لم يكن الدم الأحمر القاني، المزعج للأنظار، كافيا في إثبات الجريمة،،،! لأنه باختصار، يمكن ان يُزور ويستعار، وينسى الجاني دلائل مصاحبة، كتهتك القميص من فرط الافتراس، وهو ما غفل عنه اخوة يوسف عليه السلام، وحبل الكذب قصير كما يقال،،،!
ولهذاالاية أصل في كشف البراهين المموهة الكاذبة، والحجج المفبركة الساقطة، التي تتكرر في كل زمان، فبرغم غزارة الدم وسطوعه، وتلطخ القميص به، بشكل مرعب، تهتز له النفوس، يفشل الظلمة في إبراز حجة مقنعة، ولذلك يأتون بدليل كذب، ظاهره الصدق، وباطنه المين والقبح، المنتهي الى ان يكون أضحوكة، مدوية في أنحاء العالم،،،!!
افتراس الذئب لجثة بريئة، لابد ان يقترن بقرائن وملابسات، تجسد ذلك، فالدم مغشوش، والقميص سليم ، والكلام مرتبك،،،! إذن هنا مؤامرة وتسويل داخلي، جركم لمثل هذا الصنيع،،،!
ويشبه ذلك من يلتهم أموال الناس، ثم يحمل السواك والمصحف،،،!
او من يقتلهم، ويستبيح دماءهم، ثم يخرج الى العمرة، ويتصور رافعا يديه، ،،!
او من يحرق المساجد ، ثم يظهر متباكيا على احوال الامة،،،!
ومن يفرح الصهاينة بتنصيبه، ويضيق به أهل الاسلام،،،!
الأدلة الكاذبة المموهة هذه الأيام، كالدماء الكاذبة، وكاللحى المستاجرة، والقمصان القصيرة، والأبواق التافهة المضللة،،،!
فبرغم الانفتاح الإعلامي، والطفرة التكنولوجية، فلا يزال الدجالون يجدون لهم موطأ قدم، والكذابون، لهم سوق يترددون عليها، والافاقون يتلونون، ويلبسون لكل حالة لبوسها،،،!
ولكن ما دواعي البراهين الكاذبة، والأدلة الواهية؟؟ اذا كنت سليما من حيث المبدأ :
1/ تمرير الباطل على الحق.
2/ الضحك على الناس والذقون.
3/ شرعنة الزيف والعيب والخيانة.
4/ تقليب الدين حسب الأمزجة والأهواء .
5/ اللعب بورقة الحقيقة والتدين والمظهر الآسر الجميل .
6/ طمس وعي الجماهير والتدليس عليها.
7/ استغفال البسطاء، وتحييد النبهاء على اقل الاحتمالات.
وهذا منهج فرعوني قديم(( ما أريكم الا ما ارى وما أهديكم الا سبيل الرشاد ))!!
كلمات تشع بالحرص الفائق، والشفقة الحانية، يستعملها الظلمة والعتاة من حين الى اخر لمزيد المين والتضليل،،! وكيف الان وقد باتت لديهم وكالات أنباء وفضائيات كالاخطبوط، ممتدة في أنحاء العالم، وتخترق كل الخدود والستر،،،!
بل اضحينا في عالم بلا حدود، ما دامت الدنانير والنقود حاضرة ،،،،!
إذ اصبح العالم كالشئ والسلعة التي تمتلك بقانون المال وسلطته، وتحقيق المنفعة،،،،!
والمقصد أن اكثر وسائل الاعلام المهترئ والغبائي، لا يحكم الحبكة جيدا، ويبقي ثغرات تكشفه مع مرور الأيام، ومع استحلاء لذة الغباء، يكشف على الحال،،،! حتى لو أبدى برهانا، او جاءك بموجعات، او صور مؤلمة،،،! فإنها على الحقيقة لا قيمة لها،،،!
وشبهه صناع المشاريع الوهمية الخدمية، وهي لا تعدو ان تكون فقاعات إعلامية استهلاكية ،(( وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين)) سورة يوسف،،! ما إن تنتهي حتى يلتمس نافذة جديدة،،،، والسلام.