في أول لقاء لها منذ استشهاده، قالت أنوار الطراونة، زوجة الشهيد معاذ الكساسبة، إنها فخورة بكونها زوجة لشهيد قدم حياته لأجل الوطن.
وأضافت الطراونة، فى لقاء مع قناة “رؤيا” الأردنية: “أنا فى أول يوم قابلته، قلت له أريد من شخص أن يأخذنى إلى الجنة، فقال لى أنا جاهز أن آخذك إليها٬ وقال لى أنا أمشى على مبدأ هو: “ومن يتقِ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
وأشارت الطراونة إلى أنه كان يواظب على تذكيرها بأداء الصلاة٬ حيث كان يتصل بها يوميا على موعد صلاة الفجر ليذكرها بها.
وقالت زوجة الشهيد: “آخر اتصال معه كان في 24 ديسمبر الماضي الساعة الخامسة فجرا فأيقظني إلى الصلاة وقال لي بأننى صليت ركعتين استشهاد، ودعيت بأن لا يكون في رقبتي دم أى مسلم٬ وقال لي صلى الفجر وارجعي إلى النوم وبعد أن تنتهى أنا سأخرج إلى الطيران” .
جدير بالذكر أن صحيفة “إندبندنت” قالت إن أنوار الطراونة، زوجة معاذ الكساسبة، الذى قتله تنظيم الدولة “داعش”، عرفت أن شيئا قد حدث لزوجها الطيار عندما اتصلت بها والدتها تبكى، ولم تصدق أن سبب بكائها شجار جرى بين أخوين لها، كما ادعت، ولم تفهم السبب إلا “عندما فتحت الفيسبوك على هاتفى، وشاهدت عبارة “نم بسلام” تعليقاً على صورته”.
وأوضح الصحيفة أن والد الطيار، صافي الكساسبة، كان يأمل فى أن يصبح ابنه طبيباً، ورغب أن يدرس الطب فى موسكو، ولم يقبل الوالد أبداً باختيار ابنه ليصبح طياراً.
ويقول ابن عم له إن معاذ أراد الانضمام للقوات الجوية، وكان فخوراً بكونه طياراً “وعاش حياته طياراً لطائرة إف-16″.
ويفيد التقرير بأن معاذ تزوج في يوليو الماضى حيث كان شاباً صغيراً على الزواج، كما تقول جدته، وقد رتب الزواج شقيقه الأكبر جواد، الذى كان صديقاً لشقيق أنوار الطراونة، حيث كانا مهندسين فى القاعدة الجوية.
وتبتسم أنوار والدموع فى عينيها، وهى تتذكر أيام الخطوبة، وتقول للصحيفة: “فى الحقيقة لم يكن من المفترض أن أتزوج معاذ، ولكن شقيقه الأكبر، وعندما جاء لرؤيتي، لم أكن فى البيت، وبعدها شاهد فتاة أخرى، حيث كانا مناسبين لبعضهما البعض، ودفعت شقيقاته للزواج بها، ولهذا تم ارتباطى بمعاذ”.
وتلمع عينياها عندما تتحدث عن زواجهما، الذى تم فى يوليو، وثوب الزفاف الأبيض وصور شهر العسل فى إسطنبول، وتقول: “هذه أجمل الذكريات معه”.
ويبين التقرير أنهما تحدثا عن خطط المستقبل، حيث اختارا أسماء لأولادهما، وتقول أنوار: “كان يريد أن ينادى بأبى كرم، وأعطانى الحرية باختيار أى اسم إن كانت بنتاً، واخترت ليا”.
وتصف الطراونة حياتها مع زوجها بأنها من أسعد أيام حياتها، وتقول: “الخمسة أشهر التى قضيتها مع معاذ كانت من أجمل أيام حياتي، وأفضل من الـ 25 عاماً كلها، وهى حياتى كلها”.
وتشير الصحيفة إلى أنهما بعد زواجهما انتقلا إلى شقة فى بلدة قريبة؛ ليكونا إلى جانب العائلة، وكان يعمل خمسة أيام فى الأسبوع فى القاعدة الجوية، وعندما انضم الأردن إلى التحالف الدولى ضد تنظيم الدولة بدأ يقوم بمهام فوق سوريا.