الغفلة عن الغد ! - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



نفحات آيمانية ▪● (يهتم بشؤؤن ديننا الإسلامي الحنيف)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 02-12-2015, 10:40 AM
سراج المحبة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 389
 تاريخ التسجيل : Nov 2014
 فترة الأقامة : 3601 يوم
 أخر زيارة : 05-26-2015 (10:55 PM)
 المشاركات : 20,847 [ + ]
 التقييم : 1814
 معدل التقييم : سراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant futureسراج المحبة has a brilliant future
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي الغفلة عن الغد !




الغفلة عن الغد !
الغفلة الغد



إن شر ما يبتلي به المرء أن يغفل عن غده ، وعمّا ينتظره من مصير لا يدري ما الله - عزّ وجلّ - صانعٌ فيه..!
فالعاقل مَن نظر في العواقب والمآلات ، ولم يُشغل عنها بما زُين له من حب الشهوات ، فأعدّ لغده ما يسره من الباقيات الصالحات ..
والأحمق من انغمس في لذته الحاضرة ، وجعلها منتهي الآمال والغايات ، وغفل عن غده وعمّا ينتظره فيه من سوء المصير ومغبة النهايات .. !
ولقد نعي الله علي أقوام - فقدوا رشدهم ، وذهلوا عن آخرتهم مع سكرة الحياة ولذاتها - فقال جل شأنه: {إِنَّ هَؤُلاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلا} [الإنسان: ٢٧]
والحق ؛ إن حب العاجلة والذهول عن الآخرة جعل الكثير من الناس - إلا من رحم ربي - يلهثون وراء الشهوات ، ويعبّون من الملذات ، بصورة أدت إلي اغتيال القيم ، وخراب الذمم ، وإدمان الفساد .. !
وهذا من صنيع هيمنة الفكر المادي - قديما وحديثا - الذي جعل الكثير من الناس يعبدون اليوم الحاضر ، وينسون ما وراءه ..
ولأمر ما ، جاء اهتمام القرآن بدفع الناس وحثهم علي النظر فيما قدموه لغدهم ، وذلك بين أمرين بتقوي الله -عزّ وجلّ - : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر : ١٨]
وما ينظره الإنسان في غده ، هو ما يقدمه اليوم لنفسه ، فالإنسان هو الذي يصنع مستقبله بيده ، وما المرء إلا حيث يجعل نفسه .. ، وما يزرعه اليوم يحصده في غده ، إن كان خيرا فخير ، وإن كان شرا فشر .. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة : ٨،٧] ، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [الجاثية : ١٥]
بل إن ما يقدمه الإنسان اليوم لغده من خير يباركه الله ، ويعظم له أجرا .. {… وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [ المزمل الآية٢٠]
وفي نهاية رحلة الإنسان من تطوافه في الحياة - سلبا كان أو إيجابا - فلم ولن يجد أمامه إلا ما قدمته يداه {.. يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ :٤٠]
ولذا ، ينبغي للإنسان أن يسأل نفسه - وهو ينظر لمستقبله في غده - : هل سأكون غدا من الأبرار أم - والعياذ بالله - من الفجّار ؟!
وهل سيذكرني التاريخ في موكب المقسطين المصلحين الأخيار ، أم في موكب الظالمين المفسدين الأشرار؟.
وهل سأكون غدا ممن سيأخذ كتابه بيمينه فيقول - وهو فرحان مسرور - : {هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ..} [الحاقة الآية: ١٩] إلي أن يُقال له - وهو في جنة عالية -: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة : ٢٤]
أم ممن سيأخذ كتابه بشماله فيقول - وهو محسور ندمان - : {.. يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ*مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [الحاقة: 27-29]
ومما هو جدير بالذكر هنا ، قصة رمزية فيها من الدروس الجليّة بيد أنها تخفي علي القلوب العميّة ..
قالوا : "كان من عادة مملكة من الممالك ، أن تولّي عليها ملكا لمدة ما ، سنة أو نحوها ، ولكنهم يشترطون علي من يقبل الملك والتنعم به، أن يسيروا به في نهاية المدة إلي صحراء مجدبة لا ماء فيها ولا زرع ثم يجعلونه في هذه الصحراء ، لا يبرحها ، ولا سبيل إلي أن يجيئه طعام أو ماء ، حتي يموت المسكين ميتة تعسة من الجوع والظمأ ..
