قيل أنّ مركبة الفضاء "الباحث" قد تمكنت من رصد وجودٍ لرجلٍ يبدو طاعناً في السنّ على كوكب المريخ، فقد رصدته الصور الواضحة واقفاً أمام كهف على سطح الكوكب. قرر حازم السفر إلى المريخ، وقبل أن يصعد الى مركبة الفضاء أعّد مع أصدقائه قائمة الأسئلة التي يتلهّف الجميع لسماع أجوبتها من رجل المريخ هذا. تُرى بأيّ لغةٍ يمكن أن يتحدث معه؟ وهل هو موجود فعلاً؟ وإذا وُجد رجلٌ على المريخ فهل يعني ذلك أنّ هناك امرأةً أيضاً؟ ارتدى حازم بدلة الفضاء، وودّع زوجته وأصدقائه وهو حزينٌ لفراقهم، إلّا أنّ متشوّقٌ جداً لمقابلة رجل الفضاء الذي سيجيب عن جميع أسئلة الكون التي تؤرقه! وصلت سفينة حازم إلى المريخ، بدأ بالنزول منها بخطواتٍ مترددة يحدوه الخوف والفضول، قرر اكتشاف محيطه قليلاً، لم يجد في البداية ما يدلّ على وجود أيّ حياة، ولكنّه ظلّ يشعر بوجود شيءٍ يراقبه، ومع ذلك فقد عكف مع فريقه على تركيب محطتهم الفضائية التي تحتوي على جميع أجهزتهم ومكان إقامتهم خلال فترة وجودهم على هذا الكوكب. حين أصبح كلُّ شيءٍ جاهزاً، جهز حازم فريقاً استكشافياً، وأدخلوا إحادثيات الكهف الذي رصدوا فيه الرجل الغريب إلى جهازٍ معهم، وانطلقوا يبحثون عنه، تردد الفريق بالدخول إلى الكهف حين وصلوا إليه، ولكنّ حازم كان متشوقاً لرؤية أهل المريخ فدخل سريعاً، في تلك اللحظة بالذات بدأت الأرض بالاهتزاز بشدة، وبدأت الصخور تتكسر وتنهار على رؤوس رجال الفضاء المستكشفين، فركضوا بعيداً عن الكهف، ولكنّ حازم كان قد دخل إلى الكهف، حاول الرجال التواصل معه بشتى الطرق والوسائل، ولكنّ الاتصال معه كان قد انقطع تماماً. شعر الفريق بالفزع، واستمروا بمحاولاتهم للحفر والتخلّص من الصخور التي تسدّ مدخل الكهف، ولكنّهم لم يستطيعوا فعل الكثير، فبزاتهم الفضائيّة تمنعهم من التحرك بحريّة، ولذلك فقد قرّر الفريق العودة إلى محطّتهم للحصول على المساعدة، فقد أمضوا أكثر من ستّ ساعاتٍ وهم يحاولون التواصل مع حازم. وصل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية، ولكّهم رأو حينها شيئاً لم يتوقعوه، فقد وجدوا أنّ حازم موجودٌ في المحطة الفضائيّة، لكنّه لم يستطع أن يقول إلّا شيئاً واحداً مهما حاولوا التحدّث إليه، كان يردد فقط: "ارحلوا.. لا نريد أن نؤذيكم!!