02-15-2015, 01:10 AM
|
|
|
|
هل يؤاخذ المرأ بما تحدثه به نفسه
هل يؤاخذ المرأ بما تحدثه به نفسه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيانا يبتلى الإنسان بالتفكير في معصية من المعاصي،ومثل ذلك أمور وسوسه الشيطان والنفس بالسوء،فهل يجازى المرء على ما يدور في نفسه،
ويكتب عليه،سواء كان خيرا أم شراً،روى البخاري في صحيحه،ومسلم،عن ابن عباس رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل،قال،إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة،فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة)
فالوسوسة وحديث النفس شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان،ومن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به أو يتكلم،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم) رواه البخاري ومسلم،
قال ابن رجب رحمه الله،وإن همُّ بالحسنات،فتكتب حسنة كاملة،وإن لم يعملها،كما في حديث ابن عباس وغيره(ومن هم بحسنة فلم يعملها ،فعلم الله أنه قد أشعرها قلبه،وحرص عليها،كتبت له حسنة)رواه أحمد،وصححه الألباني،
قال أبو الدرداء،من أتى فراشه،وهو ينوي أن يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتّى يصبح،كتب له ما نوى،
وروي عن سعيد بن المسيب،قال،من همَّ بصلاة،أو صيام،أو حجٍّ،أو عمرة،فحيل بينه وبين ذلك،بلَّغه الله تعالى ما نوى،
ومتى اقترن بالنية قولٌ أو سعي،تأكدَ الجزاء،والتحق صاحبُه بالعامل،
كما روى عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إنما الدنيا لأربعة نفر)
عبد رزقه الله مالاً وعلماً ،فهو يتقي فيه ربه،ويصل به رحمه، ويعلمُ لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل،
وعبدٍ رزقه الله علماً ،ولم يرزقه مالاً،فهو صادِقُ النية،يقول،لو أن لي مالاً،لعملت بعمل فلان،فهو بنيته،فأجرهما سواء،
وعبد رزقه الله مالاً، ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم،لا يتقي فيه ربه،ولا يصل فيه رحمه،ولا يعلم لله فيه حقاً،فهذا بأخبثِ المنازل،
وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً ،فهو يقول،لو أن لي مالاً،لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزّرهما سواءٌ ) خرَّجه الإمام أحمد والترمذى،وابن ماجه،وصححه الألباني،
ومعني من أجلي،فترك المعصية لله تعالى ، وهذا لا رَيبَ في أنَّه يُكتَبُ له بذلك حسنة،لأن تركه للمعصية بهذا المقصد عمل صالح، فأمَّا إن همَّ بمعصية،ثم ترك عملها خوفاً من المخلوقين،أو مراءاةً لهم،فقد قيل،إنَّه يُعاقَبُ على تركها بهذه النية،لأن تقديم خوفِ المخلوقين على خوف الله محرم،وكذلك قصد الرياء للمخلوقين محرم،
قال الفضيلُ بن عياض،كانوا يقولون،ترك العمل للناس رياء، والعمل لهم شرك،
قال ابنُ المبارك،سألتُ سفيان الثوري،أيؤاخذُ العبد بالهمَّة،فقال،إذا كانت عزماً أوخذ،ورجح هذا القول كثير من الفقهاء،واستدلوا له بنحو قوله،عز وجل(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)وقوله(وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ )وقول النَّبي،صلى الله عليه وسلم( الإثمُ ما حاك في صدرك،وكرهتَ أنْ يطَّلع عليه النَّاسُ )رواه مسلم،وقالوا،ما ساكنه العبد،وعقد قلبه عليه،فهو من كسبه وعمله،فلا يكونُ معفوّاً عنه،ولا يؤاخَذ بمجرد النية مطلقاً،
والخلاصة، أن من هم بالحسنة والخير،وعقد قلبه وعزمه على ذلك،كتب له ما نواه،ولو لم يعمله،
ومن هم بسيئة،ثم تركها لله،كتبت له حسنة كاملة،
ومن هم بسيئة،وتركها لأجل الناس،أو سعى إليها،لكن حال القدر بينه وبينها،كتبت عليه سيئة،
ومن هم بها،ثم انفسخ عزمه،بعد ما نواها،فإن كانت مجرد خاطر بقلبه،لم يؤاخذ به،وإن كانت عملاً من أعمال القلوب،التي لا مدخل للجوارح بها،فإنه يؤاخذ بها،وإن كانت من أعمال الجوارح،فأصر عليها،وصمم نيته على مواقعتها،فأكثر أهل العلم على أنه مؤاخذ بها،
واختار ابن رجب رحمه الله أن المعصية،إنما تكتب بمثلها من غير مضاعفة،فتكون العقوبة على المعصية،
وذكر السيوطي رحمه الله،من عزم على المعصية ولم يفعلها أو لم يتلفظ بها لا يأثم،لقوله صلى الله عليه وسلم،إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به،أن الإنسان إذا عزم على معصية فإن كان قد فعلها ولم يتب منها فهو مؤاخذ بهذا العزم لأنه إصرار.
|
ig dcho` hglvH flh jp]ei fi ktsi hglvx flh jp]ei dcho` ktsi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:59 PM
|