02-10-2015, 08:37 PM
|
|
|
|
اسرار الآثار النبوية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته الميامين وبعد:
فإن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كله بركة, وقد حرص عليه الصلاة والسلام على استبقاء أثر شريف في الأمة ليكون بركة مستمرة على تعاقب السنين فقد أمر من يوزع شعره على الصحابة ووزع هو بنفسه بعضها فجزى الله هذا النبي العطوف الحنون كل خير فصلوا وسلموا على الحبيب وأكثروا.
وتفصيل ذلك أن الإمامين البخاري ومسلماً رويا في صحيحيهما أن سيدنا أبا القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حلق شعره في حجة الوداع أمر أبا طلحة الأنصاري بتقسيم شعره الشريف بين الصحابة فصار هذا يأخذ شعرة والآخر شعرتين وهكذا.
وهنا نقاط رئيسية نقف عندها ونحن نقرأ هذه الرواية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أولاً: الحديث صحيح لا غبار عليه ولا لبس فيه, رواه البخاري ومسلم وغيرهما أيضاً.
ثانياً: تقسيم الشعر بين الناس كان بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: الشعر لا يؤكل ولا يزرع بحسب العادة وإنما الوارد في الأثر أن المطلوب من الشخص عادة أن يدفن شعره وأظافره وفضلات لحمه في التراب.
رابعاً: الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي أرشد الصحابة إلى ترك عادات الجاهلية القبيحة, وهو الذي علمهم أن الله هو الذي يعظم التعظيم المطلق, وأن الأنبياء عباد لله, ومع ذلك كله أمر بتوزيع شعره على الصحابة, فحاشا أن يكون فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام من الوثنية.
خامساً: الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يستغفر لأمه وأبيه مع أنهما مؤمنان خشية أن يستغفر الصحابة لآبائهم المشركين الذين ماتوا على الكفر, ومع ذلك لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم في توزيع شعره على الصحابة باباً أو ذريعة أو مقدمة ليشركوا بالله ويعبدوه هو صلى الله عليه وسلم.
سادساً: الرسول عليه الصلاة والسلام هو أعلم الناس بالدين وهو أشد الناس عداءً للشيطان, وبطلب توزيع شعره بين الناس لم يفتح مجالاً للشيطان ليوسوس للناس بعبادته وتأليهه والعياذ بالله.
سابعاً: الحكمة من توزيع شعره عليه الصلاة والسلام بين الصحابة أن يكون هذا الشعر بقية باقية منه بين المسلمين وبركة مستمرة بينهم إلى يوم القيامة.
وها هم الصحابة يحتفظون بشعره الشريف عليه الصلاة والسلام فخالد بن الوليد يضعه في قلنسوته بركة في جهاده, وذاك يضعها في ثيابه, والآخر في قارورة عنده, والرابع يكتحل به عند مرضه, والخامس يبرك بها عياله, والسادس يريها من لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأحمد بن حنبل يوصي بها أن تدفن معه. واستمر المؤمنون من أيام الصحابة إلى يومنا هذا يتبركون بآثاره الشريفة عليه الصلاة والسلام وبشعره خصوصاً مدركين قيمة ومعنى أن يطلب الرسول عليه الصلاة والسلام تقسيم شعره بين الناس وأن يقسم شعره بنفسه بين الناس.
والمسلمون في مصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق وفلسطين واليمن والمغرب وليبيا والجزائر والسودان وتركيا والهند والباكستان وبنغلادش ومكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من بلاد الله تعودوا أن يتبركوا بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مخصوص وعند نزول البلاء ولأجل التداوي ونحو ذلك. وأمة محمد عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على ضلالة والحمد لله على ذلك.
فبعد ذلك كله لا يلتفت إلى محروم من البركة يحرم التبرك بشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره الشريفة بدعوى سد الذرائع, فالمسلمون في كل الدنيا يعبدون الله وحده ويحبون رسوله العطوف صلى الله عليه وسلم ويتشوقون لرؤيته, ويتبركون بشعره الطاهر المبارك طلباً للمنافع التي يخلقها الله وحده إكراماً لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
hsvhv hgNehv hgkf,dm hgkf,dm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:21 PM
|