02-18-2023, 09:08 PM
|
|
|
|
من الفوائد الحديثية نعيم أهل الجنة
(واللهِ لقَدِ ازْدَدتُم بَعدَنا حُسنًا وجَمالًا)
قرئ علينا ونحن نستمع بإسناد كلٍّ من شيخنا الجليل الشيخ أحمد آل إبراهيم العنقري، حفظه الله، وشيخنا الجليل الدكتور العربي زغلول، حفظه الله، إلى الإمام مسلم رحمه الله، قال:
حدثنا أبو عثمان سعيد بن عبدالجبار البصري، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ في الجَنَّةِ لَسُوقًا، يَأْتُونَها كُلَّ جُمُعَةٍ، فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمالِ فَتَحْثُو في وُجُوهِهِمْ وثِيابِهِمْ، فَيَزْدادُونَ حُسْنًا وجَمالًا، فَيَرْجِعُونَ إلى أهْلِيهِمْ وقَدِ ازْدادُوا حُسْنًا وجَمالًا، فيَقولُ لهمْ أهْلُوهُمْ: واللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا، فيَقولونَ: وأَنْتُمْ، واللَّهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنا حُسْنًا وجَمالًا)).
سبحان الملك!
نسأله من فضله العظيم أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، ونعيمها.
هنا قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: المراد بالسوق؛ أي: مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا، والسوق يذكر ويؤنث، وهو أفصح، والسوق بالجنة من غير بيع ولا شراء، يأخذ كل إنسان ما أحب وما اشتهى منه.
ومعنى: (يأتونها كل جمعة)؛ أي: في مقدار كل جمعة؛ أي: مقدار الأسبوع في الدنيا؛ كما قال ابن باز رحمه الله، وليس هناك حقيقة أسبوع لفقد الشمس والليل والنهار؛ أما قوله صلى الله عليه وسلم: (ريح الشَّمَال) بفتح الشين والميم؛ قال صاحب العين: "هي الشمال والشمأل بإسكان الميم مهموز، والشئملة بهمزة قبل الميم، والشمل بفتح الميم بغير ألف، والشَّمُول بفتح الشين وضم الميم، وهي التي تأتي من خلف القبلة، وخص ريح الجنة بالشمال؛ لأنها ريح المطر عند العرب، كانت تهب من جهة الشام، وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا يرجون السحابة الشامية، وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة – أي: المحركة - لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك وزعفران أرض الجنة، وغيره من نعيمها.
هذه الريح تأتيهم بما يسعدهم من النعيم، فيرجعون لأهليهم، ويقولون: (واللهِ لقَدِ ازْدَدتُم بَعدَنا حُسنًا وجَمالًا).
نعم، هذا الحديث الجليل من الأحاديث التي تتعلق بنعيم أهل الجنة، وما أعد الله لهم من الخير، وهم المؤمنون المتقون - غاية من الطيب، والحسن، وفضل من الله سبحانه، وأنهم - أي: أهل الجنة - يزدادون طيبًا وكمالًا وحسنًا في بقية مقامهم في تلكم الجنة، وأنهم أبدًا في زيادة، وأنهم أبدًا في نعيم.
رحم الله موتانا وموتى المسلمين، وجمعنا معهم في جنة النعيم.
صحيح مسلم، شرح النووي، لسان العرب.
lk hgt,hz] hgp]dedm kudl Hig hg[km hgp]dfdm hg[km hgt,hz] ,u]l
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:41 AM
|