12-10-2022, 04:34 AM
|
|
|
|
قصة زينب بنت اب سول رضي الله عنها
الرئيسية
/
دراسات وأبحاث
/
أعلام
مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين
أعلام
قصة زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم
د.نافع الخياطي 2021-03-25 01٬259 8 دقائق
تُعَدُّ زينب، رضي الله عنها وأرضاها، أكبر بنات النبي، صلى الله عليه وسلم، وُلدت ولرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثلاثون سنة، وذلك قبل البعثة النبوية بمدة عشر سنين، وقد ماتت سنة ثمان من الهجرة النبوية.
وهي أُولى من تزوج من بناته، تزوجت ابن خالتها المكنى بأبي العاص ابن الربيع، وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد.
وقد رزقت زينب، رضي الله عنها، غلاما، أسمته عليّاً، توفي، وقد ناهز الاحتلام، وكان رديف([1]) النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم الفتح، ورزقت ابنة سميت أُمَامَة.
وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مُحِبّاً لها، أسلمت وهاجرت في سبيل الله حين أبى زوجها أبو العاص بن الربيع أن يُسْلِم ([2]).
وظل الزوج على الشرك بالله والكفران، وكانت زينب تملك قلباً حنوناً حتى على زوجها، الذي لا يزال على كفره، فهي تتمنى أن لو هداه الله تعالى إلى الإيمان، وشرح صدره للإسلام، وإن كانت لا تملك من ذلك شيئاً، لأنه بقدرة الله وتوفيقه.
وكان أبو العاص بن الربيع ممن شهد بدراً مع كفار قريش، وَأَسَرَهُ عبد الله بن جُبَيْر الأنصاري، رضي الله عنه، فكان من أسرى بدر.
فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، ماذا حدث لأبي العاص بن الربيع؟
تروي لنا أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها، فتقول:
لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في فداء أبي العاص بقلادة من جَزْعِ ظَفَار([3])– وهي يومئذ بمكة- وكانت خديجة، رضي الله عنها، قد أَدْخَلَتْهَا بها على أبي العاص حين بنى([4]) بها([5]).
تقول عائشة، رضي الله عنها: فلما رآها رسول الله، رَقَّ لها رِقَّةً شديدة، وذكر خديجة، رضي الله عنها، وترحَّم عليها، وقال: “إن رأيتم أن تُطْلِقُوا لها أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عليها الذي لها، فافعلوا”([6]).
فما أَجَلَّ هذا القلب الذي ينبض بالعطف والحنان!.
ولقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخذ على أبي العاص أن يُخْلِيَ سبيل زينب لكي تهاجر إلى المدينة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام.
وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد بعث زيد بن حارثة وَرَجُلاً من الأنصار، فقال لهما: “كُونَا([7]) ببطن يَأْجِج([8]) حتى تَمُرَّ بكما زينب فتصحباها حتى تأتياني بها”([9])، وذلك بعد بدر بشهر.
ولقد وَفَّى أبو العاص بن الربيع، فترك زينب، رضي الله عنها، تخرج مهاجرة إلى الله تعالى، وإلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، بالمدينة المنورة.
فلما فرغت بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من جهازها للهجرة، قدم لها حَمُوهَا([10]) كنانة ابن الربيع أخو زوجها بعيراً فركبته، وأخذ قوسه وكنانته، ثم خرج بها نهاراً يقود بها، وهي في هودج لها، وتحدث بذلك رجالٌ من قريشٍ، فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بِذِي طُوًى([11])، فكان أول من سبق إليها هَبَّارُ بن الأسود([12])، فروَّعها([13]) بالرُّمْح، وهي في هَوْدَجِهَا، وكانت المرأة حاملاً- فيما يزعمون- فلما رِيعَتْ([14]) طرحت ذا بطنها!.
وهنا كانت المفاجأة: أَبْرَكَ([15]) حَمُوهَا كنانة بن الربيع، ونثر كنانته، ثم قال: والله لا يدنو مني رجلٌ إلا وضعت فيه سهما، فَتَكَرْكَرَ([16]) الناس عنه.
وأتى أبو سفيان في جِلَّةٍ من قريش، فقال: أيها الرجل كُفَّ عنا نَبْلَكَ حتى نُكَلِّمَكَ، فَكَفَّ، فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه، فقال: إنك لم تُصب، خَرَجْتَ بالمرأة على رؤوس الناس علانية، وقد عَرَفْتَ مصيبتَنا ونكْبتَنا، وما دخل علينا من محمد.
فَيَظُنُّ الناس إذ خَرَجْتَ بابنته إليه علانية على رؤوس الناس من بين أظهرنا، أن ذلك عن ذُلٍّ أصابنا عن مُصِيبَتِنَا التي كانت، وأن ذلك منا ضعفٌ ووهن.
