فمروا بناس .. فقال الناس : انظروا لهذا الأب الغليظ يركب مرتاحاً .. ويدع ولده يمشي في الشمس ..
سمعهم جحا .. فأوقف ال**** .. ونزل .. وأركب ولده ..
ثم مشيا .. وجحا يشعر بنوع من الزهو ..
فمرا بقوم آخرين .. فقال أحدهم : انظروا إلى هذا الابن العاق .. يركب ويدع أباه يمشي في الشمس ..
سمعهم جحا .. فأوقف ال**** .. ثم ركب مع ولده .. ليتقو كلام الناس وانتقاداتهم ..
فمرا بقوم .. فقالوا : انظروا إلى هذين الغليظين .. لا يرحمون الحيوان ..
فنزل جحا .. وقال : يا ولدي .. انزل ..
فنزل الولد وجعل يمشي بجانب أبيه .. وال**** ليس فوقه أحد ..
فمرا بقوم .. فقالوا : انظروا إلى هذين السفيهين .. يمشيان وال**** فارغ .. وهل خلق ال**** إلا ليُركب ..
فصرخ جحا وجرّ ولده معه .. ودخلا تحت ال**** .. وحملاه ..!!
ولو رأيت جحا وقتها لقلت له : يا حبيب القلب .. افعل ما تشاء .. ولا تبال بكلام الخلق .. فرضا الناس غاية لا تدرك ..
ومن الذي ينجو من الناس سالماً
ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر ..
لـــو تتــأملوا في هذه العبارة وأنتم تــلاحظون حولـــكم انتقادات الناس .. وآراءهم .. وأحاديثهم ..
لــوجدتــوا أن النـــــاس في كلامهم وذمهم لنا يتنوعون ..
فيهم الناصح الصادق الذي لا يتقن فن النصيحة..
وبالتالي يحزنك بأسلوب نصحه أكثر مما يفرحك ..
وفيهم الحاســــد .. الذي يقصد حزنك وهمك ..
وفيهم قليل الخبرة .. الذي يهذي بما لا يدري .. ولو سكت لكان خيراً له ..
وفيهم من طبيعته الانتقاد أصلاً .. فهو ينظر للحياة بنظارة سوداء ..
وقديماً قيل : لو اتحدت الأذواق لبارت السلع ..
من بين جميع أنواع الطغيان..
يتميز الطغيان الذي يُمارس من أجل مصلحة ضحاياه بأنه الأشد قمعاً..
فربما من الأفضل أن تعيش في نظام لأباطرة الفساد
على أن تعيش تحت حكم السلطة المطلقة لمدعي الفضيلة الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم..
فالظلم الذي يمارسه أباطرة الفساد قد يخمد أحياناً..
وقد يصل جشعهم إلى مرحلة الإشباع..
لكن الذين يقمعوننا من أجل مصلحتنا كما يدعون..
سيستمرون في قمعهم إلى ما لا نهاية، لأنهم يفعلون ذلك بضمير مستريح..
النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون!
كلمات ربما تثير نوعا من الاستغراب..
إلا أنها حقيقة يجب إدراكها..
فما من ناجح إلا وتحوم حوله أشباح أعداء النجاح..
الذين يكرهون النجاح ويهاجمون الإبداع..
ويحاولون بسعيهم المريض تثبيط الهمم لكي لا تنتج أبدا !
وفي هذا الإطار نذكر إحدى الكلمات المنيرة للكاتب مصطفى أمين..
إذ يقول: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد..
وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك»
وقديماً قال أحد الحكماء: «إذا تمنيت أن تنجز إنجازا عظيما، تذكر أن كل إنجاز يتطلب قدرا من المجازفة..
وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء»
لأنك تتعلم دروسا... لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل»..
إذن فأعداء النجاح لا يجب أن نلتفت إليهم..
لأنهم أساسا ليسوا كفوئين..
فلا تزيدنا عداوتهم إلا كل تميز ورغبة في البحث عن ما هو أفضل لنصل بطموحنا إلى الثريا..
ثمة أناس يقهرهم سطوع طموحاتك عاليا في سماء الإبداع والنجاح..
لا لشيء إلا لأنك أقل منهم من الناحية المادية..
أو لكونك لا تنتمي إلى أسرة ذات مكانة اجتماعية مرموقة..
فلا يريدون بالأساس أن يكون أحد متميزا عليهم..
وهم في الأصل يحملون طباع التغطرس والنرجسية الخبيثة..
إذ يعادون كل من يتفرد بشيء ليس فيهم..
وفي هذه الحالة التي نتحدث عنها تجدهم لا يستطيعون أن يكونوا أهلا لما تحمله من طموحات..
فيسعون إلى التثبيط من معنوياتك..
ويدفعون بك إلى السقوط فيما لا يحمد عقباه..
قد يتعبك ذلك وتتأخر قليلا..
ولربما تفشل محاولاتك المتكررة لكنك ستصل في اللحظة المناسبة..
استمر حتى ترى طموحاتك النور وتصبح كما تريد أنت..
ولا تترك لليأس منفذا ليتسرب منه إليك بصنيع أعداء الطموحات المتميزة..
لكي لا تتقاعس عن السعي نحو الأفضل..
إياك أن تأمن شر من يحيطون بك..
فمنهم من يتربصون بك ليقتلوا طموحك إلى العلا والرقي..
فليس كل الخلق يحبون أن يروك في مكانة عالية ومنزلة راقية..
واحذر أكثر من عشيرتك الأقربين الذين يجدر أن تكون لك أولوية عندهم في نيل برهم وإحسانهم..
لقوة الصلة بينك وبينهم سواء تعلق الأمر بالرحم أو الصداقة أو غير ذلك..
فواقع الحال قد يكون على نقيض ما ينبغي أن يكون..
وفي هذا أمثلة كثيرة،. خصوصا وأن منسوب الحسد يكون مرتفعا بشكل لافت بين الأقارب والأقران..
وهذا بالذات ما دفع قابيل ليقتل أخاه هابيل..
والأمر نفسه الذي جعل إخوة يوسف يلقونه في غيابة الجب..
لهذا بعض البشر يتصرفون معك بدافع خوفهم من لمعان بريق طموحاتك..
لهذا تتحسس غيرتهم منك من خلال ما تلمس منهم من استخفاف بقدراتك..
والسخرية من طموحاتك التي تسعى لتحقيقها..
لا تسمح لأي أحد منهم أن يمنعك من أن ترغب بحزم في نيل ثمرات ما طمحت إليه