كان رجلا شديد القلق، كثير التوتر، سحائب الهمّ قد غطت وجهه،
رياح الكآبة قد رسمت صوراً بالغة القبح والدمامة على محياه!.
عدم التوفيق يرافقه أينما حَلّ وارتحل، والخسائر المالية خِلٌّ وفيٌّ له!.
صباحه ليل.. وليله نهار أسير لهواه وعون عند شيطانه!
لا عجب فصاحبنا لا يصلي!!
الصلاة تراح بها النفوس المتعبة.. بها تعود أسراب الأرواح المنهكة إلى أعشاشها..
يا لهفة المشتاق، ويا رحمة البائس الكئيب، ويا قبلة اليائس المهموم..
الصلاة شفاء القلوب التي نالت منها متاعب الحياة..
الصلاة دواء لمرضى النفوس والأجساد!.
إذا مرضنا تداوينا بالذكر
ونترك الذكر أحيانا فننتكِسْ
قلوب جائعة لا تشبعها إلا الصلاة!،
ونفوس عطشى لا ترويها إلا الصلاة،
وأرواح حائرة لا يهديها للخير إلا الصلاة..
أرحنا بالصلاة يا داعي الخير لا قطع الله لك صوتا!.
كثير منا يحتاج إلى مراجعة أحواله وإعادة ترتيب سُلم القيم
لديه ومحاولة بناء ذاته من جديد!.
وكيف تحلو الحياة وتستقيم الأحوال بلا صلاة؟
فهل سمعتم بتارك للصلاة سعيد؟!
وهل يجني من الشوك العنب؟
وهل للشخص قيمة وهو لا يصلي ؟
بل هل يؤمَن جانبه؟!
إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا..
وأنت أخي المؤمن المصلي..
هل جربت أن تلزم مصلاك بعد كل فريضة مدة خمس دقائق؟
(ألا يكفي الساعات الطوال التي نقضيها فيما لا يفيد)..
خمس دقائق بعد كل صلاة تناجي فيها ربك وترتقي بروحك
بحديث خافت ذليل إلى العزيز الجبار تدعوه وتستغفره.
حديث الروح للأرواح يسري.. وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به وطار بلا جناح.. وشق أنينه صدر السماء
خمس دقائق تملأ كيانك أنسا بالله، وتضفي على حياتك
أجواء من السكينة والسعادة التي لا مثيل لها..
ستحضر لك الدنيا بأسرها في حلل الربيع و سيبدو الكون بمن فيه في عرس بهيج.
ولو داومنا جميعا على تلك العادة الجميلة لخرجنا بفيض عظيم
من المشاعر المحلقة الدافعة لكل خير والمحفزة لكل فضيلة..
في تلك اللحظات الجميلة سنصغي إلى ما حولنا
ويقينا سنسمع الكثير من الأصوات المسبحة المهللة،
وآيات عظاما لن نستجلي مكنوناتها إلا بالإصغاء التام لهمساتها