الصدقه سعة في الصدر
***الصَّدَقةُ سَعةٌ في الصَّدْرِ*
ويدخلُ في عمومِ ما يجلبُ السعادة ويزيلُ الهمَّ والكدر : فعلُ اﻹحسانِ ، من الصدقةِ والبِرُّ وﻹسداءِ الخيرِ للناسِ ، فإنَّ هذا منْ أحسنِ ما يُوسَّعُ بهِ الصَّدْرُ ،**﴿**أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم**﴾*،*﴿**وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ**﴾**.*
وقدْ وصف r البخيلُ والكريمُ برجليْن عليهما جُبَّتانِ ، فﻼ يزالُ الكريمُ يُعطي ويبذلُ ، فتتوسَّعُ عليه الجبَّةُ والدِّرْعُ من الحديدِ حتى يعفُوَ وأثرُه ، وﻻ يزالُ البخيلُ يمسكُ ويمنعُ ، فتتقلَّص عليهِ ، فتخنقهُ حتى تضيق عليهِ روحهُ !**﴿**وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ***﴾**. وقال سبحانه وتعالى :**﴿**وَﻻَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ**﴾**.*
إنَّ غلَّ الروحِ جزءٌ منْ غلِّ اليدِ ، وإنَّ البخﻼء أضيقُ الناسِ صدوراً وأخﻼقاً ؛ ﻷنهم بخلُوا بفضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، ولو عملوا أنَّ ما يعطونه الناس إنما هو جلبٌ للسعادةِ ، لسارعوا إلى هذا الفعلِ الخيِّرِ ،**﴿**إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ**﴾*.
وقال سبحانه وتعالى :**﴿***وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ**﴾*،**﴿**وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ**﴾*
اللهُ أعطاك فابذلْ مِنْ عطيتهِ
فالمالُ عاريةٌ والعمرُ رحَّالُ*
المالُ كالماءِ إنْ تحبسْ سواقِيهُ
يأسنْ يجرِ يعذُبْ منه سلسالُ
يقولُ حاتمُ :*
أما والذي ﻻ يعلمُ الغيب غيرهُ
ويُحيي العظام البيض وهي رميمُ
لقدْ كنتُ أطوي البطن والزادُ يُشتهى*
مخافة يومٍ أنْ يُقال لئيمُ*
إنَّ هذا الكريم يأمرُ امرأته أنْ تستضيف له ضيوفاً ، وأن تنتظر روَّاده ليأكلوا معه ، ويؤانسوهُ ليشرح صدرهُ ، يقولُ :*
إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ
أكوﻻً فإني لستُ آكلُه وحدي
ثمّ يقولُ لها وهو يعلنُ فلسفته الواضحة ، وهي معادلةٌ حسابيةٌ سافرةٌ :*
أريني كريماً مات مِنْ قبلِ حِينهِ
فيرضى فؤادي أو بخيﻼً مخلدَّا
هلْ جمْعُ المالِ يزيدُ في عمرِ صاحبِه ؟ هلْ إنفاقُهُ يُنقصُ من أجلِه ؟ ليس بصحيحٍ .*
**
hgw]ri sum td hgw]v hgspv hgw]ri wuf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|