴﺮ ﻏﻮﻏﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ، ﻭﺫﺍﻙ ﻣﻊ ﺫﺍﻙ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻔﻀﻲ ﺑﺴﺮّ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﺾ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻩ ﻭﺣﺪَّﺛﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻪ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣُﻌﻠِّﻤﺎً:*{ﺇِﺫَﺍ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺛَﻼَﺛَﺔً ﻓَﻼَ ﻳَﺘَﻨَﺎﺟَﻰ ﺍﺛْﻨَﺎﻥِ ﺩُﻭﻥَ ﺻَﺎﺣِﺒِﻬِﻤَﺎ ﻓَﺈِﻥَّ ﺫَﻟِﻚَ ﻳُﺤْﺰِﻧُﻪُ}{3}* ﻓﻠﻮ ﻛﻨﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻘﻂ ﻭﻻ ﻳُﺴﻤﻌﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﺈﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺛﻘﺔ ﻟﻴُﺴﻤﻌﻮﻧﻪ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ ﻓﻴﺤﺰﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ:*{ﺍﻟْﻤَﺠَﺎﻟِﺲُ ﺑِﺎﻷَﻣَﺎﻧَﺔِ}{4} ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻠﺴﺘﻤﻮﻩ ﻻ ﺗﻜﺸﻔﻮﺍ ﺳﺮّﻩ ﻭﻻ ﺗﺨﺒﺮﻭﺍ ﺑﺸﺄﻧﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﺘﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﺣﺮﺻﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻳﻔﻮﺡ ﻋﻄﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺸﻢ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺢ ، ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﻩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻳُﺸﻢ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻏﻼﻡ ، ﻭﺳﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ، ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻳﺸﻤّﻮﻥ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺸﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻧﻔﺎﺫ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ:{ﻣَﻦْ ﺃَﻛَﻞَ ﺛُﻮﻣﺎً ﺃَﻭْ ﺑَﺼَﻼً ﻓَﻠْﻴَﻌْﺘَﺰِﻟْﻨَﺎ ﻭَﻟْﻴَﻌْﺘَﺰِﻝْ ﻣَﺴْﺠِﺪَﻧَﺎ ﻭَﻟْﻴَﻘْﻌُﺪْ ﻓِﻲ ﺑَﻴْﺘِﻪِ}{5} ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﺃﻱ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ، ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﺴﻞ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺴِّﻮﺍﻙ ﺃﻭ ﺑﻤﻌﺠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ﻭﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﻓﻤﻪ ﺗﺄﺳِّﻴﺎً ﺑﺴﻴّﺪ ﺍﻷﻭﻟﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ:*{ﻣﺠﻠﺲ ﻋﻠﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ، ﻻﺗُﺆﺑَّﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﺕ ﻭﻻ ﺗُﻨْﺘﻬﻚ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ}*ﻳﻌﻨﻰ ﻻﺗﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﺐّ ﻭﺍﻟﺸّﺘﻢ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺨﺎﺩﻋﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺎﺷﺎﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺤﺐ ﻳﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺤﺐ ﻳﺪﻩ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻧﺎﺩﻯ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﻢ ﺑﺄﺣﺐ ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﻭﻳﻜﻨِّﻴﻬﻢ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣُﺮﻡ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻨﻴﻪ ﺑﺄﺑﻲ ﻳﺤﻲ ﺗﺒﺸﻴﺮﺍً ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻳﺮﺯﻗﻪ ﻛﻤﺎ ﺭﺯﻕ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺑﻠﻎ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻐﻼﻣﻪ ﻳﺤﻲ ﺁﺩﺍﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧُﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﺷﺪَّ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻫﺬﺍ
hgjogr fHoghr hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hgjogr hgkfd fHoghr wgn ugdi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:41 PM
|