بفرح طفولي عارم، احتضنت "ملاك علي الخطيب" ابنة الأربعة عشر ربيعاً واصغر أسيرة في سجون الاحتلال والديها وإخوتها الذين استقبلوها عند حاجز جبارة جنوب غربي طولكرم (شمال الضفة الغربية المحتلة) بعد الافراج عنها من سجن "هشارون" الاسرائيلي إثر 44 يوماً من الاعتقال. وقالت ملاك التي وصلت إلى بيتها في قرية بيتين شرق رام الله ظهر الجمعة في اتصال هاتفي مع "الرياض" إنها تشعر بفرح غامر لعودتها الى بيتها ورؤيتها عائلتها التي اشتاقت لها كثيراً، وكذلك صديقاتها وزميلاتها بالمدرسة وأهالي قريتها الذي استقبلوها في حفل حاشد. واضافت "كثير مبسوطة إني رجعت للبيت لأهلي ولصديقاتي اللي اشتقت لهم كثير كثير". وعبرت ملاك عن امتنانها واعتزازها بالاسيرات اللواتي تركتهن خلفها، نظرا للعناية الكبيرة التي حظيت بها وسطهن، مشيرة الى مشاعر متناقضة شعرت بها الاسيرات من حيث الفرحة بخروجها من السجن واحتضانها أهلها، والحزن لفراقها. ودعت كافة الجهات المعنية ومؤسسات حقوق الانسان للعمل من أجل وضع حد لمعاناة الاسيرات في سجون الاحتلال، وكذلك الاسرى الاطفال الذين تزج سلطات الاحتلال بالمئات منهم في سجونها، دون ادنى اكتراث ولا اعتبار بالقوانين الدولية التي تحمي حقوق الأطفال والقاصرين دون سن الثامنة عشرة. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الطفلة ملاك في 31 كانون الاول/ ديسمبر الماضي في الطريق الالتفافي القريب من قريتها، ووجهت لها تهم حيازة سكين ورشق الحجارة وقطع الطريق، وعقدت لها العديد من جلسات المحاكمة، دون ادنى اعتبار لعمرها ولحقوقها كطفلة، وأصدرت عليها حكما بالسجن لمدة شهرين وغرامة ستة الاف شيكل ( نحو 1600 دولار). وقد اطلق سراحها قبل انتهاء المدة بخمسة عشر يوماً بموجب قانون معمول به في سجون الاحتلال لمن تقل محكومياتهم عن ستة شهور، علما ان قضية اعتقال ملاك اثارت ردود فعل واسعة النطاق على مستوى العالم بما في ذلك الحقوقية الاسرائيلة. يشار إلى ان (213) قاصراً فلسطينياً (أقل من 18 عاماً) معتقلون في سجون الاحتلال، وموزعون على سجون "مجدو" و"هشارون" و"عوفر"، وفقا لمعطيات نادي الاسير الفلسطيني.