يحكى أن هناك أسرة سعيدة تعيش في أقصى المدينة مكونة من أم وأب وطفلة صغيرة، كانوا يعيشوا حياة هادئة ميسورين الحال ويشعروا بالحب الدائم، ولكن القدر صمم أن يعكر صفوهم، ففي يوم من الأيام أصيبت أبنتهم بتعب شديد، فذهب الأبويين للطبيب مباشرة وهم في حيرة وخوف وشكوك كثيرة، فما الألم الذي يجعل الطفلة تواصل الصراخ كل هذا الوقت، وبعد كشف الطبيب، كشف لهم أن الطفلة تعاني من مرض صعب، يجب أن يستأصل جزء من أعضائها ويعوض بأخر لكي تستطيع أن تكمل حياتها بشكل طبيعي، كما أخبرهم أن التأخر في العملية سوف يؤثر على نتيجتها فكلما كان الأمر مبكر كانت النتيجة أفضل.
عاد الأبوين مع طفلتهما إلى المنزل ومعهم حقيبة كبيرة مليئة بالعقاقير الطبية والمسكنات وهم في حالة من الذهول والحزن الشديد، ولكن بداخلهم إيمان كبير أن الله لا يخزلهم أبداً، وفجأة صرخت الأم وقالت أنا فداء لك يا حبيبة القلب يا زهرة العمر، وجرت في صباح اليوم التالي للطبيب لتجري الفحوصات وهي مبتسمة أنها ستمنح جزء من جسدها لطفلتها لكي تعيش حياة سليمة بصحة وعافية، وبالفعل بعد أيام أثبتت التحاليل والفحوص أن الأم يمكنها أن تساهم في العملية بجزء من جسدها، وقرر الطبيب فوراً يوم العملية.
دخلت الأم وطفلتها إلى غرفة العمليات وسط خوف الأب ودموعة وابتسامة الأم وخوفها على أبنتها وبراءة الطفلة التي ملأت العالم ورداً وحب، وأجريت الجراحة في وقت زاد عن ستة ساعات، لتفوق الأم وتنادي على أبنتها زهرة وتقول طمني أيها الطبيب كيف حال أبنتي، ليقول لها أنها بخير وستكون بأذن الله دائماً بخير، وبعد أيام خرجت الأسرة من المستشفى وهم في سعادة كبيرة والأم المضحية بجزء من جسدها في غاية السعادة وهي تقول لأبنتها عمري كله فدا لك يا صغيرتي يا حبيبتي، حقاً فالأم وحدها هي من تمنح دون انتظار مقابل تمنح بكل حب وصدق ورضا.