ومر بهم يوما سائح غريب ، فرآهم في حيرة وهرج ومرج ، فسألهم عن أمرهم فقالوا : لا نجد من يقبل أن يكون ملكا علينا ، فقال الرجل : وهل يرفض الملك عاقل ؟ فقالوا له : أتعرف ماذا نشترط علي من يتولي هذا الملك ؟ ، ماذا تكون عاقبته ؟ فقال : وماذا تشترطون ؟ ، قالوا : نشترط كذا وكذا.
فبهت الرجل ، وسكت قليلا ، وقال : أو ما عندكم غير هذا ؟ قالوا : هو ذلك فقط … فأطرق وفكر ودبر - وكان عاقلا أريبا - ثم رفع رأسه وقال لهم : قد قبلت ..
أقبل الرجل علي مُلكه يدير شأنه بسياسته الحكيمة ، ويقيمه علي سنة العدل ، ففرح الناس، وانتظمت أحوالهم، واتسعت ثروتهم .
ولكنه مع ذلك لم تلهه زينة الملك ، وأبهة السلطان عن مصيره الأسود الذي ينتظره في الصحراء المقفرة ؛ فأخذ يعمل جهده لتعمير هذه الصحراء ، فأوفد إليها المهندسين ليخططوا فيها حدائق وبساتين وقصورا، وأرسل العمال والآلات وكل ماهو ضروري لإنجاز هذه المهمة .. وما أسرع ماتم ذلك ، فشقت الأنهار، وجرت المياه العذبة ، وغرست الأشجار الجميلة .. وقام للملك هناك قصر جميل وقصور أخري لمن يحبون الإقامة هناك، حتي صارت الصحراء بذلك جنة فيحاء .
ومضت الأيام والناس يجهلون ماصنع الملك بالصحراء ، وانتهت المدة ، فأقبلوا عليه وقالوا : قد انتهت مدتك أيها الملك ، فتفضل إذاً إلي مصيرك بالصحراء ، فأجابهم في ثقة واطمئنان : نعم …
وعجب الناس لثباته ، فلم يضطرب ، ولم يزغ بصره من الهلع ، وساروا به نحو الصحراء ، وهم في عجبهم هذا لا يدرون سر اغتباطه وسعادته ، إلي أن بلغوا الصحراء ، فماراعهم إلا البساتين ، والحدائق ، والزروع ،والدور قائمة وسط هذا النعيم البهيج .!
فدُهِش الناس ، وأقبلوا علي الملك يسألونه : ما هذا ؟ فقال لهم : إن من تولي الملك قبلي شغلته لذته العاجلة ،عن أن ينظر في مصيره الذي ينتظره في النهاية ، أما أنا ، فلم تشغلني العاجلة ، عن بشاعة المصير المحتوم ، فدبرت له ما دبرت حتي إذا انتهت المدة انتقلت إلي مقام جميل ، فيه الرفاهة والخير الجزيل .
هنالك فرح به أهل المملكة وقالوا له : أيها الملك العاقل ، أنت الرجل الحكيم الذي لا يصلح أن يتولي أمرنا غيره ، فارجع بنا إلي العرش فإنا بك مستمسكون!..".
وفي ضوء ما انتهت إليه هذه القصة الرمزية من دروس وعبر ، نتساءل :
• أليست هذه القصة تعبّر عن واقع كل إنسان في أنه صائرٌ يوما ما - طال العمر أم قصر - إلي القبر ووحشته ، ثم إلي يوم الحشر وشدته.. ؟!
بلي وربي .. ، فإنه لا يعمل لمثل هذا اليوم ويستعد لغده إلا كل مؤمن عاقل ، ولا يتناسي مثل هذا اليوم ويذهل عن غده إلا كل أحمق غافل .
• هل العمل للغد والإقبال عليه ينافي الإقبال علي اليوم الحاضر ؟
كلا ، بل إن تعمير الغد لا يكون إلا بتعمير اليوم الحاضر بالعمل الصالح ، الذي يحقق للبشرية تقدمها وسعادتها ، ويحفظ للإنسانية حقوقها وكرامتها ، كما فعل الملك العاقل الأريب في القصة المشار إليها .
• كم حاكما - ممّن تولوا الحكم - ، أقام العدل ولم تشغله لذته العاجلة عن بشاعة المصير المحتوم الذي ينتظره ..؟
الإجابة في تاريخنا - للأسف - للقلبِ موجعةٌ وللنفسِ مؤلمةٌ ..
رحم الله أمير المؤمنين ( عمر بن الخطاب ) الذي أقام دولة العدل - التي أتعبت كل من جاء بعده -، فقد جعل - رضي الله عنه - لنفسه شعاعاً من نور ، بدّد به ظلمات الظلم والشهوات ، وسما به عن الانغماس في الحاضر والملذات ، فكان يردد دائما : ماذا تقول لربك غدا ياعمر ؟ !!


hgytgm uk hgy] !




 توقيع : سراج المحبة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الغد, الغفلة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغفلة هي قحط القلوب وجدبها طيف الامل نفحات آيمانية ▪● 10 02-14-2015 01:00 PM
مؤتمر المعرفة الأول في دبي .. استدامة التنمية من أجل تمكين أجيال الغد سراج المحبة مُوجز آلآنبآء ▪● 12 12-08-2014 11:00 AM
الغفلة والنسيان ڤَيوُلـآ نفحات آيمانية ▪● 13 07-17-2014 12:08 PM
سينصهرجليد الصمت‎ مع اشراقة شمس الغد منتهى الذوق زوايا عامه 14 03-29-2014 11:25 PM
أعتذر عن مقال الغد ♪ تْرآتْيِلَ آلروُحَ ♥♥ زوايا عامه 5 01-27-2014 09:07 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:57 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM