هناك فرق بين الحب فى بدايته والحب الناضج الذى يأتى بعد الزواج ، و يعتقد البعض أن الحب يكون فى فترة الخطوبة فقط، وأن الزواج يقضى عليه تماما، ومن الصعب المحافظة على نفس الشعور والأحاسيس فى تلك الفترة مثل غيرها .
و يقول أنور الملكى - خبير التنمية البشرية – أن الاعتقاد بأن الحب ينتهى بعد الزواج خاطئ تماما، وهو ما يسبب المشاكل الرئيسية بعد ذلك فى العلاقة الزوجية.
ويضيف :
وكل طرف يبدأ فى اتهام الآخر، إنه لم يعد يحبه أو يهتم به، ولم يدركوا أنهم قد وصلوا لمرحلة النضج فى الحب، وهذه المرحلة تختلف تماما عن المراحل السابقة . ويشير الملكى أنه فى بداية العلاقة كل طرف يُظهر أفضل ما عنده للآخر، ويقول له أحلى وأجمل الكلمات، ويستشعر معه بمشاعر المحبة والألفة، مما يحدث توافقا تاما بينهم فى فترة الخطوبة، ويبقى السؤال ماذا يحدث بعد الزواج وما الذى يتغير ولماذا؟.
ويتابع :
الذى يحدث هو أن المسئولية تزيد على الطرفين فالزوج يعمل بكل جد واجتهاد حتى يوفر المعيشة الكريمة للأسرة، وهذا ينبع من كونه يحبها، والزوجة تهتم بالبيت والأولاد حتى تؤدى رسالتها وواجبها، لأنها بطبيعة الحال المسئولة الأولى عن البيت، وتعمل ذلك بناء على حبها لزوجها وبيتها، مما يترتب عليه الانشغال وقلة التعبير عن المشاعر والتجدد فى العلاقة .
ويوضح
أنور الملكى أن هذه المواقف تحدث من أجل الحب والاهتمام، ولكنه حب ناضج، لا يطغى عليه كثير من المشاعر والتصرفات، ولذلك يكمن الحل فى تجدد العلاقة باستمرار .
فما المانع أن يخرج الزوج والزوجة يوما فى الأسبوع، وليكن الإجازة الأسبوعية لقضاء وقت مختلف فى مكان جديد، ويعبر فيها الزوج عن مشاعره وأحاسيسه من جديد تجاه زوجته، ويمكن أن يفاجئها فى كل شهر بهدية رومانسية تعبر بها عن مشاعره نحوها، حتى لو كانت بسيطة ولكنها ستكون عظيمة بالنسبة لها، وتعنى لها الكثير، ويمكن أن يشاركها فيما تحب حتى لو كان بعيدا عن اهتماماته .
ويوجه حديثه إلى المرأة أنها يجب أن تتصرف كذلك مع زوجها حتى يسود الحب، ووقتها سوف ينكسر الملل وتتجدد العلاقة ويصبح الحب فى نضوج مستمر