الاخلاص في الورع
الورع رأس الأمر كله، وهو خير الدين، والورع على وجهين: ورع في الظاهر، وورع في الباطن، فورع الظاهر ألا يتحرك إلا لله، وورع الباطن هو ألا تدخل قلبك سواه.
قال عمرو بن عثمان المكي: المخلصون من الورعين هم الذين تفقَّدوا قلوبهم بالأعمال والنيات في كل أحوالهم وأعمالهم وحركاتهم وسكونهم، مواظبين للاستقامة المفترضة على طاعة الله، وله محافظين، ومن دخول الفساد عليهم مشفقون، فأورثهم الله مراقبته، فهنالك تنتصب قلوبهم بمداومة المحافظة لنظر الله إليهم، ونظره إلى سرائرهم، وعلمه بحركاتهم وسكونهم، فهنالك تقف القلوب بعلم الله، فلا تنبعث بخطرة ولا همة ولا إرادة، ولا محبة ولا شهوة، إلا حفِظوا علمَ الله بهم في ذلك، فلم تبرز حركات الضمير إلى تحريك الجوارح إلا بالتحصيل والتمييز؛ لقوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ولقوله سبحانه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]، فإذا انتصبت المراقبة بدوام انتصاب القلوب بها، فهناك يكون تمام الإخلاص، والحيطة في العمل، وهنالك يورثهم الله الحياء، والحياء يعمر القلوب بدوام الطهارة؛ (تهذيب الحلية: 3 /397).
hghoghw td hg,vu wghj;
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|