الحب والانسجام هما أساس نجاح العلاقات الزوجية، وعندما تفتقر العلاقة الزوجية لهما؛ فسوف ينعكس هذا سلباً على حياة جميع أفراد الأسرة، وليس فقط على الزوجين، كما يسفر عدم التوافق إلى فشل العلاقة الزوجية وانهيارها. و من علامات عدم التوافق والانسجام بين الزوجين انعدام التواصل الفعَّال بينهما وغياب الحوار البنَّاء، وانعدام الحوار الزوجي يدل على صعوبة التفاهم.
يقول الدكتور مدحت عبد الهادي خبير العلاقات الزوجية لـ«سيدتي»: عندما يغيب الحوار والتواصل الفعَّال والبنَّاء بين الزوجين، وعندما يفقد الأزواج القدرة على مناقشة شؤونهم بمرونة، وعندما لا يستطيع الأزواج إيجاد سبيل لحل المشكلات والثغرات بينهم؛ فسوف تبدأ علامات عدم التوافق بينهم بالظهور، حيث تصبح العلاقة الزوجية مليئة بالمشاحنات والمشكلات التي قد تؤدي لاستحالة إكمال الزواج، أو لمشكلات تظهر على كل أفراد هذه الأسرة.
- انعدام التواصل بين الزوجين:
ويتمثَّل في عدم الوصول لطريقة إيجابية لحل مشكلاتهما، أو عدم مرونة أحد الطرفين أو كليهما للوصول لحل مشكلاتهما؛ ما ينعكس سلباً على حياتهما، ويسبب حدوث مشاحنات ومشكلات وانقطاع حسي وجسدي؛ ما يؤثِّر في علاقتهما ببعضهما بعضاً وبأطفالهما.
- عدم وجود أهداف مشتركة:
بمعنى أن يكون لكل من الزوجين أهدافه الخاصة في الحياة التي قد لا تتفق مع الطرف الآخر، وربما تتناقض معه، وهذا يؤدي لعدم الانسجام؛ فتنشأ بينهما مشاحنات على أشياء لا تستحق، وتتحول لمشكلات كبيرة يصعب حلُّها بسبب اختلاف في وجهات نظرهما.
- فقدان الاحترام والتسامح بين الزوجين:
إن غياب الاحترام المتبادل بين الزوجين، أو تسلُّط أحد الطرفين على الآخر، أو فقدان التسامح على المشكلات البسيطة بينهما؛ هذا ما ينعكس سلباً على حياتهما، فتصبح مليئة بالمشكلات التي تفشل كل السبل في حلِّها.
- التسلُّط وتقييد الحرية:
يعود تسلُّط أحد الزوجين على الآخر -غالباً- إلى البيئة التي نشأ فيها هذا الطرف وطبيعته الشخصية، فإذا قام أحد الأزواج بفرض رأيه على الطرف الآخر وقيَّد حريته دون الوصول لطريقة منطقية لإقناع الطرف الآخر؛ فسوف يعود هذا عليهما بالعديد من المشكلات التي يصعب حلُّها.
- الاختلاف على تربية الأطفال:
أيضاً تعتبر هذه المسألة من مظاهر أو علامات عدم التوافق بين الزوجين؛ حيث نجد كلاً منهما يرغب في تربية الأطفال وَفْقَ معاييره الخاصة وقناعاته، ما يسفر عن خلل في العملية التربوية تعود بآثار سلبية على الأطفال.
- عدم الرضا الزوجي:
بسبب عدم التوافق بين الزوجين تصبح بينهما فجوة عاطفية تجعل كلاً منهما ينفر من الآخر، فتصبح العلاقة بينهما علاقة أكثر روتينية وأقل عاطفية، وربما تتوقف نهائياً بعد فترة من الزواج. * أسباب عدم التوافق بين الزوجين
لا تخلو أي علاقة زوجية من الخلافات والمشكلات، حتى لو كانت بسيطة، لكن يصبح الموضوع خطيراً عندما تصبح الخلافات جوهرية، أو في حال لم يتقبل أحد الطرفين الآخر، أو لم يجد الزوجان طريقة للتواصل الفعَّال وحل هذه المشكلات، وتعود أسباب هذه الخلافات إلى ما يلي:
- عدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين:
من المعروف أن البيئة المحيطة بالفرد تعمل على تشكيل آرائه وتؤثِّر في شخصيته وأفكاره؛ فيكتسب الفرد معظم شخصيته منها، ومن الطبيعي أن اختلاف البيئات التي عاش بها كلٌّ من الزوجين قبل الزواج أن تؤثِّر في شخصيتيهما، فإذا لم يحاول أحد الأزواج تفهم الطرف الآخر؛ فحتماً سوف يكون سبب عدم توافقهما.
- الحالة المادية للزوجين:
قد ينشأ الزوجان في بيئة مختلفة مادياً، كأن تكون الزوجة من عائلة حالتها المادية أفضل من حالة الزوج، أو العكس، وهذا يسبب العديد من الخلافات؛ ما يُعَدُّ شكلاً من أشكال عدم التوافق.
- اختلاف العادات والتقاليد:
يخضع كل أفراد المجتمع لعادات وتقاليد البيئة التي يعيش فيها؛ فيمكن أن تختلف العادات والتقاليد بين الزوجين؛ ما يخلق المشكلات بينهما، مثل المشكلات المتعلقة باللباس والخروج من المنزل والزيارات العائلية، وهذا يُعَدُّ من أشكال عدم التوافق.
- اختلاف وتباين البيئات:
قد يعود عدم توافق الزوجين والمشكلات بينهما إلى سوء فهم بينهما ناتج عن اختلاف البيئات التي عاش بها الزوجان، كأن يكون الزوج من بيئة ريفية والزوجة من المدينة.
- التحصيل العلمي للزوجين:
عند وجود فروق في التحصيل العلمي بين الزوجين «كزواج امرأة متعلمة من رجل غير متعلم أو العكس» قد يكون سبباً مهماً جداً في نشوء المشكلات بينهما؛ لأن طريقة فهم الأمور وحل المشكلات غالباً لن تكون متفقة.
- الفارق في العمر بين الزوجين:
العمر بين الزوجين من المسائل المهمة التي تؤثِّر في التوافق والتفاهم بينهما؛ كون موضوع العمر ينعكس على درجة وعي أحدهما أو كليهما، أو يؤثِّر في احترام أحدهما للآخر.