عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: ((أي عرى الإيمان أوثق؟)) قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله))
و هذا هو شرحه :
سند الحديث باللفظ المذكور :
حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عارم أبو النعمان، حدثنا معتمر بنسليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة، عن ابن عباس قَالَ
تخريج الحديث: رواه أحمد بلفظ آخر من طريق البراء ، وابن أبي شيبة في الإيمان ، والحاكم في المستدرك بلفظ آخر من طريق ابن مسعود، والطبراني في المعجم الكبير ، والبغوي في شرح السنة
درجة الحديث:قال الألباني في السلسلة الصحيحة (998، 1728): "فالحديث بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن على الأقل، والله أعلم".
أوثق عرى الإيمان : الموالاة في الله ، و المعاداة في الله ، و الحب في الله ، و البغض في الله عز وجل الراوي: عبدالله بن عباس و ابن مسعود و البراء بن عازب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
فطريق ابن عباس أخرجها الطبراني في الكبير والبغوي في شرح السنة ، طريق ابن عباس واهية لوجود حنش فيها والحديث صحيح لطرقه لا لذات طريق ابن عباس
و جاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود بنفس معنى حديثنا:
( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان )
غريب الحديث :
أوثق:الأشد و الأحكم .
عرى : بضم العين مفردها العُرْوَةُ : و من معانيها: كلُ ما يؤخذ باليد من حلقة؛ عروة الدلو الإبريق ... أي :ما يُستمسك به وُيعَوَّل عليه و قيل هي الرباط القوي
موضوع الحديث :
الولاء و البراء
شرح الحديث :
أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَق
كما مر معنا في بعض الأحاديث السابقة الأسلوب النبوي في طرح السؤال لتعليم الصحابة رضوان الله عليهم ، سأل الرسول صلى الله عليه و سلم عن أوثق عرى الإيمان
و قد جاء جمع هاتين الكلمتين في قول الله تعالى : { فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
و جا ء في تفسيرها عدة أقوال فقال مجاهد: العروة الإيمان. وقال السُّدِّي: الإسلام. وقال ابن عباس وسعيد بن جُبير والضحّاك: لا إِلۤه إلا الله؛ وهذه عبارات ترجع إلى معنًى واحد.
قَالَ : اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَم
أجاب الصحابي بأدب و رد العلم إلى الله و رسوله ، و أنبه مرة ثانية أنه لا يجوز لنا أن نزيد : "و رسوله" بعد موته صلى الله عليه و سلم و نقول فقط : الله أعلم
قَالَ : المُوَلاَةُ فِي اللهِ وَ المُعَدَاةُ فِي اللهِ وَ الحُبُّ فِي اللهِ و البُغْضُ فِي الله
وصف النبي صلى الله عليه و سلم أوثق عرى الإيمان بأنها :
الموالاة في الله : و هي أن يوالي المسلم و ينصر و و يؤيد من والى الله و دينه و رسله و كتبه و شرعه..
المعاداة في الله : و هي أن يعادي المسلم و يخاصم من عادى الله ..
الحب في الله : أن يحب المسلم ما يحبه الله
و ذكر ابن القيم في كتابه الفوائد أن المحبة أربع : حب الله و الحب في الله و الحب لله و الحب مع الله ، الثلاثة الأولى من الحب المطلوب و الرابعة مذمومة
البغض في الله : و هي أن يبغض المسلم و أن يكره ما لا يحبه الله و يرضاه