03-19-2023, 02:11 AM
|
|
|
|
ا لا تشتاق إلى دخول هذه الجنة ورؤية هذا النعيم؟
على أبواب الجنة
ما بين الحين والحين يتطلع المؤمن إلى ما يعلي همته ويحفزه على الأعمال الصالحة ويشد أوتار الثبات في قلبه.
ولذلك كانت هذه اللقاءات.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قال تعالى: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)).
واقرؤوا إن شئتم: ((فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)) [السجدة 17] [البخاري ومسلم].
لقد عرفنا الله الجنة.. ترغيباً فيها.. وبين لنا بعضاً من نعيمها وأخفى عنا بعضاً، زيادة في الترغيب والتشويق. لذلك فإن نعيم الجنة مهما وصف، لا تدركه العقول لأن فيها من الخير مالا يخطر على بال ولا يعرفه أحد.
ولكن قبل أن نبدأ لابد لنا من وقفة مع أنفسنا نحن ونسأل أنفسنا بعض الأسئلة.
*هل نحن من المشتاقين إلى دخول الجنة؟
*هل فقط ما نعرفه عن الجنة هو وجود الحور العين والأكل والشرب؟؟ أم أننا نعرف تفاصيل أكثر؟
أخي الحبيب.
إذا كنت تريد أن تتغير وأن تكون الجنة بالفعل هي هدفك الأول فهيا بنا معا في هذه الرحلة المباركة ولكن تأكد أولا من ربط حزام التركيز والإقلاع عن الغفلة والتأكد من حسن الرفقة.
فهذه شروط الإقلاع في رحلتنا.
هيا بنا!
تعال أخي نطرق أبواب الجنة لنسيح بفكرنا في ملكوت الله فيها وما أودع فيها من الأسرار. قال تعالى: (حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها) الزمر73
ولن نمر على هذه الآية مرور الكرام فنحن على شرطنا من ربط حزام التركيز...
تأمل معي أخي الحبيب لماذا قال الله تعالى في هذه الآية: (وفتحت أبوابها) وعندما تكلم عن جهنم قال (فتحت أبوابها؟)
والله إنها للفتة رائعة من الإمام ابن القيم -رحمه الله-، اقرأ أخي الحبيب ما قاله ذلك العالم الرباني: -['وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها' وقال في صفة النار حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها بغير واو إلى أن قال -رحمه الله-: هذا أبلغ في الموضعين فإن الملائكة تسوق أهل النار إليها وأبوابها مغلقة حتى إذا وصلوا إليها فتحت في وجوههم فيفجأهم العذاب بغتة فحين انتهوا إليها فتحت أبوابها بلا مهلة فإن هذا شأن الجزاء المرتب على الشرط أن يكون عقيبه فإنها دار الإهانة والخزي فلم يستأذن لهم في دخولها ويطلب إلى خزنتها أن يمكنوهم من الدخول.
وأما الجنة فإنها دار الله ودار كرامته ومحل خواصه وأوليائه فإذا انتهوا إليها صادفوا أبوابها مغلقة فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم ويستشفعون إليه بأولي العزم من رسله وكلهم يتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم وسيدهم وأفضلهم فيقول أنا لها فيأتي إلى تحت العرش ويخر ساجدا لربه فيدعوه ما شاء الله أن يدعوه ثم يأذن له في رفع رأسه وان يسأله حاجته فيشفع إليه سبحانه في فتح أبوابها فيشفعه ويفتحها تعظيما لخطرها وإظهارا لمنزلة رسوله وكرامته عليه.
ثم قال بعدها... وهذا أبلغ وأعظم في تمام النعمة وحصول الفرح والسرور مما يقدر بخلاف ذلك لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذي يدخله من شاء فجنة الله غالية بين الناس وبينها من العقبات والمفاوز والأخطار مالا تنال إلا به.
انظر إلى مدى التشويق الذي يكون فيه المؤمنون يوم القيامة!
أنا أتخيل شعورهم [جعلني الله وإياك منهم]، فبعد الأهوال والشدائد التي رآها المؤمنون على العاصين يوم القيامة ومن قبلها الفتن والشهوات التي صبروا عليها في الدنيا، يكون شوقهم إلى رؤية ما أعده الله لهم من النعيم قد أصبح كبيرا جدا ولكن كلما زاد الشوق كلما زادت لذة اللقاء فأراد الله تعالى أن يكون شوق المؤمنين في أعلى مستوى له فجعلهم يقفون أمام أبوابها لفترة وأفكارهم تتلاحق في عقولهم وهم يشعرون أنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من رؤية ما وعدهم ربهم في الدنيا فبعد أن يشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ربه يأذن الله له فيفتحها الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة، يزاحم عليها كازدحام الإبل وردت لخمس ظمأ)) [السلسلة الصحيحة للألباني].
يا الله!
هل تتخيل اتساع الباب؟ مسيرة أربعين عاما أي أنك من المستحيل أن ترى آخره... يتزاحم عليها أهلها كما لو أتيت بجمال تم تعطيشها لمدة خمسة أيام ثم أوردتها الماء ترى كيف سيكون حالها كذا أهل الجنة في شوقهم إليها.
وبعد الدخول لن يغلق عليك الباب.... هل تعلم لماذا؟
سيخبرك بذلك ابن القيم -رحمه الله- حيث يقول: "وتأمل قوله سبحانه: (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب) كيف تجد تحته معنى بديعا وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي".
وأيضا فإن في تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم في الجنة حيث شاؤوا ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت.
وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتجون إلى ذلك في الدنيا.
والآن ندعك تختار أي الأبواب تحب أن تدخل منها إلى الجنة..
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما على أحد من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ قال: نعم! وأرجو أن تكون منهم)) [البخاري و مسلم].
هيا اختر الباب الذي تود الدخول منه ويا حبذا لو كنت رفيقا لأبي بكر يوم القيامة.
هل رأيت أخي الحبيب مدى حرص الله -عز وجل- على تهيئة الجنة لعباده الصالحين وتشويقهم إليها حتى قبل الدخول؟
ألم يرق قلبك بعد أيها الحبيب؟
ألا تشتاق إلى دخول هذه الجنة ورؤية هذا النعيم؟
أكاد ألمح تساؤلك الآن
كل هذا في الأبواب؟ فكيف تكون الجنة من الداخل؟
تابع معنا لتعرف.
وإلى حين اللقاء ندعوه سبحانه أن يجمعنا على أبواب الجنة اللهم آمين.
h gh jajhr Ygn ]o,g i`i hg[km ,vcdm i`h hgkudl? hgkudl? jajhr dp,g
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:05 AM
|