10-30-2022, 12:23 AM
|
|
|
|
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي اللهم
عن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« لا يتمنين أحدكم الموت لضرر أصابه ،
فإن كان لا بد فاعلا ،
فليقل :
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي »
متفق عليه .
هذا نهي عن تمني الموت للضر الذي ينزل بالعبد ،
من مرض أو فقر أو خوف ، أو وقوع في شدة ومهلكة ،
أو نحوها من الأشياء ، فإن في تمني الموت لذلك مفاسد .
منها :
أنه يؤذن بالتسخط والتضجر من الحالة التي أصيب بها ،
وهو مأمور بالصبر والقيام بوظيفته .
ومعلوم أن تمني الموت ينافي ذلك .
ومنها :
أنه يضعف النفس ، ويحدث الخور والكسل ،
ويوقع في اليأس .
والمطلوب من العبد مقاومة هذه الأمور ،
والسعي في إضعافها وتخفيفها بحسب اقتداره ،
وأن يكون معه من قوة القلب وقوة الطمع
في زوال ما نزل به .
وذلك موجب لأمرين :
- اللطف الإلهي لمن أتى بالأسباب المأمور بها ،
- والسعي النافع الذي يوجبه قوة القلب ورجاؤه .
ومنها :
أن تمني الموت جهل وحمق ، فإنه لا يدري ما يكون بعد الموت ،فربما كان كالمستجير من الضر إلى ما هو أفظع منه ، من عذاب البرزخ وأهواله .
ومنها :
أن الموت يقطع على العبد الأعمال الصالحة
التي هو بصدد فعلها والقيام بها ، وبقية عمر المؤمن لا قيمة له ، فكيف يتمنى انقطاع عمل الذرة منه خير من الدنيا وما عليها .
وأخص من هذا العموم :
قيامه بالصبر على الضر الذي أصابه ، فإن الله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب .
ولهذا قال في آخر الحديث :
« فإن كان لا بد فاعلا فليقل :
اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي »
فيجعل العبد الأمر مفوضا إلى ربه الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح له ،الذي يعلم من مصالح عبده ما لا يعلم العبد ، ويريد له من الخير ما لا يريده ، ويلطف به في بلائه كما يلطف به في نعمائه .
والفرق بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم :
« لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت ، ولكن ليعزم المسألة ; فإن الله لا مكره له »
حديث صحيح
أن المذكور في الحديث الذي فيه التعليق بعلم الله وإرادته ، هو في الأمور المعينة التي لا يدري العبد من عاقبتها ومصلحتها .
وأما المذكور في الحديث الآخر :
فهي الأمور التي يعلم مصلحتها بل ضرورتها وحاجة كل عبد إليها ، وهي مغفرة الله ورحمته ونحوها .
فإن العبد يسألها ويطلبها من ربه طلبا جازما ، لا معلق بالمشيئة وغيرها .
لأنه مأمور ومحتم عليه السعي فيها ، وفي جميع ما يتوسل به إليها .
وهذا كالفرق بين فعل الواجبات والمستحبات الثابت الأمر بها ;
فإن العبد يؤمر بفعلها أمر إيجاب أو استحباب ، وبعض الأمور المعينة التي لا يدري العبد من حقيقتها ومصلحتها ، فإنه يتوقف حتى يتضح له الأمر فيها .
واستثنى كثير من أهل العلم من هذا ، جواز تمني الموت خوفا من الفتنة ،
وجعلوا من هذا قول مريم رضي الله عنها :
{ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } [ مريم : 23 ] .
كما استثنى بعضهم تمني الموت شوقا إلى الله .
وجعلوا منه قول يوسف صلى الله عليه وسلم :
{ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [ يوسف : 101 ] .
وفي هذا نظر ;
فإن يوسف لم يتمن الموت ، وإنما سأل الله الثبات على الإسلام ، حتى يتوفاه مسلما ، كما يسأل العبد ربه حسن الخاتمة . .
hggil Hpdkd lh ;hkj hgpdhm odvh gd lp],] hggil hgpdhm odvh
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
6 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:28 AM
|