تعد المملكة العربية السعودية دولة ثرية وغنية بالآثار والتاريخ العريق، حيث لا تخلو منطقة من مناطقها من أثر وتاريخ يُفتخر به، وفي موضوعنا نتعرف إلى أقدم المساجد في العالم، والذي يمثل قيمة معمارية تاريخية لمحافظته على طرازه.
بداية موقع المسجد
يقع مسجد عمر بن الخطاب في دومة الجندل، إحدى محافظات منطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية، بجانب قلعة مارد في حي الدرع التاريخي من الجهة الجنوبية، الذي يتميز بمبانيه الحجرية، الذي تعود منشآته إلى العصر الإسلامي الوسيط، وبأساسات وطبقات أثرية تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، ويحيط المسجد مجموعة بساتين ومسارب الماء، لتؤمّن الحياة لسكان الحي من العيون القريبة، ويعد مسجد عمر بن الخطاب من أهم المساجد التاريخية في المملكة.
تاريخ المسجد
أمر ببناء المسجد الفاروق عمر بن الخطاب، عندما كان مسافراً لبيت المقدس في عام 16 هجرياً، يتبع مسجد عمر بن الخطاب لنمط وتخطيط المساجد الأولى الإسلامية عند بداية الإسلام، مثل مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، في المدينة المنورة. محافظة مسجد عمر على طرازه القديم أعطى أهمية كبيرة للمسجد الشهير.
تصميم المسجد
مسجد مستطيل الشكل، تأخذ مئذنته من القاعدة شكل المربع، يبلغ طول ضلعها ما يقارب 3 أمتار، وتقع في الركن الجنوبي الغربي من المسجد، تضيق المئذنة من الداخل كلما ارتفعت إلى الأعلى، تنتهي المئذنة بقمة شبه هرمية، ويبلغ ارتفاعها 12.7 متر، وتنقسم المئذنة من الداخل إلى أربعة طوابق؛ بُنيت على سقف الممر الذي يصل بالطريق الخارجي، يمكن الدخول للمئذنة عن طريق سقف المسجد، ثم إلى الطابق الأول من المئذنة، تتصل المئذنة بالطوابق العليا بواسطة سلم حجري، ولكن في وقتنا الحاضر فجزء من السلالم قد انهار، مما يجعل الصعود إلى المئذنة مستحيلاً.
يوجد جزء خلفي من المسجد يعتبر خلوة، وتطلق على مكان إقامة الصلاة في الشتاء أيام البرد القارص، وقد استخدم في بناء المئذنة والمسجد "حجر البناء المنحوت" كما هو في مباني قلعة مارد.
وبحسب ما أدلى به المؤرخون، فإن مئذنة مسجد عمر بن الخطاب تعتبر أول مئذنة في الإسلام، أعيد ترميم بناء المسجد، إلا أن المئذنة بقيت محافظة على بنائها وشكلها منذ أن بنيت في عام 16 هجرياً بالعصر الإسلامي الوسيط.
الجدير بالذكر، بحسب ما ذكر في وكالة الأنباء السعودية، أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عملت على تهيئة أجزاء حي الدرع وترميم المسجد، وإزالة المخلفات والأتربة، وأيضاً ترميم المباني الحجرية لواجهات المباني المطلة على الممرات، وتركيب أسقف خشبية من جذوع الأثل، ووضع طبقة عازلة للرطوبة، وأيضاً تركيب أبواب تراثية للمباني.