بيوم من الأيام تقدم رجل عاطل معدم للالتحاق بوظيفة عمل بإحدى لشركات، وكانت الوظيفة الوحيدة التي رآها مدير الشركة مناسبة له هي وظيفة تنظيف المراحيض بالشركة، قبلها الشاب بنفس طيبة راضية، وأخيرا بإمكانه أن يخطو خطوة بعيدا عن الفقر.
سأله مدير الشركة سؤالا واحدا: ” أعطنا الإيميل إليكتروني الخاص بك؟!”
ولكن الشاب لا يملكه، فقال الشاب: “يا سيدي إن كنت لا أملك حاسوبا من الأساس فكيف لي أن أملك إيميل؟!”
المدير: “لا يوجد لدي مكان لشخص مثلك”.
صدم الشاب من حديثه وخرج من الشركة حزينا كسير الخاطر، أكمل طريقه وأثناء سيره رأى فراولة فأعجبته كثيرا، أراد أن يأكلها فاقترب من البائع وأراد شراء البعض، ولكن البائع لم يرد أن يبيع له إلا على الأقل كيلو واحد منها.
نظر الشاب للمال الذي بحوزته وبالكاد وجده يكفي لشراء كيلو واحد من الفراولة الشهية، فقرر شرائه، وبعدما أكل ثلاثة حبات منها فكر في أنه لا يملك المال للعودة.
فقرر الشاب بيع الفراولة، ولم يترك بابا إلا ودق عليه ليبع الفراولة التي بحوزته، وبالفعل تمكن من بيعها كلمة بل وكسب من وراء بيعها المال أيضا، لقد أًبح المال الذي ربحه وجناه من بيع حبات الفراولة ضعف المال الذي اشتراها به.
أيقن الشاب أن كسب المال ليس بالأمر العسير، فقرر بكل يوم سيقوم بيبع الفراولة وكسب رزقه من خلالها، وبالفعل جاء اليوم التالي وضاعف الكمية وتضاعف معه الربح، وبعد كثير من التعب والعمل بجد واجتهاد تمكن الشاب من شراء دراجة هوائية تمكنه من السير بالشوارع وبيع الفراولة الخاصة به.
وبعد عدة سنوات من المداومة على العمل الجاد أصبح الشاب نفسه يمتلك أكثر من سيارة شحن عملاقة تعمل على توزيع الفاكهة والخضر، وبعدها أصبح يملك أكبر مخازن الفواكه والخضروات بالبلاد.
وبيوم من الأيام أراد ذلك الشاب وقد أصبح علامة لرجال الأعمال التأمين على ممتلكاته، فذهب لشركة تأمين وسأله الموظف: “أعطنا الإيميل الخاص بك يا سيدي”.
فأخبره الشاب قائلا: “لا أملك إيميل”.
فتعجب الموظف وسأله: “شخص بمكانتك ولا تملك إيميل؟!”
فأجابه الشاب قائلا: “أتعلم لو كنت أملك إيميل لكنت الآن لا أزال موظف نظافة لمراحيض إحدى الشركات الكبرى”!