وَلَعَمْرِي ما لنا بِحَبْسِهَا عن أبيها من حاجة، وما لنا في ذلك من ثُؤْرَة([17])، ولكن ارْجِعْ بالمرأة، حتى إذا هدأت الأصوات، وتحدَّث الناس أَنَّا قد رددناها فسُلَّهَا سِرّاً، وَأَلْحِقْهَا بأبيها. ففعل، فأقامت ليالي، حتى إذا هَدَأَتِ الأصوات خرج بها ليلاً، حتى أَسْلَمَهَا إلى زيد بن حارثة وصاحبه. فَقَدِمَا بها إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم([18]).
وتقصُّ علينا أعلم النساء عائشة، رضي الله عنها، فتقول:
إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما قَدِمَ المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة، فخرجوا في إثرها، فأدركها هَبَّارُ بن الأَسْود، فلم يزل يَطْعَن بَعِيرها بِرُمْحه حتى صرعها، وألقت ما في بطنها، وأهراقت([19]) دماً.
فَاشْتَجَرَ فيها بنو هاشم وبنو أمية، فقال بنو أمية: نحن أحق بها، وكانت تحت ابن عمِّهم أبي العاص، فصارت عند هند بنت عُتْبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هند: هذا بسبب أبيك.
فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لزيد بن حارثة: “ألا تنطلق فتجيئني بزينب؟”.
قال: بلى يا رسول الله، قال: “فخذ خاتمي هذا فأعطها إياه”.
فانطلق زيد، وترك بعيره، فلم يزل يَتَلَطَّفُ حتى لقي راعيا، فقال: لمن ترعى؟ قال: لأبي العاص. قال: فلمن هذه الغنم؟
قال: لزينب بنت محمد، فسار معه شيئاً، ثم قال له، هل لك أن أُعْطِيَكَ شيئا تُعْطِيهَا إياه، ولا تَذْكُرُهُ لأحد؟
قال: نعم، فأعطاه الخاتم.
فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، وأعطاها الخاتم فعرفته، فقالت: من أعطاك هذا؟
قال: رجلٌ. قالت: وأين تركته؟ قال: بمكان كذا وكذا. قال: فَسَكَتَتْ حتى إذا جاء الليل خَرَجَتْ إليه، حتى أتت، فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: “هي أفضل بناتي، أُصيبت فيَّ”([20]).
معناه: أي من أفضل بناتي، لأن الأخبار ثابتة صحيحة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أن فاطمة،رضي الله عنها، هي سيدة نساء هذه الأمة، فالعرب تقول: أفضل تريد من أفضل.
وعندما علم النبي، صلى الله عليه وسلم، بما حدث لابنته الكبرى حزن حزنا شديدا، حتى بعث سَرِيَّةً من الصحب الكرام، وقال لهم: “إن وجدتم فلاناً وفلانا فأحرقوهما بالنار”([21]).
ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين أردنا الخروج: “إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما”([22]).
وفي رواية: “إن وجدتم هَبَّارَ بْنَ الأَسْوَدِ، أو الرجل الذي سبق منه إلى زينب ما سبق فحرِّقُوهما بالنار”([23]).
أما هَبَّارُ بن الأسود، فإن السَّرِيَّةَ التي خرجت لم تُصِبْهُ، ودخل الإسلام، فهاجر، وعاش إلى خلافة معاوية، رضي الله عنه.
ودخل أبو العاص في الإسلام، وَرَدَّ عليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، ابنته زينب بعد سنتيْن بنكاحها الأول، ولم يُحْدِثْ صداقاً([24]).
وفي أول سنة ثمان من الهجرة تصعد روح الابنة الكبرى إلى بارئها بعد معاناة شديدة مع المرض الدائم الذي لازمها من موقف سقوطها في رحلة الهجرة.
فلما ماتت زينب، رضي الله عنها، قال الرسول، صلى الله عليه وسلم، لأم عطية: “اغْسِلْنَهَا وِتْراً ثلاثاً، أو خمساً، وَاجْعَلْنَ في الخامسة كافوراً أو شيئاً من كافور، فإذا غَسَّلْتُنَّهَا فَأَعْلِمَنَّنِي”، قالت: فأعلمناه، فأعطانا حَقْوَهُ([25])، وقال: “أَشْعِرْنَهَا([26]) إِيَّاهُ”([27]).
فسلام على الابنة الكبرى في بنات عشن في بيت النبي، صلى الله عليه وسلم.
وسلامٌ على زينب النبوية في الصحابيات والصالحات
rwm .dkf fkj hf s,g vqd hggi ukih .dkf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:49 PM
|